in

5+5 والولايات المتحدة … تحاصران موسكو لسحب المرتزقة من ليبيا

منذ أن حاول حفتر الارتماء في جعبة الروس، واستنجد بهم؛ خشية خسارة مدوية لعدوانه على طرابلس، خاصة بعد ما فرت مليشياته من مدينة غريان في يونيو عام 2019 أمام ضربات قوات الجيش الليبي، دق ناقوس الخطر في واشنطن مما فعلوه وحفتر.

واصطدم طموح حفتر في نصرة الروس له وتنصيبه حاكما عسكريا في ليبيا برفض أمريكي جاء عبر لسان السفير “ريتشارد نورلاند” الذي أكد رفض بلاده للتواجد الروسي في ليبيا، قبل أن تعلن بعثة الأممية في ليبيا نفس الرد الأمريكي الرافض للوجود العسكري الروسي في ليبيا.

وعندما فشل العدوان جاء الدور على لجنة 5+5 العسكرية، فاتفقت الأطراف المجتمعة بضرورة إخراج المرتزقة من البلاد، وإخلاء القواعد والمعسكرات في الجنوب من تواجد المرتزقة والمجموعات المسلحة.

كشف أوراق الروس

التواجد الروسي في ليبيا دق أجراس الخطر في البنتاغون، وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية تكشف عن رصدها تزايدا ملحوظا في أعداد مرتزقة شركة الفاغنر الروسية في الربع الأخير من العام الماضي في ليبيا، مؤكدة أن الوجود الروسي فيها أضر بأنشطة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ويقوض التعاون بين واشنطن وشركائها في غرب إفريقيا، ومن الممكن أن يشكل عائقا أمام حلفائها العسكريين، وأمام كفاح واشنطن ضد الإرهاب.

وأوضح البنتاغون، وفق تقرير قدمته المفتشة العامة في يناير الماضي، أن تزايد الأعداد كان من مائتين في شهر سبتمبر عام 2019 إلى ما بين 800 و1400 مرتزق في نهاية السنة نفسها.

وزارة الداخلية أكدت، في نوفمبر 2019، أن حفتر سلم عددا من القواعد العسكرية في ليبيا إلى مرتزقة الفاغنر، أبرزها قاعدتا الجفرة والوطية؛ لاستخدامها في العمليات العسكرية التي تهدد حياة المدنيين، مشيرة إلى أنهم يؤدون أعمال استخباراتية وشبه عسكرية تربك جهود مكافحة الإرهاب.

اعتراف روسي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر، في 11 يناير الماضي خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو، بوجود قوات تابعة له، واصفا إياها “بمواطنين روس في ليبيا” وبأنهم لا يمثلون الدولة الروسية، ولا يتقاضون أي أموال من الحكومة، وفق قوله.

– الضغط على الروس يتم عبر خطين: مسار المباحثات العسكرية في غدامس بتشكيل اللجان الفرعية والغرفة الأمنية المكلفة باستلام المعسكرات وإخلاء المنطقة من المرتزقة، والخط الثاني هو لقاءات مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وروس في موسكو، ومحاولة افتكاك التزامٍ من الروس بجدول زمني للانسحاب

انسحاب محدود

الانسحابات التي حدثت من المرتزقة الروس تبقى حتى الآن محدودة جدا، وتخص فقط بعض منشآت الهلال النفطي، بينما لا زالت أعداد كبيرة بأسلحة متطورة في الجفرة وسرت ومناطق أخرى في الجنوب.

مراقبون أكدوا أن هناك تخوفات كبيرة من أن يكون المرتزقة الروس تجاوزوا حفتر بعد أن جاء بهم ومكنهم من المنطقة، وأصبح أمر إخراجهم يواجه صعوبة متزايدة.

إخراج المرتزقة الروس من الجفرة وسرت وإعلانهما منطقة منزوعة السلاح أول وأكبر تحدٍ لنجاح الاتفاق العسكري 5+5 الذي انطلق في 2 نوفمبر بشكل مباشر للجنتين العسكريتين بمدينة غدامس، الذي يعتبر الضامن لنجاح بقية المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية الأخرى.

السفير الأمريكي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” رحب باجتماعات لجنة 5+5 الجارية بمدينة غدامس، التي تحقق وقف إطلاق النار، وإنهاء الصراع، لافتا إلى أن هذا المسار يستمر عندما تلتئم مجموعة واسعة ممثلة لليبيين في تونس بمنتدى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة.

“نورلاند”: هناك مجموعة “صغيرة” من الليبيين مدعومة خارجيًا تسعى إلى عرقلة الحوار

بعد أن تكللت محادثات اللجنة العسكرية “5+5” بجنيف بنجاح… جلسات غدامس تؤتي أكلها في ثاني أيامها