in

بيان الجامعة العربية تأكيد على شرعية الوفاق وخيبة أمل للمعسكر الداعم لحفتر

بعد نحو 9 أشهر عقدت الجامعة العربية، بناء على طلب مصري، اجتماعا طارئا في القاهرة أمس الثلاثاء لمناقشة الأزمة الليبية.

الجامعة التي تجاهلت سابقا طلب ليبيا مرارا عقد جلسة مع بدء عدوان حفتر، أصدرت بيانا ختاميا يدعم العملية السياسية في ليبيا كحل وحيد، ويؤكد أن اتفاق الصخيرات هو المرجعية الأساسية لكل اتفاق مع التنديد بجميع أنواع التدخل الخارجي في الشأن الليبي.

هذا البيان جاء عكس توقعات معسكر حفتر الذي كان يأمل أن تسحب الجامعة اعترافها من حكومة الوفاق وتدين الاتفاقية المبرمة مع تركيا.

كيل بمكيالين

وزير الخارجية محمد سيالة عبّر، في حساب الوزارة على تويتر، عن شكره لوزراء خارجية المغرب العربي وقطر والسودان على موقفهم الداعم لليبيا في اجتماع الجامعة العربية.

أمّا مندوب ليبيا لدى الجامعة صالح الشماخي فندّد، خلال كلمته لها في الجلسة، بما وصفه بسياسية الكيل بمكيالين التي تستخدمها الجامعة فيما يتعلق بالأزمة الليبية، مضيفا أن هذه السياسة تدفع ليبيا إلى التفكير بجدية في جدوى الاستمرار والبقاء تحت مظلتها، متسائلا أين كانت الجامعة عندما حذرت حكومة الوفاق من استجلاب حفتر للمرتزقة الروس والجنجاويد السودانيين وغيرهم في عدوانه على طرابلس؟!

البيان معقول لكنه متأخر

الكاتب الليبي عبدالله الكبير رأى أن بيان الجامعة العربية الصادر اليوم يعدّ معقولا رغم عدم إدانته للعدوان على العاصمة، ولكنه متأخر جدا.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن دعوة البيان بشكل صريح للتمسك بالاتفاق السياسي الليبي وتطبيقه كاملا إشارة إلى فشل مشروع إسقاط الشرعية من حكومة الوفاق.

وقال الكبير إن موقف الجامعة اليوم يعكس تحولا في تعاطي بعض الدول مع الأزمة الليبية، مثل مصر والإمارات، كما أن حفتر لن يكون سعيدا بهذا البيان الذي يحمل في طياته إشارات للتخلي عنه وعن مشروعه، حسب تعبيره.

الجامعة العربية عاجزة وفي ورطة

من جانب آخر، يقول عضو مجس الدولة منصور الحصادي، إن الجامعة العربية عاجزة وفي ورطة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، وقد طلبت منها حكومة الوفاق سابقا الاجتماع لإدانة العدوان على طرابلس لكنها لم تستجب لذلك.

وتساءل الحصادي، في تصريح للرائد، كيف يكون للجامعة دور إيجابي ومعظم الأنظمة العربية تمارس العنف والاستبداد والقمع والدكتاتورية ولا قيمة عندها لحقوق الإنسان وحريته؟!

وتابع الحصادي “لن يكون للجامعة العربية دور ما دام حكام العرب لا يأتون بإرادة حقيقية من شعوبهم، مضيفا أن بعض الدول العربية بياناتها مع الشرعية فى ليبيا وسلاحها مع مليشيات حفتر، فكيف يكون لها دور إيجابي؟!”

انحسار الدور المصري

في السياق نفسه، يؤكد الكاتب الليبي محمد بويصير، أن الخارجية المصرية قد عرفت حدود نفوذها اليوم، وهى تصارع من أجل إصدار بيان “لا يعني شيئا”، بعد أن كانت تستطيع جمع كل العرب بخطاب عام خلال ساعات وتحملهم على التوقيع، بلا تحفظ، على قرارات من إعدادها.

وأضاف بويصير، عبر صفحته الرسمية في فيسبوك، أن دول المغرب العربي مع قطر وعمان والعراق والكويت بشكل أساسي ودول أخرى أفشلت المحاولة المصرية، وتصدت لمحاولة وزير خارجية مصر “سامح شكري” إصدار بيان يدين التدخل التركى في ليبيا.

ويرى بويصير أن السر وراء تراجع الدور المصري هو أنها صارت تعمل لصالح أجنحة يقودها أطفال يملكون مالًا، بدلًا من أن تكون مصدر حكمة يستفيد منه كل العرب؛ ولذلك يجب عليها أن تعود لدورها التاريخي، حسب قوله.

خلط أوراق

ويرى عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، أن مذكرتي التفاهم مع تركيا خلطت كثيرا من الأوراق، وغيّرت الكثير من المواقف حسب طبيعة المصالح.

وأضاف كرموس، في تصريح للرائد، في رده على طلب مصر عقد جلسة طارئة للجامعة العربية حول الشأن الليبي في حين رفضت ذلك في بداية عدوان حفتر على طرابلس، أن الحكومة المصرية لا يهمها مصلحة الدولة المصرية بقدر ما يهمها استمرار عدائها للربيع العربي وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفق قوله.

فهل نرى تأثيرا فعليًّا لهذا البيان على أرض الواقع أم سيكون مصيره كبينات الجامعة السابقة التي ظلت حبرا على ورق؟ وسط ترقب لتصويت البرلمان التركي غدا الخميس على مذكرة تفويض إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا وفق مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين.

حفتر يفتتح 2020 بمجزرة في السواني، وقوات الجيش تأسر 25 من عناصره

وكالة الأنباء الجزائرية: عدوان الضابط المتقاعد على طرابلس عرقل التوصل لتسوية سياسية في ليبيا