in

مع استمرار الدعم الروسي لحفتر بالأسلحة والمرتزقة، يواصل إعلامه التغني بـ “الغزو التركي”

لا يزال إعلام حفتر بعد هزيمته على أسوار العاصمة في يوينو الماضي يتغنى بالغزو التركي مع كل الأدلة الصارخة التي تثبت تورطه في جلب المرتزقة، وتحصله على كميات هائلة من الأسلحة المتطورة عبر داعميه الخارجيين مع مرتزقة متعددي الجنسيات مثّلوا معظم قواته منذ إعلانه العدوان على المنطقة الغربية في أبريل 2019.

قنوات حفتر المدعومة إماراتيا وسعوديا، وروسيا أخيرا، لا تزال تحاول تضليل مناصريها في العديد من برامجها وأخبارها عن الوجود التركي وتعرّفه على أنه غزو لليبيا.

ليبيا التي كانت قبل الرابع من أبريل عام 2019 تعيش استقرارا نوعيا، وقد اتفقت جميع الأطراف الليبية على الذهاب لمؤتمر غدامس لحل الأزمة السايسية هناك قبل أن يشن حفتر عدوانه الغادر الفاشل بمساعدة الإمارات ومصر والسعودية ودعم بآلاف المرتزقة من روسيا والسودان وتشاد، وهو ما اضطر حكومة الوفاق إلى توقيع اتفاق شرعي مع تركيا بعد 9 أشهر قاوم فيها الجيش الليبي وحده عدوان حفتر المدعوم بخمس دول مع طائراتها المسيرة وأسلحتها المتطورة وقوات خاصة من روسيا ومصر والإمارات مع مستشارين ومدربين.

إعلام حفتر الذي ضلل مناصريه بحتمية تحقيق نصر سهل في طرابلس، وبدل أن يناقش معهم أسباب الهزيمة ومقتل أبنائهم جُزافًا على أسوار العاصمة طرابلس وهو الذي أوهمهم عديد المرات بأنه سيدخلها في أيام معدودة، وضرب لهم ساعات صفر متتالية باءت كلها بالفشل ـ يواصل اليوم إيهامهم بأن هناك غزوا تركيا لليبيا في حين يحتل آلاف المرتزقة الروس والسوريين مصحوبين بالجنجويد السودانيين الموانئ النفطية ومدن سرت والجفرة وقاعدتها وصولا لقاعدة تمنهت بالجنوب.

قوات شركة الفاغنر الروسية للمرتزقة الأخيرة باتت واضحه للجميع، فقد أكد المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب مطلع أغسطس الحالي، رصده لتحركاتها بين الجفرة وسرت على متن 21 آلية، من بينها 4 ناقلات جنود وسيارتا ذخيرة، مع إقامة خنادق وسواتر ترابية على الطريق بين سرت والجفرة.

نشاط مرتزقة الفاغنر توسع بعد مساندتها للعدوان على طرابلس بجانب مليشيات حفتر ومرتزقة الجنجاويد، وبلغ عددهم 2000 مرتزق، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، وعند تحرير الجيش الليبي لكامل المنطقة الغربية رصد انسحابهم عبر رتل ضخم مرّ عبر مدينة بني الوليد ورآه العالم أجمع متجها نحو مدينة سرت والجفرة، وأكدت عمليات الرصد حينها أنهم تمركزوا في قاعدة الجفرة الجوية ومينائي رأس لانوف والبريقة النفطيين واتخذوا منها مركز عمليات لهم، وفي سرت تحصنوا داخل قاعدة القرضابية، وكان آخر تحرك لهم احتلال حقلي الشرارة والفيل والنفطيين بالجنوب، ثم ميناء السدرة النفطي شرق البلاد.

مصادر صحفية أكدت اليوم السبت نشر مرتزقة الفاغنر منظومة دفاع جوي من نوع ”إس 300″ على بعد 250 متر جنوب مصنع رأس لانوف للبتروكيماويات الذي سيطرت عليه خلال الأيام الماضية مع مرتزقة سوريين ومسلحين ليبيين من “قوات حفتر”.

وأوضحت المصادر أن الفاغنر دربوا ليبيين ومرتزقة سوريين على عدة أنواع من الأسلحة داخل ورش فنية ملحقة بالمصنع.

الفاغنر تحتل الموانئ النفطية

تحركات الفاغنر التوسعية أقلقلت المؤسسة الوطنية للنفط التي أعلنت، في 29 يوليو الماضي، وجودهم في مجمع رأس لانوف البتروكيماوي وحذرت من خطر ذلك على العاملين والمنشآت الصناعية.

وأكدت المؤسسة، في بيان لها، احتلال مرتزقة “الفاغنر” والسوريين ميناء السدرة النفطي، ومرتزقة “الفاغنر” والسودانيين لحقل الشرارة النفطي، وأكدت أن ذلك ما يمنع تدفق النفط الليبي.

ومن جانب آخر، اتهمت المؤسسة الوطنية الإمارات بعرقلة استئناف ضخ النفط الليبي الذي اقتربت خسائر إقفاله حتى الآن من 8 مليارات دولار.

روسيا تواصل اللعب

مدير العمليات في القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” “برادفورد جيرينج” قال، إن “روسيا تواصل لعب دور غير مفيد في ليبيا بتزويدها مجموعة الفاغنر بالمعدات والإمدادات العسكرية”، مضيفًا أن “الصور والأدلة تستمر في الكشف عن حقيقة إنكارهم المستمر”.

ومن جانبه، قال نائب مدير المخابرات في “أفريكوم” ” غريغوري هادفيلد”، “إن الروس يواصلون السعي للحصول على موطئ قدم في ليبيا…وإن نوع وحجم المعدات يُظهران النية في تطوير قدرات قتالية هجومية مستدامة، مع وصول طائرات قتالية منوع ميراج وسوخوي لقاعدة الجفرة”.

ولكن كل هذه الدلائل والحقائق لا تساوي شيئا لدى إعلام حفتر الذي يُجهِد نفسه عبثًا في محاولة “تغطية الشمس بالغربال” وصرف الانتباه عن ذلك بالادّعاء صباحَ مساءَ والترويج لـ “بروباغندا” مكرَّرة على أسماع متابعيه عن غزو تركي لليبيا سيعيدها إلى قرون ماضية ويدمرها ويمتص خيراتها، في حين يسلّم حفتر ليبيا لروسيا والإمارات ومصر وفرنسا وغيرهم دون ضوضاء ولا إزعاج، وهو الذي جعل ليبيا مشروعَ صراع إقليمي بعد أن كان الحل السياسي على عتبة الباب في غدامس، والحالة الاقتصادية في طريقها نحو الاستقرار مع استمرار تدفق النفط.

الحصادي: بيان “مروان” يتنافى مع أبجديات الدولة المدنية

“الصحة العالمية”: كورونا لا يتأثر بفصول السنة.. وللفيروس سلوك مختلف عن غيره