in

جرحى البنيان المرصوص… يشكون للرائد إهمال الحكومة ومعاناتهم العلاجية في ألمانيا

حمل العام 2016 بشرى عظيمة ليست لليبيين فقط، بل للعالم أجمع، بإعلان تحرير مدينة سرت من تنظيم الدولة، الذي تغلغل بقوة في سرت، واعتبرت هذه المدينة ثاني أكبر معاقل التنظيم في العالم، وحررت بتضحيات جسيمة قدمها أبطال عملية البنيان المرصوص.

ويبدو أن نشوة الانتصار والتفاخر بهزيمة التنظيم جعلت المسؤولين يتغافلون عن الجنود الحقيقيين الذين كانوا وراء سحق التنظيم، الذين يعانون منذ أربع سنوات ويلات المرض والذل والخوف من فقدان حقهم سواء في العيش أو المعيشة.

الجرحى يعانون

فهناك في “بون” بألمانيا يقبع عدد من الجرحى، منهم من لازال ينتظر موعدا لإجراء عملية جراحية، ومنهم من أجريت له عمليات في انتظار أخرى يحددها توفر ميزانيات متعثرة.

يؤكد الجريح إيهاب غيث، خلال حديثة للرائد، أنه يعاني من إصابات بليغة في ساقيْه منذ أكثر من أربع سنوات، وما زال ينتظر فرصة العلاج إلى هذه اللحظة.

تقليص المنحة تعمق المعاناة

بدوره أوضح الناطق باسم جرحى البنيان المرصوص في ألمانيا عبدالرحمن شنب أن عددا من الجرحى الذين لا يتجاوز عددهم الكلي 70 جريحا على أكثر تقدير فقدوا محل إقامتهم بعد توقف المنح المالية المقررة لأكثر من شهرين، مبينا أنهم لم يجدوا غير الحدائق العامة مأوى لهم.

وأضاف شنب، للرائد، أن المنحة المقررة لكل جريح حددت بـ 2500 يورو غير أنها ولأسباب مجهولة قلصت إلى 2000 يورو، أما الوعود التي كانوا موعودين بها فلم تخرج بعد لحيز التنفيذ.

وأوضح شنب أن الجرحى يتفاجأون بورقة الخروج من المستشفى عقب إجراء العمليات الجراحية مباشرة، ولا يمكنهم البقاء حتى بضع ساعات، وهو ما يراه الجرحى إجحافا بحقهم، ناهيك عن عدم تمكنهم من دفع المستحقات المالية للمستأجرين، الذين يقومون برمي ملابسهم على قارعة الطريق.

ويسترسل شنب قائلا: وجدت نفسي في الحديقة العامة، ومعي حزمة أمتعتي بعد إجراء عمليات نزع شظايا طالت كل أنحاء جسدي في ظروف انتشار وباء الكورونا الخطير، وما زالت بقايا الشظايا تستقر في أنحاء متفرقة من جسمي.

شنب لفت إلى أن سفير ليبيا في ألمانيا جمال البرق وعد بحل مشكلة الجرحى، من خلال تواصله مع آمر عمليات البنيان المرصوص ولجنة الجرحى للإفراج عن منحهم المقررة، غير أن عددا من المستأجرين طالبوا بعض الجرحى، يوم الاثنين، بإخلاء شققهم ليجدو أنفسهم في الخلاء بالحدائق العامة ومحطات القطارات مرة أخرى، مبينا أن من لديه القدرة من الجرحى استضاف بعض الجرحى بشقته مؤقتا.

تأخير الحوالة المالية

وسرد الدكتور الهادي اقريصة أحد الأطباء المشرفين على علاج الجرحى في ألمانيا أن هؤلاء الجرحى يعانون كثيرا من تأخر تدفق مبالغ العلاج والعمليات، وأن المبلغ الذي يحوّل لا يكفي علاجهم ولا منحهم، وهذا سبب تأخر علاجهم.

من جهته أشار رئيس لجنة جرحى البنيان المرصوص جمال سوالم للرائد إلى أن حل إشكالية الجرحى في ألمانيا لدى وكيل وزارة الصحة محمد هيثم، الذي تواصلوا معه عبر مراسلات بلغت العشرات دون جدوى، مبينا أن إمكانية الوصول إليه أو لقائه أمر صعب للغاية، وفق قوله.

سوالم أكد أنهم اتجهو إلى طرق أخرى تمكنهم من الوصول إليه كديوان المحاسبة وبعض الجهات الأخرى، منوها إلى أنهم لا يريدون “استعمال السلاح” أو القوة للوصول إليه ومطالبته بإنهاء مشكله الجرحى، مضيفا أن إجمالي القيمة المالية المطلوبة لعلاج وحل مشكلة هؤلاء الجرحى تقدر بنحو 6 ملايين يورور.

ليبيا تحتل المركز الــ 33 عالميا بين أكثر الدول المالكة لاحتياطي الذهب

ساسي يكشف المدن والمناطق التي لا تمتثل لعملية طرح الأحمال