in

مراقبون: استمرار وجود المُرتزقة يُعرقل نجاح المسار السياسي في ليبيا وحفتر غير صادق في دعم العملية السياسية

اتفقت لجنة 5+5 في الـ 23 من أكتوبر الماضي في جنيف، على إيقاف تام لإطلاق النار، ورجوع القوات المتواجدة في سرت والجفرة إلى معسكراتها، وإخراج كافة المرتزقة من البلاد خلال ثلاثة أشهر، وتوحيد حرس المنشآت النفطية، وفتح الطرق وتبادل المُحتجزين، وترتيب وضع الكتائب المسلحة وإعادة دمجها.

ودعت اللجنة العسكرية المُشتركة 5+5 القادة السياسيين في البلاد والدول الداعمة لمؤتمر برلين لإخراج جميع المُرتزقة والمُقاتلين الأجانب من جميع خطوط التماس، والامتثال لحظر توريد السلاح المفروض من قبل مجلس الأمن.

وفي الـ 23 يناير انتهت مدة الـ 90 يوماً المتفق عليها لانسحاب المُرتزقة؛ ما أثار بعض التساؤلات عن إمكانية تحقيق المطلب الأساسي لنجاح المسار السياسي وتحقيق الاستقرار في البلاد.

وفي الوقت الحالي وجود المرتزقة في سرت يُشكل عرقلة لعقدعقد جلسة منح الثقة لحكومة الدبيبة التي دعا لها رئيس مجلس النواب بطبرق عقيلة صالح.

ويرى مراقبون أن حفتر غير صادق في دعم العملية السياسية، وأن الخيار العسكري لدي حفتر لا زال مطروحاً ولن يخضع لأي سلطة مدنية، وبسبب الوجود الكثيف للمرتزقة لا تصلح مدينة سرت بوضعها الحالي أن تكون مقراً لعقد جلسة لمجلس النواب ولا مقراً للحكومة.

المرتزقة في سرت

رئيس وفد حكومة الوفاق في اللجنة العسكرية (5+5) اللواء أحمد أبو شحمة قال: إن اللجنة لا تملك الولاية على مدينة سرت، ولا قوة أمنية فيها تابعة لها، وتواجد المرتزقة فيها يجعل اللجنة غير قادرة على إعطاء الإذن للنواب لعقد جلسة بها.

وأضاف أبوشحمة، في خطاب موجه للنواب الجمعة، أن القرار يعود للنواب لاختيار مكان آخر لعقد جلساتهم الخاصة بمنح الثقة للحكومة الجديدة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، مُؤكداً أن اللجنة لازالت مستمرة في دورها المتمثل في وقف إطلاق النار، وحقن دماء الليبيين، وإخراج المرتزقة الأجانب من التراب الليبي.

وأوضح عضو اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” العميد مختار النقاصة، في تصريح سابق للرائد، أن عمليات إزالة الألغام ومُخلفات الحرب حول سرت مستمرة على قدم وساق، مضيفا أن الطريق الساحلي ستفتح إذا أعلمتهم فرق إزالة الألغام بإنهاء عملها.

وأكد النقاصة أنه بعد الانتهاء من عملية إزالة الألغام سيكون هناك اجتماع للجنة؛ لبدء وضع خطط سحب المرتزقة من تمركزاتهم في خطوط التماس، ونقلهم إلى كل من بنغازي وطرابلس في خطوة أولى؛ للبدء في عملية مغادرتهم الأراضي الليبية.

20 ألف مرتزق

الرئيسة السابقة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة “ستيفاني وليامز” قالت إن عدد المرتزقة في ليبيا يتراوح ما بين 17 و20 ألفاً، بينهم 11 ألف مرتزق من السودان.

وأضافت وليامز في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط أن معظم المرتزقة السودانيين يقاتلون في صفوف حفتر إضافة إلى مرتزقة من تشاد.

وأوضحت وليامز أن من بين المرتزقة المتواجدين في ليبيا مرتزقة الفاغنر الذين كان لهم حضور واضح في سبتمبر، بالإضافة إلى مرتزقة سوريين يقومون بالترجمة لفاغنر، والبعض يحمي المنشآت النفطية.

غير صادق

الكاتب والمحلل السياسي علي أبو زيد رأى، في تصريح للرائد، أن ما أدلى به اللواء أبوشحمة مؤشر على أن حفتر غير صادق في دعم العملية السياسية وما أنتجته من سلطة تنفيذية، وربما يسعى للاستفادة منها في إعادة تموضعه سياسيا بعد حالة العزلة التي يعانيها.

وأضاف أبو زيد أن وجود مرتزقة “الفاغنر” على وجه الخصوص وبناء تحصينات لخطوط دفاع طويلة الأمد يؤكد أن الخيار العسكري لدى حفتر لازال مطروحاً، ولن يخضع لأي سلطة مدنية، وسيبقى مقدما نفسه كسلطة أعلى أو موازية للسلطة المدنية، مايؤكد أن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار على المحك ما لم يكن هناك موقف دولي واضح، وفق قوله.

سرت لا تصلح لعقد الجلسة

المحلل السياسي عبد العزيز الغناي اعتبر في تصريح للرائد أن مدينة سرت بوضعها الحالي لا تصلح أن تكون مقراً لعقد جلسة لمجلس النواب ولا مقرا للحكومة؛ بسبب التواجد الكثيف لـ”مرتزقة الفاغنر والمرتزقة الأفارقة”.

ورأى الغناي أن التصريح الصادر عن “أبو شحمة” يعد غاية في” الحكمة والمصداقية” وأن إقحام اللجنة العسكرية في مثل قرار مصيري كهذا أمر محفوف بالمخاطر؛ لأن عمل اللجنة كمن يسير في حقل ألغام من المفترض أن تكون خطواته محسوبة.

وأضاف الغناي أن الأطراف المساندة لحفتر تنكر وجود الروس “في طرفة سمجة” غير منطقية أساسا، فروسيا لاعب واضح في المشهد الليبي، وتريد السيطرة على منابع ومصاب النفط والاستقرار في المياه الدافئة، وأنها بتحصينها قاعدة الجفرة تبحث عن استقرار دائم وفرض أمر واقع على الليبيين والقوى الدولية خاصة مع غياب السيادة وانقسام المؤسسات وحالة الضعف العام في القوى السياسية والمجتمعية والعسكرية التي تعصف بليبيا.

تحصينات

المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب أكد رصد تحركات لرتلين من مرتزقة “الفاغنر” الأول في الطريق من البريقة إلى سرت مكون من 8 سيارات مسلحة و4 سيارات نقل محملة بالذخائر وغرفة عمليات متحركة للتحكم بالطيران المسير.

وأوضح المركز أن الرتل الثاني لمرتزقة “الفاغنر” خرج من أجدابيا باتجاه الغرب مكون من 3 حافلات معتمة الزجاج وسيارتي نقل محملتان بالذخائر وثلاث سيارات مُسلحة لحماية الرتل، مُشيراً إلى أن “الفاغنر” يستمرون في أعمال يُعتقد أنها لمد أنبوب داخل الخندق لنقل النفط من الجنوب إلى الشمال ومنها لشحنه بحراً.

باشاغا يوقع مع الشيخ اتفاقية لمكافحة كافة أشكال الفساد

البرلمان الدولي يعرب عن أسفه لعدم تعاون مجلس النواب في قضية سرقيوة