in

بعد ساعات الصفر الوهمية والهزائم المتتالية… حفتر وعقيله يهرولان إلى السيسي لإنقاذهما

ظهر خليفة حفتر وعقيلة صالح اليوم في مؤتمر صحفي مفاجئ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة؛ للإعلان عن المبادرة المصرية للحل في ليبيا

وتركزت المبادرة المصرية على أن الحل السياسي هو العنوان، وأن لامجال للغلبة العسكرية في تناقض واضح وصريح لكل ما تم الحديث عنه خلال عام كامل من العدوان على طرابلس بمباركة ودعم السيسي نفسه؛ ليتجلى لكل ذي عقل أن الحديث الآن عن مبادرة سياسية هو محاولة أخيرة للإبقاء على حفتر في المشهد، ولو بمكاسب ضئيلة بعد فشله المتكرر في السيطرة على طرابلس عسكريا خلال عام ونيف .

ملتقى غدامس

في غدامس بدأت القصة حيث كان الليبيون على موعد مع نهاية محتملة للانقسام السياسي الذي بدأ في البلاد منذ عام 2014 عبر الملتقى الوطني الجامع الذي أعلن عنه المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، مضيفا أنه كان سيعقد في منتصف أبريل من العام الماضي.

وأضاف سلامة في مؤتمر صحفي عقده حينها بمقره في طرابلس، بأن هذا الملتقى الوطني سيناط به تحديد تاريخ الانتخابات التشريعية والرئاسية، مشيرا إلى أن الملتقى سيضم جميع الأطراف السياسية الليبية بلا استثناء، معتبرا أنه جاء نتيجة سلسلة طويلة من المشاورات والاجتماعات التحضيرية، التي نظمت في 57 مدينة ليبية.

غويتريش في طرابلس

وفي أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش طرابلس مطلع ابريل من العام الماضي، أعلن حفتر عدوانه على طرابلس، واستجلب مرتزقة “الفاغنر والجنجاويد والتشاديين” وخبراء من مصر وفرنسا، واستعان بالدعم الإماراتي المتواصل بالأسلحة والطائرات المسيرة، كما أعلن حفتر خلال عام وأكثر من استمرار العدوان أكثر من 4 ساعات صفر للسيطرة على طرابلس باءت كلها بالفشل .

تأييد من نواب طبرق

ومن جانبه فقد أيد مجلس نواب طبرق العدوان على طرابلس حيث أعلن 47 نائبا في بيان بالخصوص أن عمليات “ميليشات حفتر” نحو طرابلس هي عمليات شرعية وفق القانون الليبي، والاتفاقات الدولية؛ لمحاربة الإرهاب والجرائم المنظمة.

كما وافق أعضاء مجلس النواب المنعقد في طبرق بقيادة عقيلة صالح على تخصيص مبلغ يقدر بنحو 20 مليار دينار؛ لدعم عمليات ميليشيات حفتر في عدوانها على العاصمة طرابلس، جاء ذلك في جلسة طارئة عُقِدت بمدينة بنغازي، بحضور 38 نائباً فقط من أصل 200.

رفض اتفاق موسكو

وفي أثناء احتدام القتال في مطلع يناير الماضي رعت كل من تركيا ورسيا إعلان مبادرة لوقف إطلاق النار في طرابلس وفتح المجال نحو استئناف المفاوضات السياسية بغية الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية .

لكن خليفة حفتر رفض التوقيع على هذه المبادرة وفضل استئناف العمليات العسكرية واستمرار نزيف الدم الليبي، وأظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو يرصد احتفالات مواطنين باستقبال خليفة حفتر، عقب عودته من العاصمة الروسية موسكو بعد رفضه التوقيع على الاتفاق.

انقلاب الموازين

وبعد هذا الدعم الدولي والتواطؤ مع مليشيات حفتر خلال عام وأكثر في عدوانها على الشعب الليبي والحكومة الشرعية والاتفاق السياسي المعترف به من مجلس الأمن فشلت قوات حفتر في تحقيق هدفها من السيطرة على العاصمة، وإسقاط حكومة الوفاق.

