in

مقابلة خاصة مع المتحدث باسم الكلية العسكرية طرابلس عميد طيار “سعيد إمحمد المالطي”

قال المتحدث باسم الكلية العسكرية طرابلس وآمر شعبة التوجيه المعنوي بها عميد طيار “سعيد إمحمد المالطي” إن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي كشف أن الطيران الإماراتي المسير الداعم لحفتر هو من استهدف الطلبة في الكلية مطلع العام الجاري لم يأت بجديد، وإنما جاء ليعزز صدق روايتهم التي أعلنوا عنها ليلة استهداف الكلية.

وفي مقابلة مع الرائد أكد “المالطي” أنهم ماضون في بناء الجيش الليبي، مشدداً على أن استهداف الكلية الذي ينم عن حقد دفين، لم يزدهم إلا قوة وعزيمة وإصراراً، مطالباً المشككين في دور الكلية واتهامها بأنها تدرب ميليشيات بالعودة لسجل الكلية والاطلاع على انطباعات من زارها من بعثة أممية وملحقين عسكريين أجانب  فإلى نص المقابلة <<<

كيف تعلق على ما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الصادر مؤخراً الذي أكد أن طائرات تابعة لحفتر هي من قصفت الكلية؟

ما جاء في التقرير لم يكن جديدا بالنسبة إلينا، وإنما جاء ليؤكد صدق روايتنا لكل مشكك فيها، نحن من اللحظة الأولى وفي نفس الليلة، عاينّا شظايا الصاروخ، وتأكدنا بما لا يدع مجالاً للشك أن طائرة مسيرة تملكها الإمارات هي من قصفت الكلية لفعل إرهابي دبرته غرفة الكرامة بعد تخطيط دقيق بعناية فائقة وحقد دفين.

ينتقدكم البعض عن القيام بجمع مسائي للطلاب في ساحة الكلية في الوقت الذي يُحلق فيه طيران حربي تابع لحفتر في سماء طرابلس، ما هو ردكم على هذه الانتقادات؟

أولاً الطيران الحربي لم يغب عن سماء طرابلس منذ بداية العدوان عليها من قبل مجرم الحرب خليفة حفتر، فالطيران يحلق بكثافة ويومياً ولساعات متواصلة، ودون أن نعلم أن المجرم يعد لمفاجأة كارثية هي استهداف فصيلين بهما 55 طالبا، في ساحة الكلية، وقد حدث ما حدث، شهداء وأشلاء وجرحى .

هناك من يتهجم على الكلية ويدعي أن الدفعة التي كانت ستُخرج هي عبارة عن ميليشيات تتلقى تدريبات على بعض الأسلحة؛ تمهيدا للالتحاق بمحاور القتال، ما صحة هذه الادعاءات؟

هذه معلومات خاطئة وعارية عن الصحة تماماً، من يتواجد في الكلية وبواباتها، نظاميون يحملون أرقاماً عسكرية، وجميع من يدرسون بالكلية يرتدون زيها، وما يعزز مصداقيتنا لكل مشكك فيها، زيارة الكلية من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وعدد من الملحقين العسكريين الأجانب، جميعهم شاهدوا كيف يسير العمل بالكلية وقد كتبوا شهاداتهم التي حملت انطباعاتهم في سجل الكلية.

ما أوضاع الجرحى  من طلبة الكلية الآن، وهل قامت الحكومة بما يلزم في توفير العلاج لهم؟

العدد الصحيح لمن قضوا في استهداف الكلية هم 26 مطالباً نحتسبهم من الشهداء، وأصيب 14 آخرون بجروح متفاوتة وهم يتلقون العلاج في تونس الآن، والآن لدينا 7 من طلاب الكلية يتواجدون للعلاج في تونس ويحتاجون لاستكمال علاجهم في دول أوروبا، نأمل أن تلتزم الحكومة بوعودها في علاجهم.

 ألم تكن لديكم أية مخاوف من تعرض الكلية لأي استهداف مدفعي صاروخي أو جوي؟

ربما كنا نتوقع سقوط قذيفة عشوائية كما يحدث في مناطق عدة بطرابلس، ولكن لم نتوقع أن يصل الأمر وحقد منظومة الكرامة لهذه الدرجة، خاصة أن “عبدالله الثني” رئيس حكومة حفتر هو من خريجي الكلية، إضافة إلى أن عددا من الضباط الذين ارتهنوا لما يعرف بعملية الكرامة هم من خريجي الكلية، ويدركون أن طلابها لا يمكن أن يشكلوا خطراً، توقعنا أن يكون لديهم شيء من الشرف العسكري، وأن يلتزموا بقواعد الاشتباك التي تحمي المدنيين ومؤسسات الدولة، لكن للأسف هم لم يلتزموا بذلك، وقد حدث أن أصيب مدنيون وقتلوا، جراء استهداف مدفعي وصاروخي من ميلشيات حفتر.

