in

مقابلة خاصة مع رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، “كمال أبوبكر السيوي”

فيما تواصل فرق “الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين” العمل من داخل مشروع الربط بترهونة؛ للبحث عن مزيد من الجثث والأشلاء لضحايا قتلتهم عصابات الكاني المجرمة، توقع رئيس الهيئة العثور على مزيد من الجثث.

وقال الدكتور “كمال أبوبكر السيوي” إنهم ماضون في عمله بعد استخراج 115 جثة من 25 موقعا داخل مشروع الربط بترهونة، مشدداً على مرحلة التعرف على هوية الجثث والرفات التي تم انتشالها لم تبدأ بعد.

وأوضح في مقابلة خاصة مع شبكة الرائد الإعلامية أنهم جمعوا بيانات من عائلات 330 مفقودا، موضحاً أن عملهم قد يتوقف في أي وقت في حال عدم تسييل مخصصات الهيئة، فإلى ما جاء في نص في المقابلة…

بدأتم العمل على المقابر الجماعية المبلغ عنها والمكتشفة في ترهونة في العاشر من يونيو بانتشال عشر جثث، كم عدد الجثث التي انتشلتموها حتى الآن، وهل جميعها انتشلت من موقع واحد؟

الجثث التي تم انتشالها من مدينة ترهونة، الموقع الكبير الذي نعمل عليه حالياً مشروع الربط، وهذا انتشلت منه 115 جثة حتى الآن من حوالي 25 موقعا، الجثث كانت متناثرة في موقع مشروع الربط الذي يمتد لهكتارات، وهناك بعض الجثث التي تم انتشالها من آبار المياه، وخزانات، وحفر آبار مهجورة، هذه الأماكن التي عملنا عليها، ولا زلنا مستمرين في العمل، المقبرة الجماعية التي يجرى العمل عليها بمشروع الربط، حسب البيانات الواردة من فرق الاستكشاف والاستطلاع، والبيانات الواردة الأولية التي وصلتنا في الهيئة، يتوقع العثور على عديد المواقع لمقابر جماعية داخل المشروع بها قبور جماعية؛ بناء علي طبيعة الأرض، وبعض المعلومات التي تردنا من مختصين في الموقع.

على ذكر مشروع الربط الذي يُجرى العمل عليه حتى لحظتنا هذه باستخراج جثث ورفات، كيف علمتم بوجود مقبرة جماعية؟

علمنا ذلك بمعلومات وردتنا بمقر الهيئة من الفترة السابقة، بتصفيات تمت داخل ترهونة، ووجود عدد من المفقودين، وعقب تحرير المدينة، هناك شخص أدلى بمعلومات مفادها بأن هذا الموقع لمزرعة، به قبور، نتيجة ما شاهده من عمليات نقل الجثث، توجه فريقنا للموقع، بعد أن أخذنا صور أقمار صناعية للموقع عن الفترة 2015 – 2019م و تبيّن لنا أن طبيعة أرض الموقع قد شهدت تغييرا، وأن الأرض تختلف طبيعتها، عن صورتها الطبيعية، علاوة على أن الفرق التي ساندتنا من مختصين في الجيولوجيا، وعلم الإنسان، وعلم الحشرات، حتى من طبيعة الأرض بإمكانهم التعرف على النباتات الموجودة، هل نبتت بعد حفر الأرض، أم أنها طبيعية مقارنة بالمنطقة المجاورة؟

كيف كانت أوضاع الجثث المستخرجة، وهل جميعها لرجال؟

طبعاً الجثث المستخرجة، دفنت بطرق مختلفة، منها ما كان ملقى على وجهه، ومنها جثث مرمية في حفرة واحدة، ويتضح أنه تم قتلها والتخلص منها، باعتبارها مرمية على بعضها، وهناك بعض الجثث عثرنا على أشلاء منها فقط، هناك من الجثث ما هو مكبل، وهناك ما هو مغمض العينين، ونحن حريصون على توثيق طريقة وضع الجثة، والحالة التي دفنت عليها، مهمة جداً، وقد أوضحت عديد وسائل الإعلام ذلك.

واحدة من الجثث التي استخرجتموها من مشروع الربط بترهونة كانت بها أجهزة طبية، وأثارت الرأي العام حينها، هل تم التعرف على صاحب الجثة، وما هي معلوماتكم عن الطريقة التي قتلت بها؟

هذه تعتبر سابقة، نحن كهيئة، وإدارة في السابق، تعمل في مجال المقابر الجماعية، لأول مرة نستخرج جثة بها معدات طبية، وأجهزة أكسخين، وأجهزة تغذية، وكل الأجهزة، وهذه كانت واضحة لوسائل الإعلام، الجثة كانت متحللة نوعاً ما، وإلى حد الآن، لم نباشر في عملية تحليل العينات، ومقارنتها، للوصول إلى عملية التعرف.

