in ,

مركز التأهيل البدني بمصراتة ينهي معاناة لازمت زواره سنوات

حقق مركز جامعة مصراته للتأهيل البدني (الأطراف الصناعية) نجاحا على صعيد تركيبات الأطراف وإعادة الأمل لفاقديها؛ نتيجة حروب أو حوادث عمل ونحوها، علاوةً على أنه وفر على 880 مريضا مشقة تركيب الأطراف في الخارج، ودفع قرابة 17 مليون دينار ليبي نظير ذلك.

ففي رصيد المركز الذي تأسس قبل 3 سنوات وأربعة أشهر قرابة 900 عملية تركيب شملت أطرافا صناعية تحت الركبة وفوقها وفي الحوض، إضافة إلى أجهزة مساعدة، وفق ما أفصح عنه مدير المركز الدكتور “الدوكالي عبدالسلام الكسكاس” في مقابلة خاصة هذا نصها ..

متى تأسس المركز، من وضع حجر أساسه، ومن يقوم بدعمه؟

بدأ التأسيس للمركز منذ عام 2013م، إلا أن افتتاحه رسمياً كان في يوليو من عام 2016م، ويتخذ المركز من كلية التمريض بجامعة مصراته مقراً له، ويتربع على أرض مساحتها 400 متر مربع، إضافة إلى بعض الحدائق الخاصة بالمركز، ويتبع المركز جامعة مصراتة مباشرة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويضم المركز عيادتين لأخد المقاسات، وعيادة علاج طبيعي، وصالة تدريب، إضافة إلى مُشغّل تركيب الأطراف الصناعية وصيانة الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة.

تم تجهيز المركز بأحدث التجهيزات والآلات التي يتم استخدامها في تصنيع الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة، لكي يؤدي خدمة للعدد الكبير من فاقدي الأطراف وذوي الإعاقة في كامل التراب الليبي، إذ لا يقتصر تقديم الخدمة على سكان مصراتة فقط، وهو المركز الوحيد الذي يعمل بكفاءة كاملة مقارنة بالمقياس العالمي للإنتاجية.

بالحديث عن الدعم، فالدعم الأكبر للمركز تقدمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تقوم بتوريد المواد الخام التي تدخل في تركيب الطرف الصناعي، إضافة إلى دفع مرتبات الاخصائيين الذين يقيمون بمصراتة، ويقومون بتركيب الأطراف داخل المركز.

كما أن شركة المدار ساعدتنا بتوريد طلبية مستعجلة للمركز بقيمة 104 ألف يورو، كذلك جامعة مصراتة قدمت بعض الدعم حسب المتوفر لديها، علاوة على هذا الدعم، هناك دعم آخر يصل إلينا من المواطنين الذين يقومون بتوفير بعض الاحتياجات مثل الجبس أو القفازات أو صيانة بعض الأجهزة.

هل مركزكم هو الأول في ليبيا، وأين يتم صناعة الأطراف، ومن يقوم بتركيبها؟

توجد أربعة مراكز أخرى على غرار مركزنا هذا، إلا أن مركزنا بدأ العمل بعد تأسيسه، بخلاف المراكز الأخيرة التي تأخرت في بدء العمل، وما لا يفوتني أن مرضى مقيمين بجوار مركز جنزور مثلاً يرتادون مركزنا بحجة عدم وجود خدمة بذلك المركز.

يوجد نوعان من الأطراف الصناعية، علوي وسفلي، الجزء السفلي يعتبر أسهل من الجزء العلوي، كما أننا نقوم بتركيب الأجهزة المساندة أو الداعمة؛ لمساعدة المرضى الذين لديهم ضمور في العضلات أو الأعصاب، أما تركيبات الجزء العلوي فستكون بإذن الله ضمن خطتنا المقبلة (الخماسية).

صناعة الأطراف وتركيبها تتم داخل المركز وذلك عبر خطوات متتالية، بدءًا من تقييم الحالة إلى أخذ المقاس للطرف المبتور ثم نحته ثم صبه في شكل تجريبي، يليها تجريبه للمريض، بعد ذلك يتم تركيب الطرف الصناعي النهائي وتجريبه والتدريب عليه وتشطيبه وتسليمه للمريض والتوقيع على استلامه.

من يتولى صيانة الأطراف في حالة حدوث أعطال بها؟ يقوم بذلك الفنيون والإخصائيون داخل المركز لمن تركبون الأطراف، هل مصابو الحروب وحدهم أم حتى من فقدوا أطرافهم في حوادث عمل وغيرها من الحوادث الأخرى؟

المركز يقدم خدمة للمجتمع، أي للجميع دون استثناء، غير أن مصابي الحروب يشكلون العدد الأكبر، ويترددون علينا للمراجعات والتغيير، فكما تعلم غالب مصابي الحروب ركّبوا أطرافاً خارج ليبيا، لكن من أتى من مصابي الحروب للمركز يُعطى الأسبقية، وبالمناسبة فقد بلغ عدد الحالات في قوائم الانتظار ممن ينتظرون تركيب أطراف صناعية لهم 904 حالة.

