in

الجنوب وأدب التهميش

طيلة الثماني سنوات الماضية كان الجنوب الليبي الحلقة الأضعف في المعادلة الليبية بكل أبعادها السياسية والتنموية والأمنية كما حافظ على كونه مضرب الأمثال في وصف أدق مفردات المعاناة والبؤس الواقف على عتبة المسغبة.

وهذه الصورة القاتمة ليست من نسيج خيال الروايات الأدبية التي تجسد تاريخ ما قبل الصناعة، ولا رواية “ناقة الله” التي أطلق فيها الروائي العالمي وابن الجنوب “إبراهيم الكوني” العنان لقلمه السيال في فنون الأدب ومجاز اللغة.

بل واقع يكتوي بناره مواطنون ليبيون يعشيون بصمت مطبق عشرات السنين بجانب ثاني أكبر حقول النفط في الشمال الأفريقي.

أين الخلل إذا؟ وما اللعنة التي حلت بهذا الجزء من ليبيا؟، لا بد أن نشير إلى المركزية الشديدة التي يتسم بها النظام في ليبيا على مر خمسة عقود.

حيث لم يكن هناك توزيع عادل حتى لمقرات الوزارات السيادية بشكل متساوٍ على الأقاليم الثلاثة في ليبيا حتى أن مرضا بسيطا يستلزم شد الرحال إلى خارج الجنوب، ناهيك عن انعدام البنية التحتية ومرافق حيوية مهمة.

أرجو أن لا يفهم من هذا أني اتكلم بشكل جهوي .. لكن هذه حقيقة مؤلمة ومتجذرة في ليبيا وتشبع بها عقل الحاكم الليبي، كما أن هذا أيضا لا يعني أن باقي الأقاليم تنافس اليابان في التطور الإداري والبنية التحتية والمؤسسات الحكومية الرشيدة.

بل إن مفهوم دولة المؤسسات لم يكن موجودا عمليا في ليبيا، وحل محله نظام بني فلان… وعلى سبيل المثال المجرب أن صاحب شهادة “جايك من طرف فلان” أكثر كفاءة وأحقية بالوظيفة من حامل شهادة دكتوراه في جامعة أوكسفورد – University of Oxford. ، وصاحب “وصية الحاج بوعجيلة” أفضل وأوفر حظا من خريج جامعة كامبريدج –University of Cambridge.

بل إن المؤسف والمحبط أن هذا النظام ومعياره العرفي ساري المفعول يصمد بكل شجاعة أمام التطور العلمي والمعرفي؛ نتيجة استقوائه بحاضنة شعبية ومجتمعية تجاوزتها حركة التاريخ وتبدل المعطيات وعلقت ضمن معضلة التخلف الحضاري.

لكن في المقابل هناك أمر آخر لا يمكن تجاهله يتعلق بسكان الجنوب أنفسهم لماذا ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا دائما عالة على الآخرين؟ ولماذا ينتظرن أن تأتيهم الجنة وهي طائعة ثم ينعمون بنعيهما دون مقابل، ودون حتى الحفاظ عليها كنعمة من الله؟ وهل يوجد في منطق العقل أن تختنق بدخان الآبار النفطية بينما تشتري لتر البنزين بأكثر من ثلاثة دنانير.

وذلك المنظر والزحام الشديد على قوافل الأطباء حين تبادر مشكورة بزيارة إحدى قرى الجنوب الريفية التي تشبه قرى لم تكتشف في أدغال أفريقيا في القرن السابع عشر.

لماذا مسؤولو الجنوب لا يشكلون أية معادلة في السياسية ولا طرفا يفرض نفسه في منطق الغاب الذي تدار به الدولة والشعب؟

ثم لماذا لا يرفضهم من انتخهبم؟ ويأتي بآخرين يتحملون مسؤولية ضمان حقوق من انتخبهم،هل يجوز أن ننتظر المجهول المعلوم؟، ألا يعلم سكان الجنوب ألا أحد ينظر أو يهمه ذرف الدموع وإن كانت من معدوم مكلوم مظلوم ومهضوم الحقوق؟ ثم متى كانت الحقوق تعطى منة وهبة دون كد وشد وجهد واجتهاد؟

بلدية زليتن توزع 450 حقيبة مدرسية على طلاب الأسر النازحة بالبلدية

عبدالرحمن الشاطر: لا جديد في إحاطة سلامة وهو يسوِّق لإعطاء السلطة لحفتر