in ,

مقابلة خاصة مع مراقب التعليم ببلدية مصراتة الأستاذ “إسماعيل الهادي إعبيد”

حاورت شبكة الرائد الإعلامية مراقب التعليم ببلدية مصراتة الأستاذ “إسماعيل الهادي إعبيد”، والمتوج بجائرة أفضل مراقب تعليم للعام 2020.

وقال الأستاذ “إسماعيل ” إن هذه الإنجاز لم يكن ليتحقق دون منظومة الصادقين والمخلصين الذين أسهموا معه في هذا النجاح، حسب تعبيره.

وأوضح ” إعبيد” أنهم ساهموا في حل الاكتظاظ الدراسي بمدارس المراقبة بإنشاء 150 فصل دراسي متنقل، دون أن يخفي جهود الأهالي في إضافة فصول دراسية وبناء مدارس على أنقاض سابقاتها، وإجراء صيانة لمدارس بقيَمة إجمالية بلغت 63 مليون دينار.

فإلى نص المقابلة: –

نِلتَ جائزة أفضل مراقب تعليم على مستوى وزارة التعليم عن عام 2020م، ما الذي يعنيه لك نيل الجائزة؟

هذه المرتبة أو اللقب أو التكريم بالتأكيد أنه يعني لي الكثير، أنا توليت مهام مراقب التعليم ببلدية مصراتة منذ 3 سنوات، وتحديداً في 31 ديسمبر 2018م، وقد عملنا طيلة الفترة بكل الروح الوطنية وبما يمليه عليه ضميرنا، ووطنيتنا، وبالتأكيد كانت هناك جهود كبيرة ومضنية، ومهمتي لست بالسهلة لا سيما وأنني مراقب أكبر مراقبة تعليمية من بين مراقبات تعليم وزارة التعليم، والتي تمتد على ساحل طوله 170 كم من الدافنية غرباً حتى بويرات الحسون شرقاً.

وبالتالي لا أخفي سراً أنني قد وصلت للحظة من الإحباط والإرهاق حتى أنني فكرت أن أغادر الموقع لأفسح المجال لغيري، لكن لحظة التكريم كانت فارقة، وتجلت فيها نصرة الله لي، وإظهارا لحقيقة جحدها البعض، هي لحظة أثلجت صدري بلا شك، لا سيما وأن عملية التقييم أسهم فيها أكثر من 20 مدير إدارة من بين إدارات وزارة التعليم.

الإعلان عن فوزي بأفضل مراقب تعليم لم يكن قرار وكيل أو وزير، وهذا ما زاد سعادتي، ووجدتني اليوم أكثر رغبة في العطاء والبذل، وأنا لن أنسب هذا النجاح لشخصي؛ لأنني أترأس منظومة، المنظومة بها الصادقون والمخلصون، فهم من صنعوا وأسهموا معي في هذا النجاح، ورسموا هذه الصورة عن مراقبة تعليم مصراتة.

هل أنت راض عما أنجزتموه العام الماضي؟

حقيقةً، التعليم من القطاعات التي تتباهى الشعوب بمقدار ما تنفق عليه مادياً ومعنوياً، ومهما تم من إنجاز، ومهما كان البذل والعطاء يظل المطلوب أكثر، ولكن أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، أنا للأمانة عندما قبلت تولي هذه المهمة، لم أشأ أن أكون موظف ديوان أوقع بريدا وأستقبل وأرسل بريدا، ولكن كنا عازمون على أن نكون من صانعي القرار وممن يساهمون في الرفع من مكانة التعليم، ولفت أنظار الدولة للدعم المادي والمعنوي لهذا القطاع.

وفي مراقبة تعليم مصراتة حققنا الكثير بفضل الله، مثلاً افتتحنا مقرا فرعيا للمراقبة به 18 مكتبا؛ لعدم وجود مكاتب لبعض الإدارات المهمة من بينها إدارة الدعم والإرشاد النفسي، والاحتياطي العام، كما أن وحدة الصيانة بالمراقبة وهي من الوحدات الحيوية، وجدتها بدون مقر لها منذ عامين ونصف العام، وقد عملنا على إحياء وحدة الصيانة، وتحصلنا على مقر لها وأتممنا تجهيزه.

