in

“الربط” مشروع الموت في ترهونة… مئات الجثث والجناة طلقاء… أين العدالة؟

لاتزال هيئة البحث والتعرف على المفقودين تنتشل الجثث والرفات التي دفنتها ميليشيات الكانيات التابعة لقيادة حفتر في مشروع الربط في ترهونة، ولايزال الجناة طلقاء تحت حماية ميلشيات حفتر في المنطقة الشرقية بعد فرارهم عقب هزيمتهم وطردهم من المنطقة الغربية في السادس من يونيو الماضي.

مدير مكتب الإعلام بالهيئة عبد العزيز الجعفري أكد لشبكة الرائد أن فريق الهيئة اكتشف مقبرة جديدة بمشروع الربط بترهونة، وانتشال أربعة جثامين وأشلاء من الموقع الأول، لافتا أن العمل جارٍ لإخراج الجثث ومعرفة عددها، مشيرا إلى أن مشروع الربط البالغ مساحته أكثر من هكتار ونصف اكتشف فيه أكثر من 25 مقبرة جماعية وفردية حتى الآن.

المزيد من الجثث

وتوقع رئيس هيئة البحث والتعرف على المفقودين كمال أبوبكر السيوي العثور على مزيد من المقابر داخل ترهونة، بعد استخراج 115جثة من 25 موقعا داخل مشروع الربط بترهونة، مشيرا إلى أن مرحلة التعرف على هوية الجثث والرفات التي تم انتشالها لم تبدأ بعد.

وأوضح السيوي، في مقابلة خاصة مع الرائد، أنهم جمعوا بيانات من عائلات 330 مفقودا، موضحاً أن عملهم قد يتوقف في أي وقت في حال عدم تسييل مخصصات الهيئة.

وذكر السيوي أن الجثث المستخرجة، دفنت بطرق مختلفة، منها ما كان ملقى على وجهه، ومنها جثث مرمية في حفرة واحدة، ويتضح أنه تم قتلها والتخلص منها، باعتبارها مرمية على بعضها، وهناك بعض الجثث عثر على أشلاء منها فقط، هناك من الجثث ما هو مكبل ومغمض العينين.

وأكد السيوي حرصهم على توثيق طريقة وضع الجثة، والحالة التي دفنت عليها، لافتا أن الهيئة وجدت جثة دفنت معها معدات طبية، من أجهزة أكسجين، وأجهزة تغذية .

هويات تتكشف

وسلّمت اللجنة المختصة بالمقابر الجماعية بترهونة، الأربعاء الماضي، جثة العميد بوزارة الداخلية المبروك الهادي خلف لذويه بعد استكمال إجراءات التعرف الثانوية لفريق الطب الشرعي باللجنة.

وعثر الأسبوع الماضي على جثث ثلاثة أشخاص من عائلة الهامل، وهم حسين محمود الهامل 80 سنة، ومحمد محمود الهامل 59 سنة، ونور الدين حسين محمود 46 سنة، وفي إحدى المقابر الجماعية في ترهونة.

وأعلن المجلس التسييري لبلدية ترهونة، العثور على رفات وبقايا عظام لجثة المواطن “عبدالله محمد الجلاصي” المخطوف على يد ميليشيات الكاني، منذ أبريل الماضي، وجدت مدفونة في منطقة البطن جنوب المدينة.

وأوضح المجلس، على صفحته الرسمية أكتوبر الماضي، أنه بعد معاينة المكان وبحضور أحد ذوي المعني، تعرف على الملابس الموجودة بجانب الرفات ومفاتيح السيارة.

وكشف المجلس عن أن الأرض التي وجدت بها الجثة تعود للمجرم عبدالباري الشقاقي وصبري عقاب العيساوي، الذين ارتكبا عدة جرائم بشعة بترهونة راح ضحيتها العشرات من أبناء المدينة، طيلة السنوات الماضية.

دعوات على ورق

رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج دعا في يونيو الماضي المحكمة الجنائية الدولية إلى إرسال فريق بشكل عاجل؛ للتحقيق في جرائم مليشيا حفتر، متعهدا في رسالته للمحكمة الدولية باتخاذ كافة الإجراءات، وتقديم المساعدة اللازمة لفريق التحقيق.

وقالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية فاتو بنسودا، في يونيو الماضي، إن مكتبها تلقى “معلومات موثوقة بخصوص11 مقبرة جماعية في ترهونة تحتوي على جثامين رجال ونساء وأطفال”.

بينما أعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في أغسطس الماضي، تعيين ثلاثة محققين مستقلين لبعثة تقصي الحقائق في ليبيا.

وأصدر النائب العام في يونيو الماضي أوامر باعتقال 20 متهماً بارتكاب جرائم المقابر الجماعية، التي كشف عنها بعد تحرير مدينة ترهونة من مليشيات حفتر، و”أبناء الكاني” في مقدمة المطلوبين للعدالة.

لكن لايبدو أن هناك إجراءات جدية على أرض الواقع لملاحقة هؤلاء السفاحين أو مقاضاة من يأتمرون بأمرهم وسط معاناة أهالي المفقودين الذين لايعرفون مصير أبنائهم، ولا هوية الجثث الموجودة بعد تأخر إجراء التحاليل الدالة على هوياتهم.

من تونس إلى البريقة… هل تنجح جهود البعثة الأممية في حل الأزمة الليبية؟

أبرزها فقر الدم.. 7 أمراض تكشف عنها برودة الجسم