in

بطباعة العملة والتعبئة العامة، حفتر يموّل حروبه دون مبالاة بمصير الاقتصاد

تزامنا مع التحسن الملحوظ الذي طرأ على الدينار الليبي أمام النقد الأجنبي في السوق الموازي، وهو ما من شأنه أن يرفع شيئا من المعاناة عن كاهل المواطن الليبي ـ يأتي حفتر ومصرفه الموازي ليعرقلا هذا التحسن بأفعال تعود بالسلب على الاقتصاد الليبي وتساهم في انهيار الدينار أمام العملات الأجنبية.

فبعد أن هبط الدولار في السوق الموازي إلى أقل من 4 دنانير تواردت الأنباء عن وصول عملة مطبوعة في روسيا إلى المصرف الموازي في البيضاء لتغذية حرب حفتر على طرابلس؛ مما قد يساهم في ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام الدينار الليبي مجددا.

طباعة عملة

فقد كشفت وكالة رويترز أن ما يقرب من 4.5 مليارات دينار ليبي من العملة المطبوعة في روسيا أرسلت إلى المركزي الموازي في البيضاء بين فبراير ويونيو الماضيين.

وأوضحت الوكالة أن بيانات جمركية روسية تؤكد أن 4 دفعات من فئتي 20 و 50 دينارا حصلت على موافقة جمركية من روسيا في فبراير ومارس ويونيو، قيمة كل دفعة نحو مليار دينار وأن قيمة أوراق النقد التي حصلت على موافقة جمركية في السنوات الثلاث الماضية بلغت 10 مليارات و805 ملايين دينار.

التعبئة العامة

حفتر الذي لم يكفه تغذية حروبه بطرق غير شرعية وتهديده الدينار الليبي بالانهيار بسبب تغذيته للحرب بطباعة عملة للمصرف الموازي ـ أصدر قرارا في أكتوبر الحالي بتشكيل الهيئة العامة للتعبئة التي من مهامها تسخير كافة موارد الدولة لما أسماه “المجهود الحربي”.

وأوضح مدير مكتبه عون الفرجاني أنهم سيضعون جميع موارد الدولة البشرية والمادية في خدمة المجهود الحربي، وستوضع المواصلات والاتصالات وجباية الكهرباء تحت سيطرتهم.

العدوان على طرابلس

وقبل طباعته للعملة وإعلانه التعبئة العامة ـ شن حفتر حربا على طرابلس في وقت كان ينتظر فيه الليبيون الملتقى الجامع في غدامس الذي علقوا عليه آمالهم لتحسين الوضع الاقتصادي والأمني بالبلاد، خاصة أن المؤتمر سينتج عنه توحيد المؤسسات المالية بالدولة.

وقد خلّفت هذه الحرب خسائر مادية جسيمة في ممتلكات المواطنين من منازل ومحال تجارية، بالإضافة إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة الذي يعدّ منفذا اقتصاديا مهما للدولة.

وكلف حفتر الدولة في حروبه السابقة ديونًا بنحو 35 مليار دينار، وفق ما نقلته وكالة رويترز، وقبل ذلك كشف تقرير لخبراء الأمم المتحدة سرقة ابنه صدام ما يوازي مليار دولار كانت موجودة في مصرف ليبيا المركزي ببنغازي.

وسعيا منه للوصول إلى السلطة يستمر حفتر في عبثه بمقدرات الدولة الليبية وزيادة المعاناة على عاتق المواطن، وهو الذي لم يكفِه نزوح 120 ألف مواطن من منازلهم ومقتل أكثر من 120 مدنيا، بينهم أطفال، لوقف حربه.

مبادرة المشري، هل تلقى آذانًا صاغية؟

السحلب وفوائده