in

حفتر يتحدث عن السياسة في العلن ويحشد في الخفاء لتدارك هزائمه

لطالما لعب حفتر على وتر السلام والدعوة إليه على الرغم من اختياره للحل العسكري نهجا وحيدا له والذي توّجه بالحرب على العاصمة طرابلس، فكل دعوة أو مفاوضات تُعرض على حفتر ـ يعن قبولها علنا، ويستمر في الخفاء في انتهاكها، وهذا عين ما حدث في مؤتمرات موسكو وبرلين، وهُدَن العيد وصولا إلى مبادرة السيسي.

ففي 6 يونيو الحالي، وبعد انهزام حفتر المدوّي في طرابلس حاول هو وداعموه تدارك ذلك بعملية سياسية، فأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة للحل السياسي في ليبيا، في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروعهم العسكري الذي نُصب حفتر واجهة له.

وأبدى حفتر قبوله المبادرة المصرية مرغَما؛ لأنه لا حل له في ذاك الوقت إلا ذلك حتى يغطي بها خسارته في طرابلس التي كان يُمنّي نفسه بالسيطرة عليها في أيام معدودات.

وبعد مرور أيام قلائل على المبادرة التي رفضها الجميع عدا داعمي حفتر، أعلن السيسي أن قواته ستتدخل في ليبيا إن تجاوزت قوات الجيش الليبي خط سرت والجفرة الذي وصفه بالخط الأحمر، وبمباركة وطلب من حفتر وعقيلة صالح أعلن السيسي توفر الشرعية اللازمة للتدخل العسكري في ليبيا.

بين السلام الظاهر والحشد الخفي

وعلى الرغم من حشد خليفة حفتر مليشياته في محاور سرت والجفرة ما زال يدّعي أنه يسعى إلى الحلول السلمية التي لم تعُد له قيمة أصلا بعد خسارته.

فمن جهة يعلن حفتر اجتماعه مؤخرا برئيس حكومته ووزير خارجيته لبحث سبل تفعيل إعلان القاهرة ومخرجات برلين لإيجاد حل سياسي، ومن جهة أخرى يُرسل كتائبه دون توقف إلى محاور القتال، وآخرها الكتيبة 128 التي أرسلت تعزيزات ضخمة بأسلحة ثقيلة، وقبلها أرسل العديد من الكتائب التابعة له، في إشارة واضحة إلى نيته في الهجوم.

وقد أكدت مصادر محلية لوسائل إعلام عدة، الأحد، رصد 35 عربة نقل محملة بأسلحة وذخائر تابعة لمليشيات حفتر أثناء مرورها بمدينة أجدابيا متجهة نحو سرت.

حشد المرتزقة والعتاد

وفي السياق ذاته، أكد الناطق باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة العميد عبد الهادي دراه، رصد قوات الجيش 11 رحلة لطائرات شحن روسية من نوع “أنتونوف” و “إل يوشن” محمّلة بالعتاد والأسلحة والمرتزقة السوريين والجنجويد والروس، هبط اثنان منها في الجفرة وهبطت بقيتها في سرت.

وأضاف دراه أنهم رصدوا أيضا وصول عدد من منظومات “بانتسير” المضادة للطائرات إلى مدينة سرت قادمة من روسيا.

وفي إشارة أخرى واضحة إلى عدم رغبة حفتر في الحل السياسي والسلمي، أعلنت قوات أمنية سودانية، الأحد، القبض على 122 شخصا، بينهم 8 أطفال، في مناطق عدة من دارفور كانوا في طريقهم إلى ليبيا للعمل مرتزقة.

استعداد للفشل

وتجهز مليشيات حفتر نفسها لإلحاق أكبر أذى ممكن بقوات الجيش في حال دحرها بزرع الألغام في أماكن كثيرة في مدينة سرت، على غرار ما زرعته في مناطق جنوب طرابلس التي تسببت في مقتل أكثر من 39 شخصا وإصابة أكثر من 100.

ولا يغُرّ ما يفعله حفتر أو ما يطرحه داعموه؛ فكل ذلك كسب للوقت إلى حين ترتيب الصفوف واستجلاب كمية كبيرة من السلاح والعتاد وآلاف المرتزقة من كل حدب وصوب، ولكنهم على طريق هزيمتهم التي مُنوا بها في طرابلس يسيرون، في ظل ما يقابلهم من استعداد ودعم عسكري تتلقاه قوات الجيش الليبي متسلحة بسلاح الوطن وتحريره من المليشيات والانقلابيين.

“ميدل إيست آي” تكشف دور الدعم الفرنسي في انتصارات حفتر

مقابلة خاصة مع مساعد وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية ورئيس غرفة عمليات “البلد الآمن”، ورئيس الغرفة الرئيسية لإدارة الأزمة لمكافحة فيروس كورونا المستجد العميد “محمد حبيب المداغي”