in

مؤتمر برلين…مؤشرات وتوقعات

تتجه الأنظار يوم الأحد المقبل نحو مدينة برلين الألمانية التي ستستضيف مؤتمرا دولياً حول ليبيا للتوصل لحل للأزمة، وبدء محادثات سياسية في البلاد، بعد أن فشل الحسم العسكري الذي كان يعول عليه حفتر وداعموه طيلة 9 أشهر في اقتحام العاصمة طرابلس.

قُبيل الاتفاق على موعد المؤتمر، استضافت العاصمة الروسية موسكو محادثات مشتركة بين روسيا وتركيا شاركت فيها الأطراف الليبية للاتفاق على وقف إطلاق النار، وسبق ذلك اتفاق روسي تركي في إسطنبول لتحديد 12 من يناير موعدا لوقف إطلاق النار.

التحركات الروسية التركية أثارت غضب الأوروبيين فتحركوا مسرعين للبحث عن طريقة تجعلهم يمسكون زمام الأمور في الملف الليبي بعد إقصائهم من تركيا وروسيا، ويبدو أنهم وجدوا في مؤتمر برلين خير وسيلة، فأسرعوا في إعلان عقد المؤتمر الذي لا تزال الشكوك تدور حول نجاحه من عدمه.

أردوغان يُهاجم حفتر

وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو صرح أنه بعد رفض حفتر التوقيع على اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار ـ لا داعي إلى عقد مؤتمر برلين.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حفتر شخص لا يوثق به بعد مواصلته لقصف طرابلس، مؤكداً أنه في انتظار ماذا سيفعلون بعد يوم أو يومين وما سيقولونه في برلين؟ مشيرا إلى أن ما يحدث في ليبيا سوف يُرى بشكل مفصل.

مخاوف لافروف من فشل الليبيين

من جهته، ظهر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الروسية سيرغي لافروف، متخوفاً مما قد يحمله مؤتمر برلين الأحد المقبل.

وطالب لافروف، الأطراف الليبية بعدم تكرار أخطاء الحوارات الماضية، وألا يطرحوا شروطا إضافية بعد مؤتمر برلين، موضحاً أن الاتفاق جرى على الوثائق الختامية لمؤتمر برلين حول ليبيا وأنها لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن في الشأن الليبي.

اتهام موسكو لواشنطن

من ناحيتها، قالت الخارجية الروسية، إن واشنطن ترفض التعاون البناء مع موسكو حول ليبيا، مشيرةً إلى أن كل الاتصالات هي اتصالات لتبادل الآراء فقط.

وأوضحت الوزارة، أن مواقف موسكو وواشنطن تختلف تمام الاختلاف في جوانب عديدة حول توتر الوضع الليبي، بما في ذلك، حول الأسباب الأساسية لما يحدث، مؤكدة أنها لا ترى أي استعداد من الجانب الأمريكي لتقبل المنطق الروسي والحلول المقترحة بصورة بناءة.

تفاؤل أوروبي

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي، مشاركته في مؤتمر برلين حول ليبيا المزمع عقده الأحد القادم، بعد توجيه المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” الدعوة إليه.

وأوضح الاتحاد أن مؤتمر برلين يعطي فرصة جيدة لدفع العملية السياسية إلى الأمام، مُبديًا استعداده لاستخدام كافة الأدوات والموارد اللازمة لضمان التنفيذ الكامل لنتائج المؤتمر.

وبيّن الاتحاد أن وجوده في برلين دليل على أهمية ليبيا وأوليّتها عنده، مشيرا إلى أنهم مصممون على لعب دور قوي على جميع المستويات من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم.

ميركل: لا تتوقعوا كثيرا من المؤتمر

من جهتها أوضحت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” أن الهدف من مؤتمر برلين هو التزام الأطراف المعنية بحظر توريد الأسلحة لفتح الطريق أمام حل سياسي في ليبيا.

وأضافت ميركل، أنه يجب التعامل مع المؤتمر بتوقعات “متدنية جدا”، معبرة عن تفاؤلها الحذر بشأن فرص المؤتمر في تحقيق خطوات للأمام تنهي الأزمة الليبية، وفق ما نقلته قناة “دوتشي فيلا” الألمانية.

ورأت ميركل أن قدوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى برلين “بادرة طيبة” قد تمكننا من الاقتراب من وقف إطلاق النار.

مشاركة أمريكية

في السياق ذاته، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير مايك بومبيو سيشارك في مؤتمر برلين.

وأكد مسؤولون أن واشنطن ستعمل على تثبيت وقف النار، والضغط على القوى الخارجية للانسحاب من الصراع الليبي.

حول التيار الإسلامي المدني

حركة النهضة : لا مبرر للقلق من الاتفاق الليبي مع تركيا