in

بعض اللقاحات احتاجت 28 عاما للحصول عليها.. فهل سيحدث هذا مع كورونا؟

مع تصاعد الجدل حول اللقاح الروسي الجديد لفيروس كورونا المستجد، والوقت الذي يتطلبه تطوير لقاح للمرض، نستعرض في هذا التقرير الوقت الذي تطلبه تطوير بعض أهم اللقاحات التي غيّرت مسار صحة البشرية.

والثلاثاء الماضي، ومن دون أن تكشف موسكو عن الدراسات المفصلة لنتائج تجاربها السريرية التي تسمح بالتأكد من نتائج اللقاح، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تسجيل بلاده أول لقاح في العالم ضد كورونا.

بعد هذا الإعلان صدرت تشكيكات في اللقاح الروسي، تمحورت حول إذا كان قد خضع لتجارب سريرية كافية، وهل من الممكن الحصول على لقاح فعال خلال فترة أشهر.

ويقول العلماء إنه يجب التأكد من اختبار اللقاح بشكل جيد، لتجنب حدوث مضاعفات وخيمة. مثلا في الخمسينيات من القرن الماضي تمت الموافقة على دفعة من لقاح شلل الأطفال في غضون ساعات قليلة، وكان يحتوي على نسخة من الفيروس لم تكن ميتة تماما؛ والنتيجة كانت أن الأطفال الذين تناولوا التطعيم أصيبوا بالمرض فعلا، ومات العديد منهم.

ووفقا لتقرير في نيويورك تايمز فإن تطوير لقاح عموما يحتاج 10 سنوات أو أكثر.

وفيما يلي أمثلة على الفترات الزمنية التي تطلبها تطوير بعض أهم اللقاحات في العالم:

الحماق (Varicella)

وفقا لمنظمة الصحة العالمية يعد الحماق -ويشار إليه عادة باسم “الجدري المائي”- مرضا حادا وشديد العدوى، وهو ناتج عن الإصابة الأولية بالفيروس النطاقي الحماقي (VZV). ووفقا لنيويورك تايمز احتاج تطوير لقاح الحماق إلى 28 عاما.

فلو ميست (FluMist)

هذا اللقاح تم تطويره للإنفلونزا، وهو مكون من فيروسات إنفلونزا جرى إضعافها، ويعطى على شكل بخاخ للأنف. ووفقا لنيويورك تايمز احتاج تطوير لقاح فلو ميست إلى 28 عاما.

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

وفقا لمنظمة الصحة العالمية يتسبب فيروس الورم الحليمي البشري في الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى النساء، ويتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 266 ألفا، وفي إصابة 528 ألف حالة جديدة في عام 2012.

فيروس روتا (Rotavirus)

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن فيروس روتا هو السبب الأكثر شيوعا لمرض الإسهال الحاد لدى الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم. ووفقا لنيويورك تايمز احتاج تطوير لقاح فيروس روتا إلى 15 عاما.

الجدري (Smallpox)

يعدر استئصال الجدري -الذي كان يقتل قرابة 30% ممن يصابون به- من خلال التطعيم أحد أكبر إنجازات البشرية، لكن ذلك استغرق عدة قرون للوصول إليه، وفقا لتقرير في موقع بيزنس انسايدر (Business Insider).

في عام 1796، ابتكر إدوارد جينر في المملكة المتحدة أول لقاح ناجح ضد الجدري، ولكن لم يبدأ حتى الخمسينيات من القرن الماضي في القضاء على المرض بشكل فعال في بعض أنحاء العالم، أي بعد مرور 150 عاما من تطويره الأول.

حمى التيفود (Typhoid Fever)

حمى التيفود مرض قاتل يمكن أن ينتشر على نطاق واسع من خلال الطعام والماء، ورغم أنه غير شائع نسبيا في المناطق الصناعية، فإنه ما زال يمثل تهديدا كبيرا في بعض الدول النامية في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

وبعد اكتشاف البكتيريا المسؤولة عن المرض عام 1880، بدأ العلماء الألمان البحث لتطوير لقاح لأول مرة عام 1896.

