in

نازحو العدوان.. معاناة مستمرة وإهمال حكومي

تسبب الهجوم الغادر الذي شنّه خليفة حفتر على العاصمة طرابلس في نزوح نحو 340 ألف شخص، ورغم مرور 8 أشهر على صد العدوان، إلا أن آلاف النازحين لا يزالون يعيشون المعاناة في ظل عدم التفات الدولة لهم.

لا أزال نازحةً

لا تزال “وداد عون” – 38 عاماً – تعيش ظروف نزوح بعدما فرت من منزلها الواقع بطريق الأبيار بعين زارة يوم الهجوم على جنوبي العاصمة طرابلس.

وقالت وداد للرائد: إن سبب عدم عودتها لبيتها هو تضرره؛ نتيجة الحرب وعدم قدرتها على صيانته.

وأضافت “أتقاضى 740 شهرياً لا تكفي حتى لمتطلبات المعيشة، ما بالك بصيانة منزل تكلف صيانته الآلاف”، مؤكدة أن العشرات من سكان منطقتها لم يتمكنوا من العودة لبيوتهم لذات السبب.

وترى وداد أن حل معاناتها وأمثالها، تقديم تعويضات لهم من قبل الحكومة، مضيفة أنهم خارج اهتمام الحكومة السابقة، مطالبة رئيس الحكومة الحالية بالاهتمام بملف النازحين أسوة باهتمامه بتاورغاء وزيارته لها.

مداخيل محدودة

يتفق المحلل الاقتصادي “عبد الحميد فضيل” مع حديث سابقته بقوله: إن جل النازحين هم أصحاب دخول محدودة، وأنه حتى من عاد إلى منزله منهم عاد بجهود ذاتية دون أي اهتمام من الدولة.

وقال للرائد: إن النازحين استنزفوا كل مدخراتهم وأن بعضاً منهم فقد وظائفه في مدرسة خاصة أو مصنع دمر؛ نتيجة العدوان على طرابلس، وأنهم علاوة على ذلك هم ضحية لارتفاع الأسعار، مؤكداً أن الغالبية العظمى من النازحين يعيشون تحت خط الفقر المدقع.

ويرى “فضيل” أن حل ملف النازحين يكون بحصرهم، والبدء في إعادة إعمار بيوتهم، بآلية تراها الدولة مناسبة، مؤكداً أن تقدير قيمة الأضرار يجب أن يراعى فيها ارتفاع الأسعار، مستبعداً وجود بوادر لحلول عاجلة لهم.

هل عجزت الدولة؟

يعترف عضو مجلس حكماء بلدية عين زارة “مفتاح الفقي” بوجود تقصير من الدولة تجاه النازحين الذين لم يطو ملفهم ولم تحلحل معاناتهم رغم مرور عامين من العدوان على طرابلس، مضيفاً أن بلديته سجلت موجة النزوح الأكبر من بين بلديات طرابلس الكبرى.

ويتفق مع النازحين بوجود تقصير من الدولة، بقوله: إن الدولة لم تقدم للنازحين في أحيان عدة إلا مساعدات غذائية، مطالبا بالتفاتة تجاه النازحين أسوة بزيارته لتاورغاء وتعهده بحلحلة ملف سكن أهلها.

ورأى “الفقي” أن الحل الأمثل حالياً هو صرف مخصصات تعويضات للنازحين؛ لإنهاء معاناتهم، والحد من الظروف الصعبة التي يعيشونها

85 ألف عائلة نازحة

وكيل وزارة الحكم المحلي في حكومة الوفاق سابقاً “عبد الباري شنبارو” قدر عدد العائلات النازحة نتيجة العدوان على العاصمة طرابلس بـ 85 ألف عائلة نازحة.

وأضاف، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أن عدد المساكن المتضررة بلغ قرابة 125 ألف مسكن، في بلديات عين زارة، وأبو سليمـ وتاجوراء والعزيزية والسواني وقصر بن غشير في ضواحي طرابلس الجنوبية.

وتابع “شنبارو” قوله: “نصف سكان العاصمة كانوا عرضة لنيران قوات حفتر في هجومها على المدينة”

ولم تطرح الحكومة الجديد حتى الآن أي برامج واضحة لتعويض النازحين أو صيانة منازلهم المتضررة.

الداخلية تتعهد بملاحقة مرتكبي جرائم المقابر الجماعية في ترهونة

“كوبيش”: نجاح الانتخابات البلدية مؤشر واضح على اهتمام الليبيين باختيار قادتهم في انتخابات ديسمبر