in

عنوان الجولة الأولى من محادثات موسكو: أفضلية وثبات للوفاق وحفتر متردد لانتظاره قرار داعميه

احتضنت العاصمة الروسية موسكو وفد حكومة الوفاق متمثلاً في رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير الخارجية محمد الطاهر سيالة ورئيس المجلس الأعلى للدولة، بينما على الجانب الآخر حضر كل من رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح وقائد علمية الكرامة خليفة حفتر؛ للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة روسيا وتركيا، والبدء في عملية سياسية برعاية أممية.

حكومة الوفاق قُبيل الذهاب لموسكو والتوقيع على وثيقة الاتفاق؛ قالت: إن قبولها بوقف إطلاق النار يأتي من موقف قوة؛ حفاظًا على اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي مع الاستعداد لاستئناف العمليات العسكرية ودحر المعتدي إذا حدثت أي خروق لهذا الاتفاق؛ بينما اكتفى حفتر في الجهة المقابلة ببيان لم يتجاوز الـ 57 ثانية أعلن فيه موافقته على وقف العمليات العسكرية ضد العاصمة.

الوفاق توافق

بعد محادثات دامت أكثر من 6 ساعات خرج وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ليعلنا توقيع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري على وثيقة وقف إطلاق النار.

وبعد التوقيع قال المشري في تصريحات صحفية، إن التوقيع تم دون تقديم أي تنازلات، بالإضافة إلى أن حكومة الوفاق أرادت أن تثبت للعالم أنها تستمد إرادتها من شعب ليبيا، وليس من عواصم عربية رافضة لهذه الوثيقة.

ضغوط إماراتية على حفتر

من جهته طلب خليفة حفتر إعطاءه بعض الوقت قبل التوقيع على وثيقة التعاهد بوقف إطلاق النار؛ الأمر الذي استغربه كثيرون خاصة وأن حفتر يدّعي بأنه “قائد للجيش” ويملك السيادة والإرادة لاتخاذ القرارات.

إلا أن طلب حفتر اتضح بعد ذلك حين كشفت مصادر من موسكو عن تواجد القائم بأعمال السفارة الإماراتية في روسيا برفقته خلال المحادثات؛ الأمر الذي رآه محللون عدم امتلاك قائد العدوان العسكري على طرابلس القدرة على اتخاذ القرارات دون الرجوع لداعميه وعلى رأسهم دولة الإمارات.

فشل الحل العسكري واستبعاد الداعمين

الكاتب علي أبوزيد، قال إن تردد حفتر في التوقيع يشير إلى عدة أمور منها ” أنه رضخ لوقف إطلاق النار؛ نتيجة لضغوطات كبيرة خاصة بعد فشله في الحسم العسكري، بالإضافة إلى ضرورة رجوعه للدول الإقليمية الداعمة له.”

وأضاف أبوزيد، في تصريح خاص للرائد، أنه بعد استبعاد الإمارات ومصر من المشهد الحالي أراد حفتر الرجوع إليهما؛ لأخذ مشورتهما؛ لأن توقيعه على وثيقة وقف إطلاق النار تعني تبخر أحلامه في السيطرة على طرابلس، مشيراً إلى أن تأجيل التوقيع سيسعى حفتر من خلاله إلى أن يجد مخرجاً ولو ضيقاً من هذا الضغط.

حفظ ماء الوجه

الكاتب الصحفي إبراهيم عُمر، رأى أن حفتر أراد المماطلة حتى لا يظهر بمظهر الـ “الراضخ” لشروط حكومة الوفاق والدولة الراعية لمبادرة وقف إطلاق النار.

وأضاف عُمر، في تصريح خاص للرائد، أن طلب حفتر لبعض الوقت قد يعود لرغبته في استشارة داعميه، ليكشف بذلك أن اتهامه لحكومة الوفاق بالعمالة والتبعية ليس إلا اتهامات إعلامية، وقد أظهرت موسكو حقيقة أن حفتر لا يملك قراره، ولا يمكنه أن يتحرك إلا بموافقة داعميه، حسب قوله.

فهل نرى صباح الغد حفتر يوقع على اتفاقية وقف إطلاق النار؟ بعد صد كل محاولات داعميه في سبيل تحقيق حلمه في السيطرة على العاصمة بقوة السلاح.

وقف إطلاق النار يجعل الأنظار تتجه لبرلين على أمل بزوغ حل سياسي منها

ليبيا: حجر تركيا في المياه الراكدة وردود الفعل الإقليمية والدولية