وفي عام 1909، طور طبيب الجيش الأميركي فريدريك ف. راسل أول لقاح ضد التيفود في الولايات المتحدة.

الحمى الصفراء (Yellow Fever)

في عام 1918، وضع باحثون في معهد روكفلر ما ظنوا أنه لقاح ناجح ضد الحمى الصفراء، ولكن في عام 1926 أثبت ماكس تيلر خلاف ذلك، وتم إيقاف إنتاج اللقاح.

في عام 1937، ابتكر تيلر أول لقاح آمن وفعال ضد الحمى الصفراء، الذي أصبح منذ ذلك الحين المعيار العالمي.

وفي عام 1951، أصبح ماكس تيلر العالم الأول والوحيد الذي حصل على جائزة نوبل لتطوير لقاح.

شلل الأطفال

كان البحث لفهم شلل الأطفال تدريجيا خلال العقود القليلة الأولى من القرن 20. وفي عام 1935، تمت محاولات التطعيم أولا على القرود، ثم على الأطفال في كاليفورنيا. ورغم أن هذا اللقاح أسفر عن نتائج سيئة، فإن عقدين آخرين من الأبحاث مهدت الطريق لتطوير اللقاحات بواسطة جوناس سالك عام 1953، وألبرت سابين عام 1956.

بعد تجربة اللقاح على أكثر من 1.6 مليون طفل، تم تبني لقاح سالك في الولايات المتحدة بحلول عام 1955. وأفسح البحث المستمر خلال الثمانينيات الطريق لإنتاج لقاحات أكثر فعالية وكفاءة، وبحلول عام 1994 تم القضاء على شلل الأطفال في الأميركتين.

في عام 1988، كان هناك 350 ألف مصاب بشلل الأطفال، ولكن بحلول عام 2018، كانت هناك 33 حالة إصابة بشلل الأطفال فقط في العالم بأسره.

الجمرة الخبيثة

خلال القرن 19، أسهمت سلسلة من الدراسات لتحديد مصدر المرض، ومدة بقاء البكتيريا، وكيف ينتقل المرض عن طريق الحيوانات؛ في تمهيد الطريق أمام المحاولات الأولى لتطوير لقاح في عام 1881.

وفي عام 1937، ابتكر العالم ماكس ستيرن لقاحا ناجحا ضد الجمرة الخبيثة لاستخدامه في الماشية، ولا تزال نسخة منه تستخدم حتى اليوم، من أجل تقليل انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر. وبعد 13 عاما تم تطوير أول لقاح بشري.

وتم تطوير لقاح محدث للجمرة الخبيثة عام 1970، وهو يستخدم للوقاية من المرض لدى البشر اليوم.

التهاب الكبد “بي”

اكتشف الدكتور باروخ بلومبرغ فيروس التهاب الكبد بي (B) عام 1965. وبعد 4 سنوات فقط ابتكر أول لقاح ضد التهاب الكبد بي باستخدام شكل من الفيروس معالج بالحرارة.

وبعد 12 عاما، أي في عام 1981، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول لقاح ضد التهاب الكبد بي ليكون متاحا تجاريا، والذي تضمن عينات دم من متبرعين مصابين.

وفي عام 1986، تم تطوير لقاح جديد معد صناعيا لا يستخدم منتجات الدم من متبرعين.

ماذا عن كورونا؟

تقول منظمة الصحة العالمية إن هناك 28 من أكثر من 150 لقاحًا تجريبيا يجري اختبارها حاليًا على البشر، من بينها 6 وصلت إلى المرحلة الثالثة، وهي النهائية التي يجري خلالها اختبار المنتج المرشح على مجموعات كبيرة من الناس.

وكانت رويترز نقلت عن خبراء توقعهم أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال لفيروس كورونا بين 12 و18 شهرا من بداية التطوير.

المصدر : الجزيرة .

زيارة وزير خارجية ألمانيا لطرابلس…ما دلالات هذه الزيارة؟

وصول شحنات تحصينات الأطفال “الثلاثي والرباعي”