in

مقابلة خاصة مع مدير الشؤون المعنوية بالمنطقة العسكرية الوسطى – العميد ناصر محمد القائد

قال مدير إدارة الشؤون المعنوية بالمنطقة العسكرية الوسطى العميد ملاح “ناصر القائد” إن الرحلات اليومية التي تُسيّرها طائرات أجنحة الشام بين مطاري دمشق وبنينا تحمل مرتزقة سوريين يتبعون بشار الأسد، إضافةً إلى أسلحتهم الخاصة

وفي مقابلة خاصة مع الرائد أوضح العسكري الذي تولى مهمته منذ 7 أعوام أن محاولة خرق الهدنة من عناصر حفتر التي تتكون من عناصر من شرق ليبيا وترهونة وأخرى تابعة للنظام السابق؛ سببها استفزاز قواتنا للرد عليهم وإتهام قواتنا فيما بعد بأنها من خرقت الهدنة.

فإلى نص الحوار…

عناصر حفتر عقب تعهدها في أكثر من مرة بوقف إطلاق النار، خرقت الهدنة، وشنت غارات جوية وحاولت التقدم في أكثر من مرة، بم تفسر ذلك؟

في الأيام الأولى، كان الأمر عبارة عن إحراج لقوات الجيش الليبي، حيث كان المعتدون يخرقون الهدنة؛ من أجل استفزاز قواتنا الباسلة لكي ترد بقوة، واتهام قواتنا فيما بعد بأنها هي من خرقت الهدنة، ونحن وكثيرون نعلم أن هذا المجرم يقود عناصر مختلطة، من شرق ليبيا وترهونة، ومن أنصار النظام السابق، وأولئك جميعاً لا يأتمرون لأوامر حفتر بالكامل، وبالتالي يصعب عليهم الالتزام بأي اتفاق.

أظهرت برامج رصد وتتبع حركة الطيران كثافة الرحلات بين مطاري بنينا ودمشق وتسيرها طائرات أجنحة الشام التي فرضت عليها عقوبات أمريكية قبل 4 أعوام، ماذا عن طبيعة تلك الرحلات وحمولاتها؟

ما الذي يمكن أن تحمله طائرات تنفذ رحلات يومية بين سوريا وبنينا، وما الذي يمكن أن تأتي به تلك الرحلات سوى المرتزقة أو الأسلحة الخاصة بتلك المرتزقة، وأعتقد أن هذا التزايد للرحلات الجوية من أجل تعويض الفاغنر الروس، الذين يبدو أنهم يخططون للانسحاب، ومجرم الحرب أراد تعويض غيابهم بمرتزقة سوريين يتبعون المجرم بشار الأسد.

لكن مجرم الحرب خليفة حفتر وإعلامه يروجان بأن حكومة الوفاق هي من تأتي بمرتزقة سوريين، كيف نفسر هذا التناقض؟

أولئك ينطبق عليهم القول “رمَتْني بدائها وانسلَّت”، حينما تريد صرف النظر عن أي موضوع، تتهم به الطرف الآخر، فيصبح كل النظر مُشتّتا، أو متركزا على الطرف الآخر، لعلك تتذكر كيف أن إعلامهم يروج من البداية إلى أن قوات الوفاق تستعين بالمرتزقة، رغم أنهم هم من يستعينون بالمرتزقة، وحتى استهداف تلك العناصر للمدنيين في أكثر من مرة تنصل منه إعلامهم الموّجه ورمى بالتهم الباطلة على قواتنا التي لا تحرص على شيء أكثر من حصرها على حياة المدنيين، قواتنا نفتخر بها، وهي ليبية، ومن مدن عدة ومتواجدة في جنوبي طرابلس، والكل شاهد على ذلك.

مجرم الحرب خليفة حفتر بعد أكثر من شهر من فشل خطته في السيطرة على العاصمة طرابلس، سمّى مديرا لإدارة التوجيه المعنوي، هل قام بذلك لتضليل الأهالي الذين قتل أبناءهم أو أسروا في العدوان على العاصمة طرابلس؟

هم يستغلون إدارة التوجيه المعنوي من أجل الكذب والتضليل، والُمَدْعُوُّ الذي وُضع على رأس تلك الإدارة لدى عناصر حفتر، كان يعمل في الأمن الخارجي، وهو ضابط شرطة وليس ضابط جيش، وكثير من الناس تفاجؤوا حينما رأوه يرتدي رتبة؛ لأنهم لم يكونوا يعلمون أنه كذلك.

