in

بعد استقالة سلامة .. هل ستستمر البعثة الأممية بنفس النهج؟

في خطوة فاجأت الأوساط السياسية طلب المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إعفاءه من مهامه الموكلة في ليبيا في وقت تعرقلت فيه مجريات المسار السياسي في حوار جينيف بعد رفض الممثلين الأساسيين الحضور؛ لأسباب عدة.

لكن ما مصير هذه العملية السياسية؟ التي كان يقودها سلامة في ظل هدنة هشة لوقف إطلاق النار وعدم احترام قرارات مجلس الأمن 2510 القاضي بوقف دائم لإطلاق النار وحظر استيراد الأسلحة ومعاقبة مخترقي الاتفاق، ومن سيخلف سلامة في منصبه؟

جدية المنظمة

المحلل السياسي عبد المجيد العويتي قال، إن مصير العملية السياسية في ليبيا لم يكن مرهوناً بمستوى فعالية المبعوث الأممي غسان سلامة من عدمه، ولكنه مرهون بجدية المنظمة التي ترسل هؤلاء المبعوثين إلى بلد الأزمة.

وأكد العويتي، في تصريح للرائد، أنه مرهون أيضا بالدول التي لها تأثيرات متفاوتة في الملف الليبي، والتي تكوِّن في مجملها مزاج بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.

وأضاف العويتي، أن سلامة يحسب له النشاط الدائم وطول نفسه الذي فاق أنفاس من سبقوه كمارتن كوبلر مثلا، والمصير المرتبط بشخص المبعوث هنا تشربه وتفهمه للأزمة السياسية الليبية وفهم النسيج المعقد لأطراف الأزمة، وإن تم اختيار شخصية بعيدة عن فهم الواقع الإقليمي كحد أدنى فسنواجه تعطيلا سياسيا من نوع آخر سنكون فيه مضطرين لانتظار تثبيت المبعوث الجديد على سكة فهم الأزمة.

لا تغير كبير

ومن جهته قال الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد، إن العملية السياسية لن يحدث فيها تغير كبير؛ لأن ملامحها قد تحددت بمخرجات برلين وقرار مجلس الأمن الأخير.

وتوقع أبوزيد، في تصريح للرئد، أن يحدث تباطؤ في العملية إلى حين تكليف مبعوث أممي جديد ومقدرته في الحصول على ثقة الأطراف وفهم آلية التعاطي معهم، وربما تحدث ربكة في إعادة تنشيط العملية السياسية خاصة إذا استمرّ حفتر في تصعيده.

تداعيات عدة

أما الكاتب والمحلل السياسي فرج فركاش فقال، إنه ستكون هناك محاولات حثيثة لاحتواء تداعيات استقالة سلامة بعد أن شعر أنه وصل لطريق مسدود في مساعيه مع الأطراف الحالية خاصة الطرف المتعنت ذو الشروط التعجيزية وهو حفتر وعقيله صالح ونوابه في طبرق.

ويعتقد فركاش، في تصريح للرائد، أن مسؤولية قيادة البعثة ستؤول مؤقتا للنائبة ستيفاني ويليامز التي تعتبر مطلعة على خطط سلامة ومساراتها الثلاثة، مشيرا إلى أنه سنرى محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة الالتزام بمخرجات برلين وقرار مجلس الأمن “2510”.

وأضاف فركاش، أن استقالة سلامة ستحدث إرباكا بحكم أنه على اتصال وثيق بكل الأطراف وبالدول الفاعلة في الملف الليبي، وسيكون من الصعب ملأ الفراغ الذي سيحدثه وستكون هناك عدة محاولات من الأطراف التي ترفض الهدنة والحوار لترجمة استقالته على أنها نهاية للهدنة وخطة سلامة وهي ذاتها من كانت تسعى من البداية لإفشالها؛ لكونها تعتقد أنها ستكون خارج اللعبة لو نجح الحوار، مفيدا أنه يتحدث عن أنصار النظام السابق المتطرفين ومن والاهم مستخدمين من يقود الهجوم على طرابلس “كحصان طروادة لمأربهم”.

وأكد فركاش، أن قطع الطريق على مثل هؤلاء هو في أيدي الليبيين الذين يتطلعون للسلام ويقبلون التنازل، وفي أيدي المجتمع الدولي خاصة الدول الفاعلة، متمنيا أن لا تحدث انتكاسة وعودة للاشتباكات بشكل أعنف وأكثر دموية تتحول من خلالها الأراضي الليبية إلى حرب بالوكالة بشكل علني صريح.

تعنت حفتر

ومن جهته قال الكاتب الليبي صلاح الشلوي، إن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة استقال؛ بسبب تعنت حفتر وبرلمانه وفاض به الكيل ولم تسعفه المرونة التي أبداها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي كان حريصا على ألا تنهار العملية السياسية.

وأضاف الشلوي، في تصريح للرائد، أن سلامة تحمل كل النقد، بل الطعن والاتهام الذي وجهه له التيار المتشدد بأنه يمهد لدخول حفتر طرابلس، مما أثبت تمرد 4 – 4 وتصدى حكومة السراج له دفاعا عن شرعية الدولة الليبية المدنية ورفضه القاطع العسكرة، مواجها كل القوى الإقليمية والدولية الداعمة للتمرد.

لا تغيرات

قال المحلل السياسي فرج دردور، إنه لن يكون هناك تغيرات كثير؛ لأن الجهاز الذي كان يساعد المبعوث الاممي غسان سلامة لا يزال موجودا، وهو من يدير العمليات الاستشارية فبالتالي الأمور ستظل كما هي.

وأضاف دردور، في تصريح للرائد، أنه من الممكن مع مرور الوقت إذا كلف مبعوث جديد من قبل الأمم المتحدة يكون متحررا أكثر من الضغوطات الفرنسية والإماراتية أن يكون أداؤه حسنا، ولكن على المدى القريب لا أرى أي تغير جدي في الوضع السياسي الليبي.

نفس الخطة

ورأى الكاتب الصحفي عبد الله الكبير أن نائبة المبعوث الأممي ستيفاني ويليامز هي من سوف تتولى قيادة البعثة مؤقتا إلى أن يكلف الأمين العام مبعوثا جديدا.

واعتقد الكبير في تصريح للرائد، أن ويليامز أو أي مبعوث جديد سيتم تكليفه سيمضي في نفس الخطة التي يعمل عليها سلامة ربما مع بعض التعديلات، ولكن إجمالا سوف تتوقف مؤقتا بغياب سلامة فضلا عن تعثرها منذ البداية.

فهل تساعد استقالة سلامة في حلحلة الوضع السياسي المعقد في البلاد أم أنها ستزيد الوضع تعقيدا في ظل عداون مستمر، وإغلاق للنفط، وتدفق لا يتوقف للأسلحة داخل البلاد؟

الشاطر: الوضع عقب استقالة سلامة غير واضح ولا أتوقع تغيير موقف مجلسي الدولة والنواب من مشاركتهما في الحوار السياسي

شلوف: قد يفشل المسار السياسي الذي أعده سلامة قبل الاستقالة