ماذا أنجزتم؟

أنجزنا الكثير، التحدي الأول الذي كان أمامي عندما توليت مهامي، هو إعادة روح الفريق داخل المراقبة، ومن أول يوم أبلغتهم بأنني على مسافة واحدة من الجميع.

إذ أن عامل الاستقرار وخلق روح الفريق من خلال سلسلة الاجتماعات التي تعقد أمر مهم ونعول عليه ونهتم به، باعتبارها تمثلاً لقاء لحل المشاكل، وقد تحقق ذلك بالفعل.

من بين ما أنجزناه مثلاً لعلاج الكثافة الطلابية المتزايدة لدينا، سعينا وقد نجح مسعانا في الحصول على اعتماد حصري لمراقبة التعليم مصراتة بقيمة 4 ملايين و900 دينار ليبي، وَرَّدَنا بها 150 فصل متنقل، 5000 مقعد مزدوج، 3000 سبورة، و2000 كرسي وطاولة معلم، مَثَّلَت رئة إضافية لتخفيف الكثافة الطلابية.

يَدْرُسُ بالمؤسسات التعليمية التابعة لمراقبة تعليم مصراتة عشرات الطلاب النازحين، هل تمتلكون إحصائيات بهم والمدن التي يتبعونها؟

حصرنا الطلبة النازحين الذين انتقلوا من مدن ليبية أخرى للدراسة بمدينة مصراتة من خلال منظومة مكتب الامتحانات التابع لنا، وقد تبين لي فيما بعد أن عددهم عن الأعوام منذ 2015 – 2018م بلغ 12841 طالب وطالبة انتقلوا من عشرات المدن الليبية من جنوب ليبيا وغربها ووسطها.

هذا الرقم يتزايد سنويا، مثلاً عدد الطلاب النازحين المسجلين لدينا حتى مطلع العام الجاري تخطى حاجز الـ 15 ألف طالب وطالبة، وقد أوضحنا للمجلس البلدي وسلطات الاختصاص في الدولة الليبية انتقال هذا العدد الرهيب وما يصحبه من عوامل أخرى، من ارتفاع الكثافة الطلابية في الفصل الدراسي، وعجز في المدرسين، وغيرها من العوامل الأخرى.

هل التزمت المؤسسات التعليمية التابعة لكم بالإجراءات الوقائية لمجابهة جائحة كورونا، وما هي خطتكم للعام الجاري؟

بناء على تقييم اللجنة المسؤولة عن متابعة الإطار الوبائي داخل الوزارة، ووفق البيانات التي تمت تعبئتها في النماذج المعدة لعملية التقييم، أذن لكل المؤسسات التعليمية بمراقبة تعليم مصراتة سواء كانت أساسي أو ثانوي أو رياض الأطفال، بانطلاقة الدراسة بعد التأكد من جهوزية المؤسسات التعليمية.

وفي هذا الصدد، نطمئن أهلنا بأن الأمور تسير بشكل جيد نحو عودة آمنة للدراسة، كما أن إدارات وزارة التعليم، والجميع متعاونون في هذه الملحمة، وقد عقدنا خلال فترة توقف الدراسة لـ 3 أسابيع ورش عمل لـ 860 أخصائي اجتماعي ومرشد نفسي بالتعاون مع الجمعية الليبية لطلاب والأطباء الشباب ومكتب الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية، كما أننا عقدنا ورش عمل لكل معلمي الفئات الخاصة على 3 مجموعات.

خطتنا لهذا العام، ستشمل استكمال صيانة المدارس التي توقفت أعمال الصيانة بها، كما أننا خلال العام سنستكمل بإذن الله متطلبات الجودة والاعتماد المؤسسي لجميع المؤسسات التعليمية بمراقبة تعليم مصراتة.

طموحاتنا كبيرة لتحسين واقع التعليم ببلدية مصراتة، وسنعطي ذلك أهمية بالتعاون مع عديد المؤسسات؛ من أجل تحقيق شيء لقطاع التعليم.

