in

حفتر واستهداف المراكز والأطقم الطبية قبل كورونا وبعدها

منذ عدوانه على العاصمة عكف حفتر على استهداف مكوناتها دون استتناء، من أحيائها السكنية إلى مقراتها التعليمية ومطاراتها ومينائها، ومرافقها الصحية لم تكن استثناء من ذلك.

وعلى الرغم من أن القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم أي اعتداءات ضد المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى والعاملين في المجال الطبي ـ غير أن حفتر يستمر في تجاهل كل القوانين المتعلقة بعدم استهداف المدنيين والبنية التحتية والطواقم الطبية.

ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، فقد تضرر 27 مرفقاً للرعاية الصحية بدرجات متفاوتة بسبب قربها من الاشتباكات، من بينها 14 مرفقاً أغلقت تماما، كما أن هناك 23 مرفقاً أُخر معرضة لخطر الإغلاق إذا تغيّرت خطوط المواجهة، إضافة إلى وقوع 58 هجوما على الطواقم الطبية والمرافق الصحية خلال 2019.

قصف المستشفيات الميدانية

وسجل العام الماضي 61 اعتداءً، على الأقل، على الطواقم الطبية، ومقتل أكثر من 20 وإصابة نحو 25 آخرين من أطباء ومسعفين عند استهداف قوات حفتر لهم بطريقة مباشرة، سواء أكانوا في سيارات الإسعاف أو في المستشفيات الميدانية، كما استهدفت نحو 35 سيارة إسعاف منذ بدء العدوان على طرابلس.

استهداف أكبر مستشفيات العاصمة

وبعد انتشار فيروس كورونا في العالم وظهور أول حالاته في ليبيا، ومع المطالبة الدولية بهدنة للسماح للسلطات المحلية بالتصدي للفيروس وانتشاره ـ أتى رد حفتر سريعا على هذه الدعوة.

فأطلقت ميليشياته قذيفة هاون على البوابة الخلفية لمستشفى طرابلس مما تسبب في إصابة المواطنة هالة سالم علي (38 عاما) بإصابات خطرة في الرأس، وفرد من قوة حماية الأهداف الحيوية في طرابلس كان بالبوابة.

ولم يمضِ يومان حتى استهدفت ميليشيات حفتر مستشفى الهضبة الخضراء الذي يسع 400 سرير، وهو أحد مرافق الرعاية الصحية التي خصصت لاستقبال مرضى كورونا.

وفي الوقت الذي كانت إدارة مستشفى الخضراء تعدّ نفسها لإعلان شفاء أول حالة من الإصابة بفيروس كورونا ـ أمطرتها هذه الميليشيات بصواريخ غراد أصابت أحد عاملي الرعاية الصحية بجروح، وألحقت أضرارا بالمرفق الطبي وعطلت مولده الكهربائي، مما اضطر إدارته إلى إجلاء المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة ونقلهم خارجه على جناح السرعة.

ويستمر حفتر وميليشياته في غيّهم غير مبالين بما تمر به البلاد من أزمة مركبة من حرب وخنق اقتصادي وانتشار وباء كورونا، وهي التي تعاني منذ سنين من رداءة الخدمات الصحية وضعف المرافق الصحية بها، ولا فرق لديهم بين عسكري أو مدني أو طبيب فالكل هدف مباح للسيطرة على العاصمة، على طريقة “إما أحكمكم وإما أقتلكم”

الحرس البلدي يقفل قصابا وينذر مخبزا بالقفل

منظمة ضحايا: وثقنا عمليات قتل وخطف بترهونة على يد “الكانيات”