in

دليلك للالتحاق بالقبائل الشريفة

يقسّم الخطابُ الإعلامي لعملية الكرامة الليبيين إلى فسطاطين رئيسيين؛ الأول هو القبائل الشريفة ويضم اللواء التاسع و”الجيش” وبعض أهل الناجية من فرع ربيع، والسائرين حفاة إلى ساحة الكيش، والمتداعين على النار الحمراء في معسكرات التدريب، والمتمسكين بطوق النجاة في الفيسبوك.

والآخر قبائل الأغيار، وهم الخوارج والإرهابيون والإخوان والعصابات الإجرامية والحشد المليشياوي وبقايا الانكشارية ومدمنو البريوش.

وبَيْن الفسطاطين يمكن لنا إضافة الأقليات من طائفة ربي ينصر الحق، وأهل الفترة، وهم قوم مسالمون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يترقبون منتظرين حتى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود. وتشن قبائل فسطاط الشريفة حربا لا هوادة فيها على فسطاط الأغيار لإنقاذهم من الضلال، وإعادتهم لجادة “السّامريّ” بالخضوع للعِجل والتسليم بصحة خُواره، حتى يدخلوا في الكرامة كافة، ويَقُوا أنفسهم وأهليهم من الاستئصال وحرث أرضهم بالملح.

الالتحاق بفسطاط القبائل الشريفة لا يشترِط نقاء العرق ونبل الأصل وزرقة الدماء أو الانحدار من سلالة مقدسة أو الجنسية الليبية، بل هو مفتوح لكل من يؤمن بقدسية الحرب الشاملة على فسطاط الأغيار، لذلك يتسع فسطاط الشريفة لأبناء قبيلة الجنجويد السودانية، وعشائر شبيحة الأسد السورية، وإخوة “فرانسوا هولاند” و”عمانويل ماكرون” من قبائل بلاد الغال الشريفة، وفرقة السمع والطاعة النجدية من بني الربيع، وقبيلة الفاغنر الروسية بعد اعتناق شيخها يفجيني بن بريغوجين اللينينغرادي للكرامة.

يتعين على الملتحقين بفسطاط الشريفة الالتزام بتعاليم الشريف الأول في السلم والحرب، وفي قفل وفتح أنابيب السوائل، وفي تقديم التمركز وتأخير التموضع، فيمضوا من دون تردد إلى حيث يشير بمِسماره، يفرحون بانتصاره ولا يجزعون لانسحابه التكتيكي. يُسلّمون بأن عدوه هو عدو الوطن، وأنصاره هم أصدقاء الوطن.

ليس لهم الخِيَرة إذا حسم الشريف الأول خياره في قتال الأعداء، فقط عليهم امتشاق السلاح والتقدم، والبذل في الفتك والاستئصال، فلا فضل لفاندي على فاغنري إلا بما أهلك من فسطاط الأغيار وبما زرع من ألغام في بيوتهم وطرقاتهم، وفي ذلك فليتنافسوا مع الكانيات والدعابات وأتباع ربيع، مع الأخذ بالأسباب بزيادة جرعة التدرب على الركض تحسبا لأي انسحاب تكتيكي قد يفرضه خذلان فاغنر، ولْيَحْذَروا من النُّكوص عن أمره، فالعقاب وخيم لمن صَبَأَ وستنال منه سهام الإخفاء القسري على يد أولياء الدم الصالحين، أو تسحل جثثه في شارع الهيدروكربونات، إلا من أُكره حين وقع أسيرا وقلبه مطمئن بأن “الشايب يتكتك”؛ لذا وجب صم الآذان عن الدعايات الرخيصة التي يبثها إعلام الأغيار، فهم لن يدخروا جهدا من أجل فتنتكم وردكم على أعقابكم خاسرين، وسيتهمون مَجْدَكم بأنه لايعتبركم أنتم ومتاعكم إلا مجرد خردة صدئة، يقذف بالعضوي منها في فرن حروبه، ويصدر المعدني لتركيا لاستبداله نقدا، وأن قراره في يد قوى خارجية تستخدمه لتنفيذ أجندتها وحماية مصالحها، لا تستمِعوا لهم لتكونوا جديرين بالانتماء لفسطاط الشريفة واستعادة الوطن من الغزاة المستعمرين.

ويجب على القبليّ الشريف التأهب والاستعداد بضبط ساعته على الجذر التربيعي للصفر لتلبية نداء القيادة الشريفة إذا قرعت طبول الحرب، أو نادت بقفل النفط والمياه، أو دعت لمليونية في الساحة للتظاهر ضد الغزو الإيطالي ثم الغزو التركي، وأداء كافة الفروض، وهي الهتاف بمنتهى الحماس بحياة القائد المشير والقوات المسلحة العربية التكتيكية، ثم إضرام النيران في أعلام المجر وتونس إذ تتشابه الأعلام الفاقع لونها على فتيان فسطاط الشريفة. وعند ختام المظاهرة يقف في محراب أقرب صورة عملاقة للشريف الأول، ويرسل بصره متأملا الشموخ الاستثنائي، ويشهق إعجابا بنظرته المتحدية للاستعمار، ونياشين الانتصارات على صدره حتى لم يُبق موضعا لتعليق نجمة عبور آخر انسحاب تكتيكي أحرزه عقب معركة عنيفة خاضها ضد “أعداء متوحشين لم تشهد لهم البشرية مثيلا”، ثم يسبّح خاشعا “الشايب يتكتك.. الشايب يتكتك” تسعا وثلاثين مرة، ويختم مبتهلا بالدعاء:

بإذن الله الوطن يرده

فرجاني ومرابط جده

أما والده فقد حشر اسمه بين كوكبة من كبار قادة الجهاد ضد الطليان، وهو ما يفتح أمام المؤرخين العاطلين عن العمل باب البحث والاجتهاد في إعادة كتابة فصول من تاريخنا لبعث نجم جديد في سماء الجهاد، ثم مواصلة تتبع سلسلة أسلافه ووصله بآل البيت، لنحصل على دليل آخر يعزز صحة ما قاله ماركس “التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرة على شكل مأساة، ومرة على شكل مهزلة”.

السفارة الأمريكية بطرابلس ترحب بإعادة تصدير النفط الليبي

مقابلة خاصة مع مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين النجار