أعلن المجلس التسييري ترهونة في الخامس من أكتوبر التعرف على هوية رفات عثر عليه في منطقة البطن جنوبي المدينة قال، إنه يعود للمواطن “عبدالله الجلاصي”، ماذا عن جهود الهيئة في التعرف على هوية الرفات؟

بالنسبة لجهود الهيئة، فهي لديها إدارات مختلفة، لديها إدارات فنية لها علاقة بالعمل الميداني (إدارة البحث عن الرفات)، ولديها إدارات أخرى، بينها إدارة التعامل مع الأهالي، وهي المعنية بأخذ عينات الحمض النووي من الأهالي، وهناك إدارة المختبرات، الجزء المتبقي من عملية التعرف، هو أخذ العينات وإحالتها لإدارة المختبرات، لدينا في عملية التعرف شقين هو من يتسبب في تأخر عملية التعرف، ضرورة موافقة مكتب النائب العام، لم نأخذ عينات من الجثث التي تم استخراجها بالكامل، وموافقة النائب العام مهمة في هذا الجانب، كما أننا لم نُضمّن في الترتيبات المالية للعام 2020م وكان هناك تأخر في استجلاب مواد التشغيل، معامل الهيئة جاهزة، عملية معايرتها واختبارات الكفاءة عليها، لكن صدر المجلس الرئاسي مؤخراً بتخصيص مبلغ مالي من ميزانية الطوارئ للهيئة، ونأمل تسييل المبلغ في أسرع وقت، حتى يتم التعاقد لشراء مواد التشغيل الخاصة بالمعامل، ومن ثم نباشر عملية تحليل الحمض النووي، التي تتطلب وضع كافة بيانات أهالي المفقودين في قاعدة بيانات، وتحليل كل رفات، ومقارنتها مع البيانات في قاعدة البيانات.

من بين 115 جثة استخرجتموها حتى الآن من ترهونة ومناطق مجاورة لها، لم يتم الإعلان إلا عن هوية جثة وحيدة، ماذا نفهم من ذلك، وما أسباب هذا التأخير في التعرف؟ وهل هو تأخير مبرر؟

بالنسبة للحالتين اللتين أعلن في السابق أنه تم التعرف عليهما، لم يكن إعلان التعرف لم يكن عن طريق الهيئة، لأن التعرف بالنسبة لنا، لا يمكن أن يسبق تحليل الحمض النووي، لكن ما بلغنا أن إعلان التعرف كان من جهات أخرى، بالنسبة لـ “الجلاصي” قالوا إن التعرف عليه من طقم أسنانه ومفتاح سيارته الذي كان ضمن ملابسه، لكن نحن في الهيئة مصرون على ضرورة أخذ عينات الحمض النووي من الجثة، وأخذ عينات من ذويه، ولا يتم التعرف على هوية الجثمان؛ لأنها تعتبر جثة متحللة، ووجود مفتاح أو بطاقة، يعتبر من العوامل المساعدة، ولا يعني العثور على تلك العوامل أن هذه الجثة تعود لهذا أو ذاك، ومن هنا نناشد السلطات الليبية بعدم التسرع في إعلان التعرف على الجثث، خاصة مجهولة الهوية، عن طريق المقتنيات الموجودة مع الجثة؛ لأن هذا لا يعتبر دليلا صريحا، قانونياً، لا يمكن الاستناد عليه في أن الجثة تم التعرف عليها بصورة مطلقة.

ماذا عما قمتم به كهيئة من خطوات بعد اكتشاف المقابر الجماعية في ترهونة، وإخراج ما بها من جثامين ورفات؟

ما قامت به الهيئة، كما أسلفت، لدينا أكثر من إدارة تعمل على ذلك، الهيئة على تواصل مع أهالي مفقودي ترهونة، هناك فريق من الهيئة يتواجد في ترهونة؛ لسحب العينات من أهالي المفقودين الذين يتعذر عليهم الوصول إلى طرابلس؛ لأخذ البيانات وتسجيلها في قاعدة البيانات، وأخذ عينات الحمض النووي، عدد عائلات ترهونة التي أبلغت بوجود مفقودين لديها يفوق 330 حالة، تم إرسال فريق من الهيئة لتعريف الحمض النووي في دورة تنشيطية في تركيا لمدة أسبوع، نأمل تسريع عملية شراء المواد الخاصة بتحليل الحمض النووي؛ لكي يبدأ العمل فعلياً في التعرف على هوية الجثث التي تم انتشالها.

هيئتكم تأسست بادئ الأمر كإدارة للتعرف على المفقودين، وعملت على مقابر جماعية عدة، هل ما حدث في ترهونة كان سابقة بالفعل؟

نحن نعمل على هذه المقابر منذ عام 2011م، عملنا على عديد المقابر الجماعية، السابقة التي واجهتنا لأول مرة، هي وجود نساء في مقابر جماعية، ولم يحدث ذلك من قبل، والسابقة الثانية هو وجود جثة دفنت بأجهزتها الطبية، هذه الأخرى تعتبر سابقة بالنسبة لنا، أما بالنسبة للأعداد فقد عملنا على مقبرة بن جواد في 2011 بها تقريباً 400 جثة، ومقبرة بئر أسطى ميلاد بها أزيد من 300 جثة.

هل استقبلتم أي بلاغات عن مقابر جماعية في ترهونة، ولم يبدأ للعمل عليها حتى الآن، وماذا عن إمكانيات الهيئة هل قادرة على الاستمرار حتى استخراج آخر جثمان أو رفات؟

نحن، تلقينا بلاغا بوجود مقبرة، غير بعيدة عن المقبرة الجماعية بمشروع الربط، التي يتم العمل عليها، وفرقنا لا تزال تقوم بالبحث والاختبارات.

أما بشأن إمكانية الهيئة للعمل، إذا لم يتم دعم الهيئة بالإمكانيات المادية واللوجستية، فقد يتوقف العمل في أي لحظة، وقد وجهنا أكثر من كتاب للجهات المختصة، مفاده أن الهيئة تعمل بإمكانيات محدودة، لكن كما أسلفت، الإيجابي هو موافقة المجلس الرئاسي، ونأمل تسييل الأموال في القريب العاجل؛ لكي نستطيع مواصلة العمل.

تسليم جثة ” العميد المبروك الهادي خلف” لذويه بعد التعرف عليها في إحدى المقابر الجماعية بترهونة

السيوي: مرحلة التعرف على هوية الجثث لم تبدأ بعد ونتوقع العثور على مقابر جماعية جديدة في ترهونة