in

الجيش يبسط سيطرته على قاعدة الوطية…فما أهمية ذلك سياسيًّا وعسكريًّا؟

استكمالا لعملية “عاصفة السلام” التي انطلقت منتصف مارس الماضي لتسهم في تغيير الخريطة العسكرية في المنطقة الغربية بتحرير قوات الجيش لمناطق الساحل الغربي في 6 ساعات فحسب، وبعد حصار قاعدة الوطية لأكثر من شهر وشن أكثر من 50 ضربة جوية عليها، أعلنت قوات الجيش الليبي، وبأقل جهد حربي، السيطرة الكاملة على القاعدة، مع الاستحواذ على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والسيارات العسكرية، ومنظومة دفاع جوي “بانتسير” روسية الصنع.

تغير كبير بدأ يظهر على المشهد العسكري في أقل من 3 أشهر، وساهم في ميل الكفة لصالح قوات الجيش التي تمكنت أخيرا من تحرير قاعدة الوطية، فما أهمية السيطرة على القاعدة في استكمال العمليات العسكرية في المنطقة الغربية بالكامل؟

بتر يد حفتر بالمنطقة الغربية

الخبير العسكري سليمان بن صالح قال، إن قاعدة الوطية مهمة جدا لحفتر، ويمكن وصف خسارته لها بأن إحدى يديه في المنطقة الغربية قد بترت تماما؛ فالوطية هي المكان الذي يحتوي على بنية تحتية معدة إعدادا جيدا لتخزين الطائرات والذخائر والمعدات الحربية الأخرى.

وأضاف بن صالح، في تصريح للرائد، أن القاعدة كانت المكان الذي تستخدمه “عصابات حفتر” بشكل كبير في كل عملياتها الحربية في المنطقة الغربية، ومنها تنطلق الطائرات المسيرة والنفاثة لضرب المواقع العسكرية والمدنية، وهي القاعدة الخلفية لعصابات حفتر المنتشرة في مدن الساحل الغربي.

وأوضح بن صالح أن القاعدة كانت المكان الأكثر أمنا لجمع كل ما يحتاجه حفتر من أسلحة وذخائر فيه، وهي المكان الأصلح لإقامة المرتزقة الخبراء في الصيانة، وخسارتها تعني أن حفتر خسر قاعدة شديدة الأهمية له.

انتهاء حفتر في الغرب

أما الخبير العسكري عادل عبد الكافي، فقد رأى أن سيطرة قوات الجيش على قاعدة الوطية سيكون لها تأثير ايجابى كبير، وتمثل نصرا معنويا وعسكريا على “عصابات حفتر”.

ونوه عبد الكافي، في تصريح للرائد، بأهمية قاعدة الوطية استراتيجيا، فهي من أهم معاقل حفتر بالغرب الليبي، والسيطرة عليها تعني انتهاء مشروع حفتر في الغرب الليبي، وقطع أحد أهم خطوط الإمداد لباقي المحاور في جنوب طرابلس وترهونة.

وأشار عبد الكافي إلى أن هذا انتصار لا على حفتر فحسب بل على الدول الداعمة له، وبالأخص الإمارات التي تدعمه بالسلاح والمال ومنظومات الدفاع الجوي والمرتزقة.

الكلمة العليا بالمنطقة الغربية

من جانبه، أكد المتحدث باسم عملية بركان الغضب مصطفى المجعي، أن لقاعدة الوطية الجوية أهمية عسكرية مهمة جدا؛ لموقعها الجغرافي وقدرتها الاستيعابية.

وبيّن المجعي، في تصريح للرائد، أن القوة التي تسيطر على القاعدة ستكون لها الكلمة العليا في المنطقة الغربية، مشيرا إلى أنه بعد خسارة “مجرم الحرب” حفتر للقاعدة أصبح كل هذا لصالح قوات الجيش الليبي وصارت القاعدة بكل إمكانياتها قيمة مضافة للجيش، وبإمكانه استعمالها في عمليات عسكرية لاستكمال مشوار التحرير، سواء أكان في مدينة ترهونة أو لاحقا في الجفرة وسرت.

ورأى المجعي أن القاعدة كان يستعملها حفتر في بداية عدوانه على طرابلس، وكانت تستعمل لانطلاق طيرانه الذي يقصف العاصمة طرابلس ومصراتة، وتنزل فيها كل الإمدادات التي تأتيه دعما من الدول الخارجية من مرتزقة وأسلحة وذخائر وآليات.

تغير المواقف الدولية

وعن أهمية السيطرة على القاعدة سياسيا، قال الكاتب عبد الله الكبير، إنه على الرغم من أنها لم تَعُد مفيدة لعمليات حفتر إلا أن طرد عصاباته منها وسيطرة قوات حكومة الوفاق عليها يعدّ تقدما آخر بالغ الأهمية للحكومة.

الكبير أوضح، في تصريح الرائد، أن هذه السيطرة تؤكد اندحار حفتر وقرب هزيمته، وأن كثيرا من المواقف الدولية ستتغيّر لتقترب أكثر من حكومة الوفاق والحلول السياسية.

ومن المتوقع أن تعطي السيطرة على الوطية التي تشبث بها حفتر إلى آخر لحظة زخما دوليا يصب لصالح حكومة الوفاق لتراجع عدة دول موقفها من دعم الانقلابي حفتر.

المجعي: تحرير الوطية له أهمية عسكرية كبيرة

السراج يناقش مع أعضاء الرئاسي تطورات الموقف العسكري وتقييم الموقف الدولي تجاه الأزمة الليبية