ماذا عن التأهيل؟، من يقوم به؟، وهل تقومون بها قبل تركيب الأطراف أم بعد تركيبها؟

هناك تأهيل أولي، وذلك عبر النظر وتقييم حالة المريض، وهذا يتم من قبل الاخصائيين في المركز، لأنه أحيانا يكون فاقد الطرف قد فقده حديثاً، وهذا النوع من التأهيل يستغرق وقتاً، كما أنه هناك تأهيل بعد تركيب الطرف الصناعي، وهذا لا يستغرق وقتاً، وكل عمليات التأهيل تتم داخل المركز.

كم يستغرق تركيب الطرف الصناعي الواحد، وهل تكاليف صناعتها مرتفعة، ثم أين تصنع هل بمعامل المركز أم يتم توريدها من الخارج؟

هناك قوالب قد تحضر جاهزة، مثل الركبة، ولكن هناك أطراف أخرى يتم تركيبها داخل المعمل، أما عن تكاليف صناعتها مثلاً باحتساب تركيب طرف صناعي أسفل الركبة في دولة لو قام بالتركيب فقط وهذا لا يشمل بقية المصاريف من مصاريف الأطباء ومصروفات التنقل والإقامة، ذلك سيكلف المريض 25 ألف دينار.

أما تركيب الطرف الصناعي فوق الركبة فسيكلف 42500 دينار، ما أود التذكير به والتأكيد عليه أن ما نقدمه من عمل للمترددين على المركز كله بالمجان، أما فيما يتعلق بأين تصنع الأطراف، فالمواد الخام تُجلب من الخارج، والصناعة والتركيبات تتم في الداخل، أي في معمل المركز.

ماذا تصنعون؟، هل أطراف فقط أم حتى الكراسي المتحركة وأجهزة الشلل وغيرها؟

ما نقوم به داخل المركز هو تركيبات الأطراف فقط.

هل حقق المركز بالفعل إنجازات على الصعيد الطبي وأنهى بالفعل معاناة فاقدي الأطراف وذوي الإعاقة الذين استفادوا من خدمات المركز خلال فترة وجيزة ووفر عليهم عناء الذهاب إلى الخارج؟

هذا مؤكد، نحن فخورون بأننا قدمنا خدمة لقرابة 880 حالة انتقلوا من وضع إلى وضع، ومن حال إلى حال، من غير قادرين على الحركة إلى قادرين، من حالة الركود إلى حالة النشاط والحيوية.

هل نجح المركز بالفعل في زراعة الأمل لدى فاقدي الأطراف وذوي الإعاقة، وهل لديكم أي تعاون مع جمعية أبطال ليبيا لفاقدي الأطراف؟

صراحة أسهم المركز في تغيير نفسية المرضى وزرع الأمل لديهم، أما عن التواصل مع جمعية أبطال ليبيا فهناك تواصل بالفعل، وقد تمكنا من تدريب اثنين من أفراد الجمعية من الفنيين تم تدريبهم داخل المركز.

لو أطلعتنا على حصيلة عمل المركز من خلال التركيبات التي قمتم بها منذ تأسيس المركز، والرقعة الجغرافية وكذا الفئة العمرية التي استفادت وتستفيد من خدماتكم؟

هناك 880 حالة تم تركيب أطراف لها منذ تأسيس المركز وحتى نهاية أكتوبر، وبتفصيل الرقم، تم تركيب 345 صناعي تحت الركبة، و97 طرف صناعي فوق الركبة، و196 من الأجهزة المساعدة، و2 أطراف صناعية خلال الحوض، و240 تحت- فوق الركبة.

كما أشرت يستفيد من خدمات المركز جميع الليبيين دون استثناء، ولجميع الفئات العمرية، وللإشارة جميع عمليات التركيب التي أشرت إليها لو أجريت خارج ليبيا لكلفت مبلغا وقدره 16 مليون و9500 دينار ليبي، التركيب فقط بصرف النظر عن التكاليف الأخرى من تنقل وإقامة ومصروفات تركيب.

هل تطمحون لأي توسعة مستقبلا؟

طبعاً، بدون أدنى شك، ونحن وضعنا خارطة للمركز، وقدمنا مقترح ميزانية للمجلس الرئاسي، وتم استصدار قرار من قبل المجلس بدعم المركز بمبلغ 5 ملايين دينار، والقرار للأسف لا يزال معلقا منذ 3 أعوام، ولم يدخل حيز التنفيذ.

الصحة تعلن عودة تقنية تفتيت الحصى بالمستشفيات العامة

سيالة: اتفاقنا مع تركيا ليس تعديا على السيادة ونحذر من المساس بشرعية الوفاق