in

انقطاع الكهرباء لأكثر من 10 ساعات، ولا حلول في الأفق

لا تزال العاصمة طرابلس ومدن المنطقة الغربية تعاني أزمة انقطاع التيار الكهربائي منذ نحو 7 سنوات، دون أي تحسن ملحوظ على الرغم من إنفاق المليارات على هذا القطاع.

انقطاع التيار الكهربائي تجاوز هذه الأيام 10 ساعات في العاصمة طرابلس في عطلة نهاية الأسبوع مع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة، على الرغم من توقف الأنشطة التجارية في مجملها بسبب حظر التجول الكلي المفروض.

فساد مالي

رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك قال، إن الديوان أعطى مجلس إدارة العامة للكهرباء الموافقة على تنفيذ وحدات إنتاج في غرب طرابلس، لم يُنجز منها شيء حتى الآن على الرغم من تعهد إدارة الشركة بتنفيذها، وقد أهدرت 3 مليارات دينار نتيجة ذلك.

وكشف شكشك، في جلسة مساءلة أمام مجلس النواب، أن الديوان وافق أيضا قبل عامين على إنشاء محطة إنتاج في طبرق تستغرق 9 أشهر بـ 900 مليون دينار، ولم يُنجز 1% منها حتى الآن، مشيرا إلى أن هذه المبالغ لو استخدمت في صيانة خطوط النقل وتركيب قطع الغيار لكان وضع الشبكة أفضل الآن.

وبيّن شكشك أنه طالب، في وقت سابق، الشركة بالتركيز على العقود القائمة، واستكمال المشروعات، وإجراء الصيانة، وصرف النظر عن المشروعات الجديدة، لكن الشركة أصرت على البدء بمشاريع جديدة وأخذت قروضا لذلك دون تنفيذ شيء منها.

وأوضح رئيس ديوان المحاسبة، أن لجنة فنية تابعة للديوان زارت محطات عدة واكتشفت أن هناك 200 ميغاوات ضائعة؛ لضعف القدرة الإنتاجية جراء عدم الصيانة وسوء الإدارة، موضحا أن الشركة لو قامت بتشغيل المحطات وصيانتها بطريقة صحيحة لأمكن رفع الإنتاج من 5000 إلى 7000 ميغاوات، ولَكُنّا في وضع أفضل حاليا.

وأضاف شكشك أنهم اجتمعوا العام الماضي مع مجلس الوزراء وشركة الكهرباء، واعتمدوا ميزانية للصيانة وحدها بلغت 370 مليون دينار، ثم لم يحدث شيء؛ لعدم تنفيذ الشركة خطة الصيانة وعدم صرف المركزي للأموال بسبب تأخر الاعتمادات، وعمل بعض الأشخاص خارج اختصاصهم مما صعب محاسبتهم.

حجج مستمرة

مدير دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء محمد التكوري ردّ موضحا أن حالة الشبكة في المنطقة الغربية استثنائية وطارئة؛ إذ إنها تواجه مشاكل مركّبة، موضحا أن محطة الخليج في سرت التي كانت تزود المنطقة الغربية بـ 325 ميغاوات معزولة عن الشبكة إثر إصابة خطوط النقل بالمحطة.

وبيّن التكوري، في تصريح سابق للرائد، أن 4 وحدات تعمل من محطة جنوب طرابلس من أصل 7؛ بسبب حرق القمامة بالمكب القريب من المحطة، مع تضرر 61 خط نقل طاقة و10 دوائر أخرى.

وفي السياق ذاته، أكدت اللجنة العليا لمتابعة بناء الشبكة الكهربائية بالمناطق المتضررة، أن الزيارات الميدانية لمناطق جنوب طرابلس والمناطق المجاورة لها ـ تُظهر تدمير كامل البنية التحتية لشبكات النقل والجهد المتوسط والتوزيع، وهو ما يستلزم إعادة بناء الشبكة من جديد.

وأوضحت اللجنة أن الشبكة تحتاج إلى بناء جديد في مناطق مشروع الهضبة وعين زارة وبئر الأسطى ميلاد والسبيعة وسيدي السائح ووادي الربيع وقصر بن غشير والجفارة.

تململ الشارع

يأتي هذا في وقت سئم فيه الشارع كل هذه الحجج وارتفعت أصوات مطالبة بإقالة إدارة الشركة العامة للكهرباء لفشلها المتكرر طيلة السنوات الماضية.

وأقيمت وقفة أمام مقر المجلس الرئاسي في طرابلس مندّدة بتقصير إدارة الشركة وفشلها، رافعة شعارات مطالبة بمحاسبة المسؤولين فيها وإقالتهم.

ولا يبدو أن هناك خططا أو حلولا عاجلة للتخفيف من طول ساعات طرح الأحمال على المواطن الذي يقضي الصيف بين حظر منزلي وانقطاع طويل للتيار الكهربائي، وأزمات اقتصادية بسبب إغلاق حقول النفط وشح السيولة، ومخلفات الحرب التي وضعت رحاها من قريب.

دراه: رصدنا هبوط 11 طائرة شحن روسية محمّلة بالمرتزقة والسلاح في سرت والجفرة

“بلومبيرغ” الأمريكية: تركيا حجبت أطماع فرنسا في جنوب البحر المتوسط