in

مراقبون: تواصل ترامب وأردوغان بطاقة عبور لحسم الوفاق سرت والجفرة عسكريًّا

اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي دونالد ترمب، في مكالمة بينهما، على العمل معا لضمان الاستقرار في ليبيا، مكالمةٌ أثارت الجدل كثيرا في ظل أخبارا تتوالى عن تعزيزات للجيش الليبي للسيطرة على سرت والجفرة.

مراقبون صرحوا أن هذه المكالمة لها أبعاد منها أنها تحمِل موافقة دولية على الحسم العسكري للوفاق بالسيطرة على سرت والجفرة وكامل التراب الليبي، ومنها من رأى أنها بطاقة عبور لخوض معركة سرت.

بطاقة عبور

رأى الكاتب والمحلل السياسي فرج دردور، أن تواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان له أهمية كبيرة، خصوصا أنه جاء قبل خوض معركة سرت، وهو يأتي لتحجيم دور فرنسا التي تدعم حفتر، ويمثل بطاقة عبور لتحرير الموانئ النفطية التي أُقفلت بناء على تعليمات الإمارات وروسيا.

واعتقد دردور، في تصريح للرائد، أن موقف أمريكا الآن صار أكثر وضوحا تجاه الملف الليبي، وأصبحت تشارك فيه بفعالية أكبر وأكثر، ولَرُبّما تتحصل تركيا على دعم لوجستي أو تقني منها لخوض معركة سرت والجفرة وكامل التراب الليبي.

وأشار دردور إلى أن مصر التي تدفع أمريكا ثمن خبزها وسلاح جيشها من غير الممكن أن تقف مع روسيا ضد أمريكا إلا اذا قررت أمريكا الحرب على ليبيا، ومن الواضح الآن أنها قررت العكس ووقفت إلى جانب تركيا.

تمهيد الطريق

ومن جانبه، قال المحلل السياسي أحمد الروياتي، إن تواصل ترامب وأردوغان واتصال وزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” بنظيره التركي “مولود تشاويش أوغلو” خلال 48 ساعة ـ تركز على تمهيد الطريق لحسم ملف سرت والجفرة عسكريًّا، بعد تعطل المساعي السياسية والدبلوماسية لحله؛ بسبب تضارب الرؤى والخيارات المُصاغة في عواصم الدول الداعمة لحفتر.

وأوضح الروياتي، في تصريح للرائد، أن واقع ما نشاهده من استعدادات عسكرية للوفاق على مشارف سرت وتصريحات “أوغلو” بعودة سرت لسلطة الوفاق ـ تُؤكّد اقتراب الحسم، وأن الترتيب والقبول الدولي لهذه العملية قد اكتمل، والمسألة أصبحت مسألة وقت فحسب.

ويرى الروياتي، أن حفتر وشركاءه إذا رضخوا في هذه الساعات واستبدلوا خطاب التحدي والاستجداء بخطاب التعقل، وانسحبوا من هذه المناطق وأعادوا فتح المنشآت النفطية عندها نقول “كفى الله المؤمنين شر القتال”، وفق تعبيره.

تناغم كبير

ومن جهة أخرى، يوضح الكاتب والمحلل السياسي محمد غميم، أن الأمريكان يتحركون منذ مدة مع الأتراك في الملف الليبي بتناغم كبير، خاصة بعد بروز الدور الروسي في الأزمة وهو الذي استفزهم لأنه سيطيل أمد انفراج الأزمة.

وأوضح غميم، في تصريح للرائد، أن الأتراك تربطهم مصالح كبيرة مع الروس ونجحوا في خلق نقطة تعادل واتزان في المواءمة بين الطرفين الروسي والأمريكي، وهو ما يصب في مصلحة حكومة الوفاق أولا والأتراك ثانيا، مضيفا أنه على الرغم من ذلك يبقى الأمريكان متأخرين في التفاعل مع الملفات الدولية، وهذا ما يغتنمه الروس في ليبيا ولم يتأخروا في استغلاله حتى وصلوا إلى الحقول النفطية.

وأضاف غميم أن الملف الليبي يحظى منذ مدة باهتمام دولي، متوقعا تحجيم بعض الدول على حساب تمدد الدول الكبرى، وهذا يتطلب من حكومة الوفاق بذل جهد دبلوماسي كبير حتى تحقق أكبر مكاسب لمصلحة دولة ليبيا وشعبها الذي قدم كثيرا من التضحيات من أجل عيش كريم واستقرار في ظل دولة مدنية بعيدا عن أطماع العسكر وأجندات الفوضى المدعومة من الإمارات والسعودية ومصر.

الأفريكوم: 2000 من “فاغنر” في ليبيا، ولدينا أدلة على زرعهم الألغام في طرابلس وسرت

الليبرالية العربية بين الدكتاتور المُنقلِب والرئيس المُنتخَب