in

إلى أين يتجه الصراع بين عقيلة وحفتر في المنطقة الشرقية؟

فور توارد أنباء الهزائم العسكرية وتوالي الصفعات التي تلقتها مليشيات حفتر على أيدي قوات الجيش الليبي وسيطرتها على كل الشريط الساحلي الغربي، ومحاصرة قاعدة الوطية ومدينة ترهونة المعقل الرئيس لمليشيات حفتر في المنطقة الغربية ـ بدأ معسكر حفتر بالتصدع والارتعاش، خاصة بعد إعلان حفتر الانقلابي الأخير الذي حظي بفشل ذريع محليا ودوليا.

ونشب صراع بين عقيلة صالح وحفتر بدأت ملامحه تظهر عقب اجتماع عقيلة ببعض أعيان قبيلته العبيدات ورفضه التفويض الذي أعلنه حفتر .

الكفيل الخارجي

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير، إنه يتوقع أن لا يستمر خلافهما طويلا، فكلاهما متورط في خيار الحرب ومن ثم فهما مجبران على عدم التصعيد والتوجه نحو الاحتواء.

الكبير أوضح، في تصريح للرائد، أن ما يعزز هذه الفرضية وجود رعاة خارجيين لمشروع حفتر لن يسمحوا لهما بتحطيمه.

تخلخل الجبهة

ومن جهته أوضح الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، أنه يعتقد أن الصراع بين حفتر وعقيلة صالح سيكون له أثر في تخلخل الجبهة الداخلية لحفتر في ظل عجزه العسكري، وإذا ما نجح عقيلة في استقطاب المزيد من القيادات القبلية فسيجد حفتر نفسه مضطراً لتقديم تنازلات لعقيلة صالح.

أبوزيد أوضح، في تصريح للرائد، أنه إذا ما ارتفعت وتيرة الخلاف بينهما فربما يجد حفتر نفسه مرغما على سحب قواته والانكماش شرقاً لبسط نفوذه قبل خروج الأمور عن سيطرته.

صراع مؤقت

ورأى الكاتب والمحلل السياسي فرج دردور، أن الصراع بين حفتر وعقيلة صالح هو صراع مؤقت، وسوف تحسمه التقاربات القبلية؛ لأنهم يعدّون ما يحدث في المنطقة الغربية حربا ضد عدو لهم.

وأشار دردور، في تصريح للرائد، إلى أن عقيلة صالح في خطابه الأخير لم يخرج عن صياغته العنصرية وكرهه للمنطقة الغربية، وأن خلافه مع حفتر هو خلاف سلطوي سببه خشيته أن يستبعده حفتر من المشهد، وهو يريد أن يكون له دائما مكان سلطوي محسوب على قبيلته.

واعتقد دردور، أن حفتر عالج الأمر حين أكد عبر الناطق باسمه المسماري أنهم لن يقربوا أو يمسوا مجلس النواب، ويبدو أنهم تلقوا نصائح من بعض الدول الأخرى بهذا الصدد، ولكن القاسم المشترك الذي يجمعهما هو كرهما وحقدهما عى المنطقة الغربية.

فهل تشهد الأيام القادمة صداما حقيقا بين معسكر عقيلة وحفتر أم أن الدول الداعمة لهما لن تسمح بانهيار مشروعها في ليبيا بعد كل هذا الدعم؟

مكونات الجنوب ترفض عسكرة الدولة، والرئاسي يشيد بمواقفها الداعمة لمدنيتها

تونس والمغرب: الحل في ليبيا سياسي توافقي وفق الشرعية الدولية