in

وسط تحذيرات للرئاسي بعدم الاستجابة لأي ضغوط…أنظار العالم تترقب زيارة وزراء خارجية أوروبا لطرابلس

تتجه أنظار العالم للعاصمة الليبية طرابلس في الـ 7 من يناير المقبل، موعد زيارة وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا رفقة المسؤول السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” للعاصمة الليبية.

تأتي زيارة الوفد الأوروبي إلى طرابلس بعد تفعيل حكومة الوفاق لمذكرتي التفاهم العسكرية والأمنية مع جمهورية تركيا؛ لصد عدوان حفتر على العاصمة، واسترداد حقوق ليبيا في حوض البحر المتوسط.

يرى العديد من المحللين والمراقبين أن الزيارة الأوروبية لطرابلس في هذا الوقت بالذات بعد أكثر من 8 أشهر على عدوان حفتر العسكري، سببها المخاوف الأوروبية من ضياع مصالحها الاقتصادية مع ليبيا وفقدانها لصالح تركيا التي بادرت بالدفاع عن الشرعية والوقوف في وجه الانقلاب الذي تقوده دول عربية وأوروبية.

تحذيرات الاستجابة والمطالبة بتغيير المواقف

وفي هذا الصدد، طالب رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، الأحد، حكومة الوفاق بعدم الاستجابة لأي ضغوط مصاحبة لزيارة وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا في 7 من يناير المقبل مع مراعاة التوقيت السياسي لهذه الزيارة، خاصة بعد توقيع الاتفاقية مع تركيا.

وأضاف صوان، على صفحته الرسمية، أن على حكومة الوفاق مطالبة الدول الأربع بتطوير مواقفها بشكل إيجابي في اتجاه إدانة وإنهاء العدوان مع الأخذ بعين الاعتبار الموقف الفرنسي الداعم لحفتر في بداية العدوان بالسلاح والعتاد.

وأبدى صوان تفهمه لموقف بريطانيا وانشغالها بشأنها الداخلي، مشيدًا بالحراك الألماني الإيجابي حول الأزمة الليبية، وواصفا الموقف الإيطالي بـ “المرتبك” بعد “خذلانها” لحكومة الوفاق رغم اتجاه الأنظار لها قبل تركيا، حسب تعبيره.

المذكرة وخلط أوراق اللعبة

من جانب آخر، رأى المحلل السياسي فرج فركاش، أن مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومتي تركيا والوفاق، خلطت أوراق اللعبة وسرّعت من السعي الحثيث الأخير، خاصة من الدول الأوروبية، لإيجاد مخرج من الأزمة والحرب الحالية.

وأكد فركاش، في تصريح خاص للرائد، أن معظم هذه الدول أدركت بعد صمتها المخجل ما يحدث في طرابلس، وأن التلويح بالتدخل التركي المباشر ربما سيعزز موقف تركيا ويَحُول دون الحسم الوهمي العسكري الذي كانت تعول عليه بعض هذه الدول.

وأشار فركاش إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يَعرِض انخراطه بصورة أكثر إيجابية وجدية لمحاولة إقناع الأطراف بضرورة التوصل لوقف إطلاق النار، وتشجيعها للعودة للعملية السياسية، والخروج بحل يحفظ ماء وجه الأطراف الداخلية، خاصة الطرف المعتدي على العاصمة.

تأثير الصدمة

أمّا الكاتب الصحفي علي أبوزيد فيرى أن الأوروبيين يعانون حالة من الصدمة بفعل الانخراط التركي الكبير والواضح في الأزمة الليبية، ويبدو أن الخلافات الكبيرة في الاتحاد الأوروبي وغياب الرؤية الواحدة للحل في ليبيا وتبني دول أوروبية لمجرم الحرب حفتر ودعمه، كل ذلك جعل الموقف الأوروبي مرتبكاً وغير فاعل، وهو ما انعكس على ألمانيا من خلال تأجيلها المتكرر لعقد مؤتمر برلين.

وأضاف بوزيد، في تصريح للرائد، أن وزراء خارجية أوروبا الذين سيزورون طرابلس سيحاولون الضغط على الرئاسي ويقدمون له صفقة تحدّ من النفوذ التركي، وهو ما يتوجّب على الرئاسي الحذر منه، خاصة أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي مواقف تجاه العدوان على طرابلس تجعله محلًّا للثقة أو شريكًا يعوّل عليه.

وتتسارع جهود الدول الأوروبية منذ إعلان حكومة الوفاق تفعيل اتفاقيتها العسكرية مع تركيا ـ للوصول إلى وقف لإطلاق النار والعودة للعملية السياسية، جهود اختلفت كثيراً عن تلك التي كانت تُبذل طيلة الأشهر الثماني الماضية التي دكّت فيها مدافع حفتر وطائراته العاصمة طرابلس وحصدت الكثير من أرواح المدنيين دون جدوى؛ لتحطيم الحصن المنيع الذي فرضته قوات الجيش الليبي في محاور القتال ـ لكن خطوة التعاون الليبي التركي قد تضطر هذه الدول، لا سيما الداعمة منها للانقلاب على الشرعية، إلى إعادة النظر في المشروع العسكري والدفع بعجلة العملية السياسية للدوران مجددًا، بعد أن تبيّن لها مدى جدية الوفاق في حماية العاصمة وفشل حفتر في دخولها.

نقابات العمال بمجمع الزاوية النفطي يطالبون بملاحقة المسؤولين عن قصفه

المشري: لا مكان لحفتر في أي عملية سياسية مستقبلية