in

قراءة مختصرة في البيان الصادر عن الحوار الأمني الأمريكي الليبي

منذ مجئ السفير الأمريكي الجديد ريتشارد نورلاند، كان هناك خطابا واضحا و متدرجا حول موقف الولايات المتحدة من الأزمة الليبية، الولايات المتحدة تدرك ماذا يحدث في ليبيا وليست غافلة، ولديها مؤسساتها وأجهزتها الاستخباراتية وأجهزتها الخاصة بالأمن القومي المعروفة.

كما أن الولايات المتحدة تدرك جيدا -أيضا- فشل الهجوم العسكري على طرابلس، ووصوله إلى طريق مسدود، وتداعياته إذا استمر. ربما قد لعبت التقارير الاستخباراتية والإعلامية والصحفية العالمية المتتالية الأخيرة عن التدخل الروسي في ليبيا عبر وكلائها “بما فيهم شركة واغنر” الذي يهدد باستمرار إطالة أمد الصراع، لعبت دورا في التعبير عن الموقف الأمريكي بشكل أوضح وأكثر صراحة الآن؛ للحد من هذا التدخل والحيلولة دون تفاقم الوضع الذي سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي الأمريكي عبر تهديد أمن واستقرار شركاء الولايات المتحدة من دول الجوار وفي المنطقة المجاورة للبحر المتوسط من جنوب أوروبا بالإضافة إلى خطورة ازدياد نشاط المجموعات الإرهابية وتجمعها خاصة في الجنوب الليبي.

البعض ينظر للتدخل الروسي غير المعلن في ليبيا على أنه نوع من “المشاكسة” لاستخدامه كـ”leverage” أو كتأثير إيجابي على ملفات أخرى ضد الولايات المتحدة وأوروبا مثل التواجد الروسي في شبه جزيرة القرم في أكرانيا، وفي سوريا التي قررت روسيا إنشاء قواعد عسكرية فيها، ولكن لا يمكن تجاهل مصالح روسيا النفطية والتجارية وامتيازاتها التي خسرتها في ليبيا بعد الإطاحة بالنظام السابق، ومحاولتها تعويض ما خسرته، وربما ستكون هذه من أحد أهم النقاط المعقدة على طاولة المناقشات والمفاوضات في مؤتمر برلين المرتقب واجتماعاته التحضيرية.

يبدو أن الولايات المتحدة جادة هذه المرة في لجم التدخل الروسي في شمال إفريقيا خاصة بعد تسرب أنباء عن توجيه رسالة تحذير وشديدة اللهجة للنظام المصري بالتخلي عن صفقة الطائرات الحربية التي تنوي مصر توقيعها مع روسيا بقيمة حوالي 2 مليار وربع دولار، وتهديدها لمصر بوقف المساعدات الأمريكية لو تم المضي في توقيع الصفقة.

مع كل ذلك، تدرك الولايات المتحدة أيضا -كغيرها من الدول-، أن الوضع في طرابلس ما قبل الحرب لا يمكن أن يستمر، وهذا ما يُتوقع من مخرجات مؤتمر برلين -لو تمكنت ألمانيا من عقده قريبا-، وعلى حكومة الوفاق استغلال هذا التقارب الأمني مع الجانب الأمريكي لبلورة برنامج للبدء في بناء المؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية بناء جاد وحقيقي يمكنها من حل واستيعاب أفراد المجموعات المسلحة بطريقة الترغيب والتدريب مع نوع من الترهيب لسد الذرائع على من يستخدم استمرار تواجد هذه المجموعات و”المليشيات” كتبرير لهجومه على طرابلس، متناسيا أن بيته أيضا من زجاج، وزجاج ليس بذلك السميك!.

نقطة أخيرة أثارت جدلا في البيان حاول البعض استخدامها بطريقة تضليلية لإبعاد الناس عن جوهر البيان، ألا وهي التسميات و”الاعترافات” (بين ظفرين) من عدمها، ولنترك الإجابة والتوضيح من كلام غسان سلامة من حوالي 3 أشهر، بنفسه!.

بيان الخارجية الأمريكية يحبط آمال حفتر في السيطرة على طرابلس

هل تساعد القهوة على علاج الصداع؟