in

عقب برلين.. لجنة عسكرية لتثبيت الهدنة، وحوار مرتقب في جنيف

انتهت قمة برلين ببيان ختامي فضفاض دون أن يوقع عليه أي طرف ليبي على الرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي اتفاق القوى الإقليمية والدولية المعنية بليبيا على 55 نقطة، أهمها تشكيل لجنة مراقبة عسكرية 5+5 من طرفي النزاع لمتابعة تنفيذ الهدنة، وستعقد أولى اجتماعاتها في منتصف فبراير، وفقا لتصريح المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة.

هذه الهدنة الهشة ما تزال صامدة إلى الآن رغم اختراق عناصر حفتر لها مرات عديدة، فقد قصفت إحدى طائراته منطقة بوقرين، كما قصفت قواته منطقة مشروع الهضبة وصلاح الدين جنوب طرابلس.

ولكن ماذا بعد برلين؟ تتجه الأنظار الآن إلى اجتماع جنيف في الـ27 من يناير الحالي الذي دعا إليه غسان سلامة لاستئناف الحوار بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ـ لكن مراقبين يرون أن حوار جنيف لن يوفق أو ينجح بدون تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين على أرض الواقع، وتوحيد مجلس النواب الذي أصبحت كتلته الكبرى مجتمعة في طرابلس.

الدور التخريبي الإماراتي

وقال المحلل السياسي فرج فركاش، إنه كان من المفترض توقيع الطرفين على اتفاقية وقف إطلاق النار في برلين التي بدأت في موسكو، ولكن، على الأقل، تحقق التأكيد على استمرار الهدنة، ونقاط أخرى ستمهد للمسار السياسي الذي سيبدأ في جنيف قريبا.

وقال فركاش، في تصريح للرائد، إنه من المتوقع على المدى البعيد توقف التدخل السلبي في ليبيا، ولكن هذا يحتاج إلى لجم أي دولة تحاول تغليب طرف على آخر، وإلى معاقبة المعرقلين للعملية السياسية في الداخل وعزلهم دوليًّا.

وأضاف فركاش، أن بعض الدول استثمرت في الأطراف التي تدعمها، وصرفت أموالا طائلة لدعمها مثل الإمارات، والتخوف الأكبر هو من دورها التخريبي بسبب تجربتها التدميرية في اليمن، ومحاولاتها المستمرة استنساخ السيناريو المصري في ليبيا.

آليات واضحة

ويرى المحلل السياسي علي أبوزيد، أن الإسراع في الذهاب إلى حوار جنيف دون آليات واضحة فيما يخص وقف إطلاق النار ـ هو مجرد عبث لن ينتج شيئا.

وقال أبوزيد، في تصريح للرائد، إن حوار جنيف يجب أن تسبقه خطوات، من أهمها إصلاح مجلس النواب الذي أصبحت الكتلة المجتمعة في طرابلس هي الأكبر وتطالب بذلك.

وأضاف أبوزيد، أن تجاهل وضع مشروع الدستور في المسار السياسي هو إهدار لعمل هيئة منتخبة تعبر عن إرادة الليبيين، ويمكن القول إن البعثة الأممية بهذا المسعى تحاول تلفيق الحلول للأزمة لا معالجة جذورها.

الانقضاض على السلطة

المحلل السياسي فرج دردور قال، إن مؤتمر برلين اعتمد على ما حدث قبله وما يحدث بعده، فإن الذي قبله هو ما تم تقديمه بناء على اجتماع موسكو، بينما تركت القضايا المهمة إلى اجتماع جنيف، وإن الوضع السياسي الذي نحن فيه الآن سبب انسدادا وأدى إلى الانفلات الأمني، وهو ما استغله حفتر للانقضاض على السلطة.

وأضاف دردور، في تصريح للرائد، أن حوار جنيف يشمل لجنة من مجلسي النواب والأعلى للدولة، ستختار حكومة جديدة، وهنا نستطيع القول إن حفتر خرج من هذا المشهد، ولأنه لا يريد حتى مجلس نواب برئاسة عقيلة صالح، ولأن اللجنة لن تكون تحت سيطرته، فبالتالي لن يرضى بها وسيلجأ إلى أمور تقلق البلاد، مثل اختراق لهدنة وقفل الموانئ النفطية.

بعض النجاح

أما الكاتب الصحفي عبد الله الكبير فتوقع بعض النجاح لمؤتمر برلين إذا ترجمت توصياته حول وقف إطلاق النار، وإنشاء آلية لمراقبة حظر توريد السلاح، وإذا حدث هذا فستكون خطوة بالغة الأهمية للمضي في المسارات الأخرى المتعلقة بالجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن حوار جنيف بين الأطراف الليبية يمكن أن ينتج عنه توافق على خارطة طريق جديدة تتضمن استفتاء على مسودة الدستور أو إجراء انتخابات، ولكن إذا استغرق الحاضرون الحوار في مناقشة تشكيل حكومة جديدة فربما لن يحدث توافق ويفشل اللقاء.

وفي انتظار اجتماع اللجنة العسكرية المكلفة بالتفاوض على الهدنة الشهر القادم ـ لا يزال الوضع في طرابلس يسوده الترقب والهدوء الحذر الذي تخترقه أحيانا قذائف عناصر حفتر العشوائية على الأحياء السكنية، فهل تنجح مخرجات برلين في تمهيد أرضية صلبة يبنى عليها مستقبلا وقف دائم لإطلاق النار والعودة مجددا للعملية السياسية التي نسفها حفتر في 4 من أبريل الماضي قبيل أيام من الملتقى الوطني الجامع في غدامس؟!

أوغلو: رفض حفتر توقيع البيان المشترك ببرلين يؤكد رغبته في الحل العسكري

لماذا أقصت ألمانيا المغرب من حضور قمة برلين؟