in

بعد “العصا” الأمريكية .. هل يترك حفتر ترهونة تواجه مصيرها وحدها؟

بدأ الموقف الأمريكي يتحرك بقوة وبصورة علنية في الآونة الأخيرة تجاه الملف الليبي، التحركات كشفت عن قلق واضح من التدخل الروسي في ليبيا ودعم عدوان حفتر الذي قوض مساعي حكومة الوفاق في مكافحة الإرهاب.

تطورات الموقف الأمريكي

الخارجية الأمريكية أعلنت، الثلاثاء، أن وفدا أمريكيا ضم نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي “فيكتوريا كوتس”، والسفير الأمريكي في ليبيا “ريتشارد نورلاند” التقى بخليفة حفتر؛ لبحث وقف هجومه على طرابلس، وسبل “الحل السياسي” للأزمة الليبية.

الخارجية أكدت في بيان لها أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا “عن قلقهم البالغ إزاء استغلال روسيا للصراع في ليبيا على حساب الشعب الليبي” مؤكدين دعم بلادهم الكامل لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها.

هذه اللقاءات جاءت عقب زيارة وفد حكومة الوفاق لواشنطن الذي ترأسه وزير الداخلية فتحي باشاغا، الذي أعقبه طلب الخارجية الامريكية من حفتر إنهاء هجومه على طرابلس؛ لمنع التدخل الأجنبي، وتعزيز سلطة الدولة الشرعية، مؤكدة دعم سيادة ليبيا وسلامة أراضيها في مواجهة محاولات روسيا استغلال الصراع ضد إرادة الشعب الليبي.

تخطيط حفتر

حفتر حاول جاهدا البحث عن مناصرين له في حربه على العاصمة؛ لإدخال المدن الليبية في حربه الشخصية؛ سعيا منه للحصول على النفوذ والسلطة، كانت بدايته من غريان التي انتفضت عليه وطردته منها بعد معرفة نواياه لإدخال البلاد في حرب أهلية.

لكن الكانيات وهي ميليشيات من ترهونة جروا المدينة بجانب حرب حفتر بعد الاتفاق معه بعدم ملاحقتهم قانونيا إلى جرائم قاموا بارتكابها سابقا مع توفير الدعم المالي ووعدهم بالسلطة في حال السيطرة على مؤسسات العاصمة.

ورغم استعانته بالكانيات، لم يستطع حفتر التقدم والسيطرة على مواقع جديدة، وظل بين المراوحة والتقهقر؛ ما جعل حلفاءه الإقليميين يسعون إلى حل سياسي يخرجهم من المأزق الذي وضعهم فيه حفتر.

بدوره حفتر أصبح يبحث عن مخرج

بعد هذا الفشل العسكري، من خلال بياناته التي رحب فيها بالحل السياسي، وتصريح المبعوث الأممي بأن حفتر مستعد للحل السياسي؛ شرط الحصول على بعض المناصب. وفي سياق الحديث على ترهونة أكدت مصادر من مدينة ترهونة للرائد أن هناك امتعاضا كبيرا داخل المدينة؛ بسبب خيار حفتر المتراجع عن السيطرة على العاصمة.

مراقبون رأوا أن حجم المأزق الذي يعانيه حفتر جعله يتخلى عن مناصريه من ميليشيات ترهونة، ورأوا أن إيقاف حفتر للمعونات التي تصل إليها من المعدات العسكرية والذخيرة، إضافة إلى الرسائل الإعلامية المقصودة على قناة الحدث المملوكة لحفتر بفضح جرائم الكانيات وتاريخهم… كل هذه العوامل تصب في اتجاه تخلي حفتر عن ترهونة وتركها تواجه مصيرها بمفردها.

وبعد إعلان الناطق باسم حفتر أحمد المسماري بأن خسائرهم في الأرواح تجاوزت 7 آلاف قتيل بينهم كثير من أبناء ترهونة، وبعد اتجاه حفتر للرضوخ للحل السياسي وتخليه عن حلم السيطرة على العاصمة، يتساءل الكثير: هل يترك حفتر ترهونة وحدها خاصة بعد العصا الأمريكية؟

إيطاليا تطالب بمشاركة تونس في مؤتمر برلين

مستشفى تاورغاء يُجابه الليشمانيا بتدريب ممرضين لمكافحتها