in

السيسي تارة يرى بأن الحل سياسي وتارة يهدد بالتدخل المباشر في ليبيا…فلماذا ؟

بعد استقباله حفتر ثلاث مرات في قصر الاتحادية بالقاهرة طيلة فترة العدوان على طرابلس ودعمه بالأسلحة خرج الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” مؤخرا ليصرح بأن حكومة الوفاق “ليست لها إرادة حرة؛ لأنها أسيرة للميلشيات الموجودة في العاصمة، وأن الأمن القومي المصري تضرر كثيرا بالموقف غير المستقر في ليبيا”، ومضيفا بأنه “كان أولى بمصر التدخل المباشر في ليبيا، ولدينا القدرة على ذلك”.

جاء هذه التصريح بعد ثلاثة أيام فقط من تصريح مختلف تماما حيث قال خلال المؤتمر الأول لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في إفريقيا” بتاريخ 11 ديسمبر الجاري بأنه سيتم التوصل لحل شامل للأزمة الليبية خلال أشهر، وهو حل سياسي بالطبع”.

والفاصل بين التصريحين لعبد الفتاح السيسي هو إعلان خليفة حفتر، في كلمة مصوّرة في 12 ديسمبر ما سماها “ساعة الصفر” لاقتحام طرابلس والتقدم نحو قلبها، فهل تناقض السيسي في خطابه وما الذي جعله يتغير؟

لا نقبل التهديد

وفي رد سريع على تصريحات الرئيس المصري أعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عن استغرابه الشديد من تصريحات السيسي، مؤكدا أنه لا يقبل بأي تهديد يمس السيادة الليبية.

وطالب الرئاسي في بيان له مصر بالتوقف عن دعم التشكيلات المسلحة الخارجة عن الشرعية، داعيا إياها بأن تلعب دوراً جوهرياً يحظى بثقة الجميع في إطار دعم الاستقرار والسلم في ليبيا.

مراهقة دبلوماسية

وفي ردها على المتحدث باسم الخارجية المصرية الذي نشر تغريدة عبر حسابه في تويتر جاء فيها ” بأن المجلس الرئاسي الليبي يتكون من 9 أشخاص، أين هؤلاء الآن؟” في إشارة إلى الأعضاء المنقطعين عن عضوية المجلس، وصفت وزارة الخارجية الليبية ما قام به المتحدث بـ”المراهقة الدبلوماسية” متسائلة في تغريدة أخرى على حسابها الرسمي في تويتر “هل المجلس الرئاسي مجلس ليبي أم مصري؟ أم أن الأمر اختلط عليه؟”.

انزعاج من الدور التركي

ويرى الكاتب السياسي فرج فركاش بأنه ليس هناك تناقضا في خطاب السيسي؛ لأنه يحمل عدة أوجه، وهو لم يقل صراحة أنه يستبعد الحل العسكري .

وأضاف فركاش، في تصريح للرائد، بأن انزعاج الطرف المصري من احتمال التدخل التركي على الأرض وتوقيع مذكرة التفاهم جعله يصعد من لهجته رفضا لهذا التدخل بعد تيقنه الآن أكثر ذي قبل باستحالة الحسم العسكري في طرابلس .

وتابع فركاش بأن هناك عدة محاولات من النظام المصري لتهميش وسحب البساط من السلطات في طرابلس ومحاولة إبراز مجلس النواب على أنه الممثل الوحيد للشعب الليبي، وهذا يتنافى تماما مع مخرجات اتفاق الصخيرات التي تدعي مصر الاعتراف به .

استحالة سقوط طرابلس

واعتبر الكاتب الليبي عبدالله الكبير أن الرئيس المصري يدرك الآن استحالة إسقاط حكومة الوفاق واجتياح طرابلس من قبل حفتر كما أن استمرار الدعم لحفتر ربما لن يخلف غير الخسائر فهو لا يستطيع التدخل بشكل مباشر في ليبيا؛ لأن هذا سيضعه في صدام مباشر مع تركيا.

وأشار الكبير في تصريح للرائد إلى أن تغير خطابه مرتبط بالتقارب الذي وقع بين حكومة الوفاق والحكومة التركية وكان لابد له من اتخاذ هذا الموقف؛ بسبب عدائه للحكومة التركية، لكنه لن يذهب أبعد من التصريح ، حسب تعبيره .

جرعة أمل

ويرى الكاتب المصري علاء عبد الفتاح أن سبب هجوم الرئيس المصري على حكومة الوفاق هو محاولة إعطاء جرعة دعم وأمل لحفتر من أجل تقوية موقفه وحربه على العاصمة بعد أن منعت قوات “بركان الغضب” حفتر من السيطرة على العاصمة أو حتى التقدم أكثر ولذلك فإن السيسي قام بوصف قوات الوفاق بالـ”ميليشيات”؛ للتماهي مع حجة “حفتر” في الهجوم على العاصمة.

فهل هذا سيتغير خطاب السيسي أم أن ساعة صفر حفتر قد أغرته بتغيير الخطاب أم غير ذلك؟ وهل سيقف السيسي عند هذا البيان ويفكر جديا في التدخل المباشر في الشأن الليبي؟ هذا ما سنعرفه في قابل الأيام.

رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي تدعو للبحث عن حل سياسي لليبيا

رفض مذكرة التفاهم بين طرابلس وأنقرة.. عن أي اتحاد أوروبي تتحدث المرصد والحدث؟!