in

“إرهابيون سوريون” ورقة إعلام حفتر الجديدة لتضليل أنصاره وتغطية فشله العسكري

منذ توقيع حكومة الوفاق على مذكرة التفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري مع تركيا يوم 27 نوفمبر من العام الماضي في إسطنبول ـ بدأ إعلام الكرامة الحديث عن غزو تركي للأراضي الليبية مع أن التوقيع جاء بطريقة قانونية بين السلطات الشرعية في البلدين.

شرعية المذكرة والأطراف الموقعة عليها ـ دفعت إعلام الكرامة إلى البحث عن وسيلة أخرى لخداع مناصري حفتر في الداخل وداعميه في الخارج؛ فلجأوا إلى اتهام حكومة الوفاق باستقدام المقاتلين السوريين عن طريق تركيا إلا أن هذه “الأسطوانة” لم تلقَ اهتماماً كبيراً بسبب تصريحات شخصيات مسؤولة على المستوى الدولي كالمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة للموقع الدولي “المونيتور العسكري” المهتم بحركة الطائرات العسكرية بين الدول على مستوى العالم.

سلامة: طائرات بين دمشق وبنغازي

اتهم المبعوث الأممي غسان سلامة، خليفة حفتر باستجلاب مرتزقة للقتال معه في عدوانه العسكري على العاصمة طرابلس، وخصّ سلامة بالذكر المرتزقة الروس رغم محاولات أنصار حفتر وإعلامه نفي الأمر في أكثر من مناسبة.

سلامة، في حديثه لصحيفة “لوموند” الفرنسية، لم يتوقف عند هذه النقطة بل ذهب للكشف عن وصول طائرات من سوريا إلى مطار بنينا في بنغازي، مشيراً إلى الغموض الذي يكتنف هذه الرحلات وطبيعة ما تحمله تلك الطائرات.

بوتين والروس والمقاتلون السوريون

خلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود مواطنين روس في ليبيا لكنهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا يتقاضون أي أموال من الحكومة.

وتحدث بوتين، خلال المؤتمر، عن قدوم مقاتلين من سوريا إلى ليبيا واصفًا الأمر بالمعقد وأن بإمكانه أن يزيد من تعقيد الأزمة في ليبيا دون أن يحدد بوتين الطرف الذي استجلب هؤلاء المقاتلين.

تصريحات بوتين حاول إعلام الكرامة ضمها لصفه وبدأ بشن الحملات التحريضية ضد حكومة الوفاق التي حمّلوها مسؤولية هذا الأمر، إلا أن هذه الحملات لم ترتقِ لمستوى الحقيقة والنقل الصحيح للأخبار، وهو ما وضع إعلام حفتر في موقف حرج؛ كونه حوّر كلام بوتين، ولم يبرهن على صدق ادّعائه بأي دلائل.

إعلام حفتر الذي لا يذكر لأنصاره من يقاتل في صفوفهم من المرتزقة، ولا حتى ما نشره تقرير خبراء الأمم المتحدة حول ليبيا الذي أكد وجود قرابة 3000 مرتزق سوداني مع عناصر حفتر، وكذلك مرتزقة الفاغنر الروس الذين قتلوا في سبتمبر الماضي “عائلة امبيص” في منزلهم بالمنطقة.

“أجنحة الشام” وهيئة استثمار حفتر

في يوليو من العام 2017، اتهمت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني هيئة الاستثمار التابعة لحفتر بعقد علاقات مشبوهة مع شركة “أجنحة الشام” السورية، المملوكة من قبل أحد المقربين من نظام بشار الأسد.

الداخلية كشفت حينها أن الشركة متورطة في نقل عتاد وأسلحة إلى ليبيا، في مقابل نقل الوقود لمساعدة النظام السوري في توفير احتياجات مؤيديه.

منذ بدء عدوانه على طرابلس، اعتمد حفتر على تكرار شعاراته التي بدأت متناقضة من حيث المبادئ التي أعلن من أجلها الحرب، فتارة يتحدث عن مكافحة الإرهاب وتارة أخرى يرفع شعار محاربة المسؤولين عن الفساد المالي، ويُلقي اللوم تارة على ما يصفها بالمليشيات؛ إلا أن فشله في حسم المعركة عسكرياً كشف حقيقته أمام الليبيين قبل العالم؛ وهو ما دفع إعلامه إلى ترويج وجود مقاتلين سوريين في طرابلس بين عشية وضحاها، وكل هذا في سبيل إيجاد مبرر لحفتر لتدمير العاصمة طرابلس.

قوة تأمين الساحلي تقبض على أحد المتورطين في قطع الطريق بالقره بوللي

عقيلة: عرّاب الدمار يؤجج العدوان ويدعو إلى الخراب، لماذا؟