ماذا عن وضع الكلية اليوم، وهل قصف حفتر لها أوقف تدريب دفعتين كان يزمع تخريجهما الفترة القليلة المقبلة؟

القصف لم يثن من عزيمتنا، حتى إن الطلاب في اتصال وتواصل معنا وأبلغونا وألحوا علينا بضرورة رجوعهم لاستكمال دراستهم لتخريجهم العام المقبل – أي كما هو مخطط – ولكننا بعد أن درسنا الوضع الحالي، آثرنا منح فرصة للحوارات السياسية في موسكو وبرلين وجنيف، ومنها نعرف الخطوة المقبلة لنا ككلية والقرار الذي يمكن اتخاذه، ما أؤكده أن استهداف الكلية لن يزيدنا إلا قوة فنحن لن نسمح لهم بتحقيق مبتغاهم ومرادهم بوقف الكلية، بل سنواصل بناء الجيش الليبي مهما كلفنا ذلك من ثمن.

أليس من خططكم استكمال تدريب الدفعتين في مدينة ليبية أخرى أو  خارج البلاد؟

بالفعل، اجتمع المجلس الأعلى للكلية، ودرس عدة خيارات، بينها خطة بديلة تتمثل في استكمال التدريب خارج البلاد، والنقاشات متواصلة بخصوص ذلك حتى الآن، فلن نقف حجر عثرة أمام أحلام مجرم الحرب، الطامع في السلطة.

كيف ساهمت الكلية العسكرية في بناء الجيش الليبي، وماذا عن عدد الدفعات التي خرّجتها الكلية حتى الآن؟

استلمنا الكلية بعد فبراير من العدم، وقد عملنا على بناءها داخلياً أولاً بأول، وقد حظينا بالدعم الكامل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، الذي لم يتوان عن توفير كامل احتياجاتنا، وقد تكللت تلك الجهود بتخريج الدفعة الأولى، ضباط برتبة ملازم أول، إضافة إلى ذلك وضمن خطتنا لهذا العام، كنا نعد لتخريج دفعتين، في أغسطس المقبل، الأولي جامعيين برتبة ملازم أول وعددهم يفوق 100 ضابط، والدفعة الثانية مُستجدين تضم 180 ضابط

كيف تتابع سير العمليات العسكرية جنوبي طرابلس وشرقي أبوقرين، وبرأيك لماذا لم تلتزم قوات حفتر بوقف إطلاق النار؟

نتابع التزام قواتنا بوقف إطلاق النار، والهدنة التي أعلنت، فيما لم تلتزم ميليشيات حفتر، لكنهم ما أرادوا الهدنة ولكن أرادوا كسب الوقت، وهذا ما شاهدناه في أبو قرين أو طرابلس، كما شاهدنا تكالب الأوروبيين على مؤتمر برلين، عندما علموا أن اتفاقية تركيا ستقلب الموازين على مجرم الحرب خليفة حفتر، مسارعتهم كانت لنجدة حفتر وإلجام تركيا عن دعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

بعد استهداف الكلية، برزت في مقطع مصور قلت فيه “هذه أحذية تستحق التقبيل أشرف من أبراجكم”، لمن كانت موجهة الرسالة، ولماذا؟

ما لا يعرفه كثيرون أن الحذاء التي حملته في المقطع المصور كان به بقايا رجل أحد ـأبناءنا الطلاب، وظهوري حاملاً الحذاء مقبلا إياه، حمل رسالتين اثنين، أولهما لمحور الشر وعلى رأسه الإمارات، التي احتفلت برأس السنة، بالمفرقعات والألعاب النارية وتقوم في المقابل بتدمير بلادنا واستهدفت كليتها العسكرية وقتلت طلابا في عمر الزهور سلاحهم القرطاس والقلم، الرسالة الأخرى للرعاع الذين جمعهم حفتر من مرتزقة وبقايا النظام السابق، بأن أحذيتكم قذرة كما جاء في الرسالة التي وجهتها، فتلك الأحذية أشرف من الإمارات بأبراجها، ومن النياشين التي يضعها مجرم الحرب على صدره.

دي مايو: نحتاج اليوم لرسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الحرب بالوكالة في ليبيا

الشاطر: ملاحقة الإمارات خطوة مهمة نظرا للأضرار التي تسببت بها في ليبيا وهو ماطالبنا به مرارا