كم عدد المؤسسات التعليمية والطلاب الدارسين بهذه المؤسسات بمراقبة تعليم مصراتة؟

مراقبة تعليم مصراتة هي أكبر مراقبة تعليم بحكومة الوفاق الوطني، بها 200 مؤسسة تعليمية، 140 مدرسة تعليم أساسي – 40 ثانوية – 12 رياض الأطفال، وخلال الأيام القريبة الماضية أصدرت الوزارة قرارا بتوطين 4 رياض الأطفال ليرتفع العدد إلى 16 روضة.

أما عن عدد الطلاب فهو يصل إلى 116 ألف طالب وطالبة بما في ذلك التعليم الخاص، الذي به 17 ألف طالب وطالبة يتوزعون على أكثر من 50 مؤسسة تعليمية.

ماذا عن مشروعات التعليم بمصراتة؟

نحن مهتمون بمشروعات التعليم، واستكمالها تحد من التحديات التي أمامنا، وقد تواصلنا مع رئيس حكومة الوفاق الوطني “فائز السراج” والذي أصدر تعليماته بتفويض مالي خاص بجهاز تنمية وتطوير المراكز الادارية، وقد تم الإذن ببدء عمليات الصيانة في 9 مدارس من بين 31 مدرسة، من بينها مدرسة المجاهد علي المستيري، وكذلك مدرسة شهاب الدين في الزروق، ضف إلى ذلك هناك عدد من المدارس التي نتمنى استكمالها قريباً.

من بين مشروعات التعليم ما أنشئ أو استكمل بجهود ذاتية للأهالي، كيف تُقيّمون دور الأهالي في إنشاء فصول إضافية، دعم عمليات الصيانة، أو بناء مدارس جديدة على أنقاض سابقاتها؟

في ظل عجز الدولة، وعدم تشخيص المشكلة بشكل جيد، وأمام عدم تشخيص هذه المشاكل وعدم إيجاد حلول استراتيجية، لم يقف أهالي مدينة مصراتة مكتوفي الايدي فساعدوا في بناء مدارس، وصينوا أخرى، وأنشأوا فصولا دراسية.

صراحة، مصراتة تحولت إلى ورشة كبيرة في مشاريع المجهود الذاتي، وقد أظهرنا ذلك للدولة الليبية.

وبالأرقام … وصلت القيمة المالية لما أنجزه الأهالي من إضافة فصول دراسية، وبناء مدارس على أنقاض سابقاتها، أو إجراء صيانة، إلى 63 مليون دينار، أبرز هذه الإنشاءات كانت مدرسة القصير في عباد، والتي كانت إحدى 10 مؤسسات تعليمية آيلة للسقوط، انتظر الأهالي طويلاً، ضف إلى ذلك أن الأهالي نجحوا في بناء 167 فصل دراسي متنقل، و78 دورة مياه، وعدد من الآبار، والساحات.

ماذا عن دور وزارة التعليم في دعمكم وهل أوفت بالتزاماتها تجاهكم؟

للأمانة كما قلت إن العمل بروح الفريق هو الذي يساعد على إنجاز العمل، ما أتمناه من وزارة المالية الإيفاء بالتزاماتها تجاه التعليم والمعلمين في علاوة الحصة، العلاوة أصبح فيها عجوزات، وهناك بعض البلديات لم تأخذ علاوتها في العام الأخير، ونتمنى أن تستمر العلاوة والميزانية التشغيلية، وكذا توفير الكتاب المدرسي، كما تم توفيره في موعده خلال العام الجاري، وألا يتعثر توفيره. بالمجمل العام، الوزارة مقارنة بالأعوام الماضية حققت العديد من المكاسب والمنجزات، ونطمح لتحقيق المزيد وتحسين دخل المعلم داخل المجتمع، وأن نجعل هذه المهنة مرغوبة؛ لأن التعليم هو أساس نمو المجتمعات، وهو المستقبل بلا شك.

كورونا الأصلي أم المتحور.. كيف تميز بين الأعراض؟

إدارة القضايا الخارجية تُجنب ليبيا خسارة 7 ملايين يورو