فقد تقدمت قوات الجيش الليبي في عدة محاور مهمة جنوبي العاصمة بعد انسحاب مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية الذين استجلبهم حفتر لدعم عدوانه، في 26 من مايو الماضي، متجهين إلى مطار “بني وليد”، وقد قُدّر عددهم بين 1500 و 1600 مرتزق.

تحرير طرابلس

وأكمل الجيش الليبي في 4 يونيو الجاري ، بسط سيطرته على كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، ومن ثَمّ على كافة مناطق طرابلس الكبرى، وقد بدأت ذلك بتحريرها مطار طرابلس، ثم التقدم نحو منطقتي قصر بن غشير وسوق الخميس امسيحل وصولا إلى الحدود الإدارية لمدينة ترهونة.

السيطرة على ترهونة

كما خسر حفتر ومليشياته آخر معقل لهم في المنطقة الغربية، بعد إعلان قوات الجيش الليبي بسط سيطرتها على مدينة ترهونة في 5 يونيو الجاري .

وقال المتحدث باسم قوات الجيش العقيد محمد قنونو، في بيان له، إنهم تمكنوا من السيطرة على مدينة ترهونة بكاملها، بعدما دخلوها من عدة محاور، والسيطرة أيضا على مطار مدينة بن وليد التي اتخدتها المليشيات معبرا لها، مؤكدا أنهم يطاردون مليشيات حفتر التي هربت إلى الجنوب والشرق عبر مدينة بني وليد.

محاولة إنقاذ لحفتر

وكمحاولة منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، من القاهرة صحبة خليفة حفتر وعقيلة صالح اليوم ، مبادرة سياسية للحل في ليبيا ، محذراً من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة الليبية.

وقال رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، إن المبادرة تنص على تعيين رئيس ونائبين للرئيس ورئيس للحكومة لفترة انتقالية تمتد لعام ونصف، وسيعملون بعدها على دستور ليبي يمهد لإجراء انتخابات، دون إقصاء أحد حسب وصفه .

أما قائد الميليشيات المعتدية على طرابلس، خليفة حفتر فطلب إجراء حوار فوري يشارك فيه جميع الليبيين ينتج عنه مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية، مؤكدا التزامه بمخرجات مؤتمر برلين، ومحادثات لجنة 5+5 التي رفضها سابقا.

انقلاب على المسار الدستوري

وكانت الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور أقرت بأغلبية ثلثي أعضائها مسودة الدستور الليبي الجديد، في يوليو 2017 حيث وافق 43 من أصل 44 عضوا كانوا حاضرين في جلسة التصويت .

لكن فشل مجلس النواب الليبي في المصادقة على مشروع قانون الاستفتاء على الدستور حال دون اعتماده وعرضه على الاستفتاء حيث قال حفتر في لقاء سابق، إنّ الدستور يجب أن يُترك لما بعد سيطرة ميليشاته على البلاد ، “بل وكان يُفترض ألّا يتم طرق بابه في الوقت الحالي أصلاً.”

استعادة سرت

وتتويجا لما بدأته قوات الجيش الليبي من تقدمات وانتصارات وصد للعدوان على طرابلس منذ إعلانها لعملية عاصفة السلام في مارس الماضي

أطلقت قوات الجيش عملية دروب النصر لاستعادة مدينة سرت والجفرة وواصلت تقدمها من محاور جارف والساحلي والسبعة إلى وسط مدينة سرت وسط فرار ميليشيات حفتر، كما تقوم القوات بعمليات تمشيط واسعة لأحياء المدينة بحثا عن أي فلول هاربة أو ألغام زرعتها ميليشيات حفتر قبل فرارها.

جلالة يحذر من عودة المواطنين لمنازلهم بالمناطق المحررة قبل إزالة الألغام من جهات ذات الاختصاص

بعد طعن كاجمان في قرار الرئاسي تنحية العيساوي … الرقابة الإدارية تصدر أمرا بإيقاف إجراءات التسليم والاستلام