in

3 أشهر غيّرت فيها الوفاق المشهد العسكري، ومليشيات حفتر تبدأ الانسحاب من أسوار العاصمة بعد عام كامل دون تقدم

شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة من الأحداث العسكرية ما لم تشهده سنة من العدوان على العاصمة طرابلس،فقد شهدت السنة الماضية جمودا عسكريا لم يفلح فيه  حفتر ومليشياته في إحراز أي تقدم عسكري يذكر.

مليشيات حفتر ظلت تدك طرابلس والأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة حاصدةً أرواح المدنيين ومخلفة أضرارا جسيمة في المنازل والمؤسسات المدنية.

كما أقدمت على كل الأنواع الخروقات والانتهاكات من قتل وتنكيل بالأسرى وخطف واعتقالات في المناطق التي تخضع لسيطرتها، كما أطلق حفتر كثيرا من ساعات الصفر الوهمية والعمليات العسكرية تحت أسماء مختلفة، بدأها بـ “الفتح المبين” وختمها بـ “الطيور الأبابيل” ـ لم تؤتِ كلها أُكلها أمام صمود قوات الجيش الليبي.

في المقابل، شهدت المدة الأخيرة تغيرا جذريا في الوضع العسكري لحكومة الوفاق أحدث تغيرا على الصعيد العسكري وحتى السياسي في مواقف بعض الدول.

“عاصفة السلام”

ففي منتصف مارس، أعلنت قوات الجيش الليبي إطلاقها لعملية “عاصفة السلام” ردا على استهداف المدنيين في طرابلس، وانتقلت قوات الجيش من حالة الدفاع إلى الهجوم، وتقدمت في محاور جنوب طرابلس حيث سيطرت على محور الطويشة بالكامل وتقدمت في محوري المشروع وعين زارة.

وانتقلت بعدها العاصفة إلى عملية خاطفة سيطرت فيها قوات الجيش في سويعات معدودة على كامل مدن شريط الساحل الغربي صبراتة وصرمان والعسة والعجيلات والجميل ورقدالين وزلطن، وهو ما أنزل صدمة كبيرة بمليشيات حفتر ومناصريه والدول الداعمة لها.

حصار ترهونة

وعقب تحرير مدن الساحل الغربي تقدمت قوات الجيش صوب مدينة ترهونة، واستطاعت التقدم داخل حدودها الإدارية في مناطق سوق الجمعة المصابحة والشريدات، كما أسرت عددا كبيرا من مليشيات حفتر واستحوذت على بعض العتاد، ونفذت ضربات جوية دقيقة داخل المدينة، كما استُهدفت الإمدادات التي كانت في طريقها لقوات حفتر بالمدينة، لتبقى محاصرة في انتظار قرار الاقتحام.

تحرير قاعدة الوطية

منذ مطلع أبريل الماضي، فرضت قوات الجيش الليبي حصارا من كافة الاتجاهات على قاعدة الوطية العسكرية التي تعدّ من بين آخر معاقل حفتر في الغرب، وشن سلاح الجو أكثر من 50 غارة جوية عليها، نتج عنها تدمير كثير من الآليات العسكرية ومنظومات دفاع جوي من نوع “بانتسير” روسية الصنع.

وفي ساعات الصبح الأولى من فجر أمس الاثنين، اقتحمت قوات الجيش الليبي قاعدة الوطية وأعلنت سيطرتها الكاملة عليها، كما استحوذت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ومنظومة دفاع جوي من نوع “بانتسير”، وعدد من الطائرات الحربية.

واستمرت قوات الجيش بالتقدم وسيطرت على بلدتي تيجي وبدر في باطن الجبل، كما تقدمت في محاور جنوب طرابلس وسيطرة على شارع المطبات في محور المشروع.

وخرج الناطق باسم المليشيات المعتدية أحمد المسماري، فجر الثلاثاء في مؤتمر صحفي، معلنا انسحاب بعض مليشياتهم من محاور جنوب طرابلس؛ لـ “إعادة التموضع وفك الالتحام”، بعد خسارتهم الفادحة في قاعدة الوطية.

وفي انتظار الوجهة القادمة للجيش الليبي وبعد نشوة الانتصار الكبرى بتحرير جُل مدن الغرب وإعادتها إلى حض الوطن ـ تتجه الأنظار الآن نحو محاور جنوب طرابلس، ومدينة ترهونة التي أصبح تحريرها قاب قوسين أو أدنى.

جويلي: قاعدة الوطية كانت مصدر للفتنة والتخريب وجلب المرتزقة والأسلحة

صدمة الوطية بين تموضوعات المسماري وخيبة آمال أنصار حفتر