in

مساعي الوفاق لشق طريق السلم وحقن الدماء تتعثر بمطبات حفتر الدموية

سعي للسلام ورغبة في التصالح أظهرتهما مواقف وتصريحات حكومة الوفاق وداعمها التركي، إضافة إلى الوسيط الروسي، فتصريحات الوفاق ممثلة في رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وعدد من وزراء حكومته إضافة الى مجلسي النواب والدولة أبرزت فعلا أنهم يريدون إنهاء الاحتراب والاقتتال بين الإخوة وإيقاف نزيف الدم وشق الطريق نحول الحل السياسي.

بينما اتضح للجميع إصرار حفتر وعقيله صالح وداعميهما مصر والامارات في المضي قدما في نهج سفك الدماء والدمار الذي لم يسفر إلا عن مزيد من الضحايا الأبرياء في صفوف المدنيين وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة بغير وجه حق.

السراج يجنح للسلم

السراج جنح لمسار السلم ووقع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو؛ سعيا منه لمنع إراقة المزيد من الدم الليبي، وإدراكا منه بأن الخيار العسكري سيعمق جراح الوطن.

قال السراج، إنهم مستعدون لمسارات السلم التي تحتاج إلى شجاعة، مؤكدا أن قبولهم بوقف إطلاق النار يأتي من موقف قوة حفاظًا على اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي.

وفي اتساق مع موقف الوفاق الحريص على إطلاع الشعب على مجريات الاحداث أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أن حفتر لا يصلح أن يكون شريكا، لأنه يريد أن يحكم وحده بطريقة ديكتاتورية، موضحا أنه اطلع على مسودة الاتفاق قبل يومين، ولا يريد إلا المماطلة.

من جانبه صرح رئيس المجلس الاعلى للدولة خالد المشري أن التوقيع على وقف إطلاق النار هو من أجل حقن الدماء واستبدال المعارك بالذهاب للمسار السياسي، ووصف التوقيع بالخير.

المسار الدموي خيار حفتر

بينما الطرف الأخير المتمثل في حفتر الذي لم يستطيع أن يخاطب مناصريه قبل ذهابه إلى موسكو غادرها دون التوقيع على قرار تثبيت وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الرئيس الروسي بوتين ونظيره التركي وأردوغان وسط استهجان كبير في أوساط غالبية الشعب الليبي غير المكترث به من قبل مشير الرجمة.

وفسر عدد من المراقبين مغادرة حفتر من موسكو دون التوقيع على الاتفاق بأنه رضوخ لرغبة أمراء الحرب الحقيقين الإمارات ومصر والذين لم يستطع حفتر تجاوزهم، وسعيا منه في استمرار العدوان التي لم يجن منها إلا أرواح الليبيين.

عقيلة يعلن استئناف الحرب

تفسير المراقبين أكده رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، من قبة البرلمان العربي بالقاهرة عندما دعا إلى استئناف الحرب في جنوب طرابلس. وهو ما يعني انهيار وقف إطلاق النار واستمرار القتال.

مضيفا أن الموافقة على وقف إطلاق النار جاءت احتراما لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما أكد صالح أن ما أسماه التدخل التركي في ليبيا سبب تأخير حسم معركة استعادة العاصمة طرابلس، واصفا إياها بدعم الإرهابيين والمسلحين في الأراضي الليبية، وأن عناصر حفتر ستستمر في الحرب، ولن تتوقف، حسب قوله .

تركيا: هروب حفتر أوضح من يريد السلام

الطرف الداعم للوفاق حاول أن يُفهم العالم بأن الوفاق تريد السلام على عكس حفتر الذي هرب من التوقيع، حيث أوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن الوضع الحالي أظهر من يريد السلام ومن يريد الحرب في ليبيا” مضيفا أن تركيا قدمت كل ما يقع على عاتقها لوقف إطلاق النار في ليبيا

”.فيما علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “حفتر فر هاربا” من موسكو بعد رفضه التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في اجتماع موسكو، مؤكدا أن بلاده لا يمكنها “البقاء مكتوفة الأيدي” حيال ما يحدث في ليبيا.

تأسف روسي

وأبدى الطرف الضامن لحفتر روسيا تأسفه عبر لسان وزير الخارجية “سيرغي لافروف”، الذي قال: نتأسف على عدم توقيع خليفة حفتر على اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه تركيا وروسيا، مضيفا أن خليفة حفتر طلب مهلة من أجل التوقيع .

وبين لافروف أن محادثات موسكو هي تحضير لمؤتمر برلين حول ليبيا ولم تلمح روسيا أبدًا إلى أن المحادثات التي جرت، الاثنين، في موسكو ستحل وتُنهي كل المشكلات.

وهكذا فان المشهد الليبي يكون مكتملا وواضح الصورة لكل ذي لب وبصيرة بأن حكومة الوفاق المعتدي عليها قد جنحت لخيار السلم وغلبت صوت العقل ومصلحة الوطن والمواطن، وأن حفتر لا يزال يتشبت بالخيار العسكري الذي جنى منه دماء الأبرياء دون أن يوصله إلى مبتغاه.

“منظمة رصد” تدين اختطاف الناشطين البكوش وبن زبلح ببنغازي

الرائد تنشر المسودة الكاملة لقمة برلين حول ليبيا