in

وصدر من إسطنبول..

الطلب التركي المتوقع بوقف إطلاق النار في ليبيا، هذا الطلب الذى جاء بمشاركة روسية ومباركة معلنة من البيت الأبيض لم يكن مائعا ولا سائلا ولا مفتوحا بل محددا بفجر يوم الأحد 12 يناير ومستندا على قوة عسكرية قادرة على فرضه على الأرض إن احتاج الأمر.

أوروبا الغربية..

تحاول الآن أن تجد لنفسها مكانا في هذه الترتيبات الجديدة، وإلا فإن نفوذها في ليبيا الذي يبلغ عمره الآن أكثر من قرن في خطر أمام تمدد النفوذ التركي الروسي، إلا أن ما تبقى في المسرح الليبي هي مقاعد الدرجة الثالثة التي على الطليان والفرنسيين أن يقبلوا بالجلوس فيها.

معسكر “الفتح المبين”..

الحفترى المصري الإماراتي السعودي الذى خاض هذه المعركة بدرجة عالية من السذاجة السياسية، متبنّيًا أكذوبة أن الفتح المبين هو لتخليص طرابلس من سطوة الإرهاب التي اتضح للجميع كذبها، بما فيها البيت الأبيض الذي أرسل رجاله إلى خطوط القتال جنوب طرابلس ليعودوا ويبلغوه “هم ليسوا جيشا منظما ولكن الزعم بأنهم إرهابيون غير صحيح”.

على أهلنا في مصر..

أن يكبروا عن موقفهم الحالي، ومزاعم قياداتهم التي لم يعُد يصدقها أحد بأن مصر في خطر، وأن يتذكروا أن ليبيا ومصر لم تصنع أخوتهما المغامرات والأكاذيب ولكن تاريخ مشترك صاغته جغرافيا الجوار.

أما الإمارات والسعودية..

فقد ثبت لنا أنهم يرون فينا منافسا يجاور أوروبا لا بد من تخريبه ومنعه من التقدم، ولو عن طريق جنرال مهووس بالدماء، وهذا ما يحدد علاقاتنا بهم حتى تأتى أنظمة تمثل تلك الشعوب الطيبة بالفعل..

أمام هذا المعسكر الآن ثلاثة اختيارات:

أولا: أن يرفض وقف إطلاق النار، وهنا عليه أن يتحمل ما يعنيه ذلك والجحيم الذي ستفتح نوافذه على حفتر وقواته.

ثانيا: أن يحثه على القبول بوقف إطلاق النار مما يعني إلقاء السلاح الوحيد الذي كان يضمن لهم تحقيق أهدافهم بتجيير ليبيا لهم عن طريق أداتهم في الرجمة.

ثالثا: أن يبقوا صامتين ويعطوا “حفتر” حرية الاختيار، الأمر الذي يعني أنهم قد تخلوا عن مشروعه بعد أن وضعوا كل البيض في سلته.

الأمر لا يحتاج منا إلا الانتظار أربعة أيام أو أقل، بل قد نسمع من تحالف “الفتح المبين” قبل ذلك، لنعرف كيف سيدفن مشروع الجنرال؟

هل في مشهد سلمى أم مشهد صاخب دموي؟

شخصيا..

أتمنى أن يكون تفكيك المسرح في مشهد النهاية سلميا ومتمدينا، وأن نضع هذا الشخص “خليفه حفتر” ومشروعه الدموي في ملف أسود نتذكر فيه دروسه ونعلم أطفالنا عنه حتى نتجنب تكراره في التاريخ ونتفرغ لنبني بلادنا.

بقلم الباحث السياسي: محمد بو يصير

كيفية التخلص من بيانات الهواتف القديمة بأمان

عدد ضحايا الكلية العسكرية يرتفع إلى 32 شهيدا