in

تناقض كلمتي عقيلة وحفتر حول الاتفاق السياسي… بين منادٍ بإسقاطه وداعٍ إلى تعديله

في مشهد يكرس محاولات الانقلاب الداخلي، والتخبط الواضح في معسكر الكرامة، والتسابق على حكم البلاد بين رئيس نواب طبرق عقيلة صالح، وقائد المليشيات المعتدية خليفة حفتر، خرج الاثنان في يوم واحد وألقيا كلمتين على الليبيين مطالبَيْن بتفويض الشعب لإبقائهما في السلطة.

هاتان الكلمتان اللتان أذيعتا بفارق زمني لم يتجاوز الساعة ـ كشفتا تناقض حفتر وعقيلة وتصارعهما على السلطة، فالأول طالب بإنهاء الاتفاق السياسي الذي سينهي مجلس النواب، والآخر طالب بتعديله بحسب الأقاليم، وهذا ما قد يقصى حفتر من المشهد.

البقاء في السلطة عقيلة صالح قدم، في كلمته، مبادرة ترتكز على إعادة هيكلة السلطة التنفيذية الحالية المنبثقة عن الاتفاق السياسي وإعادة اختيار أعضائها، حسب الأقاليم الثلاثة برقة وطرابلس وفزان.

ودعا صالح في مبادرته إلى إعادة كتابة الدستور مع استمرار مجلس النواب إلى حين إجراء انتخابات تشريعية جديدة، متجاهلا مسودة الدستور الجاهزة للاستفتاء تجاهلا تاما.

عجز عسكري أما حفتر الذي لطالما آمن بالحل العسكري والوصول إلى السلطة عبر الدبابة ـ دعا الشعب إلى الخروج وإسقاط الاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي بحجة أنه استهان بكرامة المواطن وفرط بسيادة الوطن.

وطالب حفتر، في كلمته التي يبدو أنها سجلت قبل مدة، الشعب بتفويض المؤسسة التي يرونها مناسبة لإدارة شؤون البلاد، قبل أن يخرج مناصروه ومليشياته المسلحة في بنغازي مطالبين بتفويضه حاكما عسكريا للبلاد.

كلمتان في يوم واحد رآها متابعون بداية انقلاب حفتر على عقيلة صالح الذي نصبه “قائد عاما للجيش”، ومحاولة من صالح لتدارك خطوات حفتر بطرح مبادرة سياسية قد تقطع طريق حفتر نحو الانقلاب.

تداعيات انهيار أسواق النفط على الأزمة الليبية

بعد فشله عسكريا، حفتر يطالب الشعب بتفويضه لحكم البلاد، فهل ينجح في ذلك؟