in

من برلين إلى تونس … مراحل ومحطات الحوار الليبي

سبب الفشل العسكري لعدوان حفتر على طرابلس منذ أبريل في 2019 في انطلاق أولى عمليات التسوية السياسية للأزمة الليبية خلال مؤتمر برلين في يناير الماضي .

وعلى الرغم من مواصلة الأعمال العسكرية لحفتر على العاصمة بعد هذا المؤتمر إلا أن الهزيمة الكبرى لحفتر وطرده من كامل المنطقة الغربية في يونيو الماضي عجلت بعوده هذه المسارات، واستئناف العمل للوصول لتسوية سلمية للأزمة .

مؤتمر برلين

العاصمة الألمانية برلين استضافت، في يناير الماضي، المؤتمر الدولي حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة، وبحضور فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وروسيا، والصين، ومصر، وتركيا، والإمارات، والجزائر، وأمريكا، والكونغو، فضلاً عن ممثلي الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية.

وفي ختام فعالياته اقترح المؤتمر تقسيم عملية التسوية الأزمة إلى عدد من الـ”محاور” مسار عسكري يتضمن وقف إطلاق النار الذي يؤدي إلى وقف شامل لجميع الأعمال العدائية، وحظر توريد الأسلحة، ومسار العملية السياسية الذي يؤدي إلى تشكيل حكومة موحدة ومجلس رئاسي في ليبيا، ومسار اقتصادي يهدف إلى توحيد المؤسسات السيادية الليبية، خاصة المصرف المركزي، والمؤسسة الوطنية للنفط .

وفي6 أكتوبر الجاري اختتمت فعاليات الاجتماع الوزاري الذي عقد بشأن ليبيا عبر دائرة تلفزيونية في برلين2 حيث دعا المشاركون السلطات الليبية إلى إجراء إصلاحات اقتصادية، وإعادة توحيد المؤسسات المالية، ورفع الحصار النفطي .

المسار العسكري

وفي ذات السياق انطلقت أولى جولات الحوار العسكري 5+5 في جنيف؛ تنفيذا لمخرجات برلين في فبراير الماضي، التي ضمت 5 أعضاء من حكومة الوفاق و5 آخرين من مليشيات حفتر، فيما جرت الجولة الثانية في 18 من الشهر ذاته، والثالثة في مارس الماضي.

وكختام للمسار العسكري أعلنت الأمم المتحدة في 23 أكتوبر الجاري التوقيع على اتفاق وقف دائم لإطلاق النار سيتم بموجبه سحب القوات العسكرية من كل الجبهات، وبدء العمل لتوحيدها، كما نص الاتفاق على رحيل المرتزقة والمقاتلين الأجانب خلال ثلاثة أشهر كحد أقصى.

المسار الاقتصادي

أما فيما يخص المسار الاقتصادي فقد بدأت أولى اجتماعاته في العاصمة المصرية القاهرة تحت إشراف الأمم المتحدة، حيث ضم الاجتماع 21 شخصية اقتصادية ومصرفية ليبية بحثت توحيد المؤسسات الاقتصادية، وتوزيع الإيرادات النفطية، وإدارة موارد الدولة الليبية.

كما أعلنت البعثة، في 18 سبتمبر الماضي، انعقاد الاجتماع الثالث للمسار الاقتصادي عبر الاتصال المرئي، بمشاركة 29 خبيرًا اقتصاديا ليبيًّا.

وفي 23 أكتوبر الجاري كشفت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة “سيتفاني ويليامز” عن تقدم في مسار الحوار الاقتصاد حيث جرى الاتفاق على توحيد المؤسسات الاقتصادية والمالية بما فيها المصرف المركزي، مؤكدة أن لجنة الحوار ستعد توصيات مفصلة عن المسار الاقتصادي ستعرض في الأيام القادمة خلال جلسات الحوار السياسي، إضافة إلى تقرير كامل عن عملية التسوية.

المسار السياسي

أما فيما يخص المسار السياسي فقد شهد عدة لقاءات، حيث انطلقت في سبتمبر الماضي أولى جولات حوار بوزنيقة المغربية بين وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة حول إعادة تفعيل المادة 15 من الاتفاق السياسي فيما يخص معايير تولي المناصب السيادية .

وفي ذات الشهر انطلق بمونترو السويسرية الاجتماع التشاوري بين عدد من الشخصيات الليبية حيث توافق المشاركون على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نهاية فترة تمتد لـ18 شهرا، تبدأ بإعادة تشكيل مجلس رئاسي جديد وإنشاء حكومة مستقلة عنه .

وكختام لاجتماع بوزنيقة توصل وفد الحوار في 6 أكتوبر الجاري لاتفاق بشأن المناصب السيادية، وفقا للمادة الـ15 من اتفاق الصخيرات لعام 2015- وهي محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، ورئيس جهاز مكافحة الفساد، ورئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس المحكمة العليا، والنائب العام.

اجتماعات متوازية

كما جرت بالتوازي مع هذه الاجتماعات واللقاءات عدة مشاورات في جمهورية مصر، حيث احتضنت مدينة الغردقة المصرية في 30 سبتمبر الماضي محادثات أمنية وعسكرية بين وفد الوفاق ومليشيات حفتر خلصت إلى توصيات بالإسراع في عقد اجتماعات 5+5 العسكرية .

المسار الدستوري

كذلك احتضنت القاهرة، خلال أكتوبر الجاري، اجتماعات عن المسار الدستوري بين وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة بمشاركة عدد من أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، حيث جرت مناقشة المسار الدستوري، وإعداد توصيات بشأنه؛ لمناقشتها في ملتقى الحوار السياسي في تونس.

الحوار الليبي في تونس

وفي ختام هذه السلسلة من الاجتماعات المكثفة لأكثر من مسار ستشهد تونس في التاسع من نوفمبر القادم انطلاق ملتقى الحوار الليبي، حيث أعلنت البعثة الأممية اليوم قائمة المشاركين فيه ضمت 75 اسما، من مختلف مدن ومناطق ليبيا، ومن المقرر أن تبدأ البعثة في تنظيم سلسلة اجتماعات تمهيدية عبر الاتصال المرئي بينهم غدا الاثنين.

“ويليامز” تعلن انطلاق ملتقى الحوار السياسي الليبي

الأعلى للدولة: تصريحات الرئيس الفرنسي “غير المسؤولة” إهانة لأكثر من مليار ونصف مسلم