عناصر حفتر تحاول تعويض خسائرها على الأرض بـ “تضليل إعلامي ممنهج واضح وفاضح”، هل وجدوا أنفسهم مضطرين لذلك بعد تسعة أشهر عجزوا خلالها عن دخول طرابلس؟

هم بدأوا في التضليل الإعلامي قبل الحرب حين زعموا أن أهالي طرابلس في انتظارهم، وأنه سيتم استقبالهم بالورود، وكل ذلك لا يخرج عن كونه زيفا وكذبا وخداعا، وهم يعتمدون عليه بشكل كبير، وأن الأمر محسوم بالنسبة لهم، أما الكذب فهو قرينهم، ويعتمدون عليه بشكل كبير، أحياناً تستغرب مدى هذا الكذب، وصل حد استهزاء بعض القنوات العربية بهم، ماذا بعد أن يخرج ناطقهم المشؤوم ويقول إن مدفعاً في معيتيقة هو من أخر دخولهم طرابلس أو أنهم وصلوا لجزيرة الفرناج، أو يعلنون ساعات صفر في مرات عدة، رغم أنهم لم ولن يصلوا إليها، كل ذلك لا يخرج عن كونه تضليلا إعلاميا.

ذات العناصر أعلنت ساعات صفر عدة في مقابل ذلك هي لم تظفر بنصرٍ أو تكسب شبراً، ألا يفترض إعلان ساعة صفر جديدة تحقق تقدما على الأقل؟

إعلانهم ساعات الصفر في مرات عدة هو من أجل رفع معنويات مقاتليهم أو تضليل الشارع لديهم، ولذلك لم يكن لها معنى لدينا، ساعة الصفر من الناحية العسكرية تُعلن من جيش قوي قادر على حسم الأمر والتدخل في الوقت المناسب، جيش يمتلك الامكانيات لتحقيق تقدمات، واقعياً هم يفتقرون إلى ذلك، كما أنهم لم يحققوا تقدماً في أي محور منذ تسعة أشهر.

ماذا عن دور إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، و أبرز برامجها وتحدياتها، وهل أنتم راضون عما تقومون به أم نحن بحاجة إلى جهود أكبر؟

نحن نعمل، وسنواصل العمل رغم قلة الإمكانيات، قمنا في أكثر من مرة بتوزيع منشورات توعوية على المدنيين في مناطق الاشتباكات، كيف يحتمون أو يختبئون من القذائف العشوائية، وكيف يتصرفون في مثل تلك الحالات، وتفقدنا مقاتلينا في أكثر من محور، وأحطناهم بكيفية معاملة الأسرى، ونبهناهم بكثير من القوانين والإجراءات التي يجب أن يلتزموا بها، إضافةً إلى تزويدهم ببعض المعلومات عن قواعد الاشتباك، نحن راضون إلى حد ما عن دورنا وأدائنا؛ لأننا نعمل بإمكانيات ليست بالكبيرة.

الطيران الإماراتي الداعم لخليفة حفتر شن مطلع الشهر الجاري غارة جوية على الكلية العسكرية طرابلس أثناء الجمع المسائي، أوقعت جرحى وشهداء، تلا الحادثة اعتراف الطرف المعتدي بها ثم تنصل من الحادثة، ماذا يفهم من هذا التخبط؟

هم في بداية الحادثة اعترفوا بها لرفع معنويات مقاتليهم، ولكن حينما خرج المجتمع الدولي ببيانات أكد فيها علمه بمن يقف وراء القصف ونفذ بواسطة طائرة أجنبية، تراجعوا عن الأمر، وأخلوا مسؤوليتهم؛ لأنهم يخشون من بعض الدول، هذه أفعالهم وأخلاقهم، يفعلون الفعلة ويتنصلون منها، بل ويكيلون التهم للخصم، لا حصر لكذبهم وخداعهم وتضليلهم، وللأسف هناك من السُذّج من يصدقهم.

ماذا عن تركيبة عناصر حفتر، ولماذا استعان مجرم الحرب بمرتزقة الجنجويد والفاغنر والعدل والمساواة والمعارضة التشادية؟

لأن ما حدث كان غير متوقعا بالنسبة لهم، حاولوا الدخول لطرابلس، وقد أسر العشرات منهم خلال أول يوم في الزاوية وتعرضوا في ذلك اليوم وما تلاه من الأيام لهزائم متتالية ونكبات، وفي اعتقادي كثير من أبناء الشرق فروا خلال الأيام الأولى بعد أن تركوا ملابسهم خلفهم، خليفة حفتر لم يُكّون جيشا، نحن نعرف الجيش جيّدا، كثير منهم لم يشارك في هذه الحرب، فما كان من مجرم الحرب إلا أن لجأ للاستعانة بالمرتزقة لكي لا يخسر المعركة سريعاً، ووفّرت له الإمارات المرتزقة الأفارقة ووقعت العقود معهم نيابة عنه، ثم اضطروا إلى الاستعانة بشركات مرتزقة روسية، وأتوا بواحدة منها بالفعل، وللتاريخ ذات الشركة المتورطة مع حفتر عرضت خدماتها علينا وقد رفضنا ذلك رفضاً قاطعاً.

الأزمة الليبية وغياب القيادة الأميركية

عسكريون: إنهاك قوات الجيس لعناصر حفتر أجبره على الاستعانة بالمرتزقة