in

مقابلة خاصة مع المتحدث باسم قوة مكافحة الإرهاب

المتحدث باسم قوة مكافحة الإرهاب العقيد عبدالباسط تيكة يقول في مقابلة خاصة مع الرائد إن فلول تنظيم الدولة لا زالت تتحرك في الأودية والجبال، وأن انشغال القوة حاليا في الدفاع عن العاصمة طرابلس ضد عدوان حفتر، لم يشغلها عن مراقبة تحركات التنظيم والقبض على عناصره.

وأعرب تيكة عن قلقه من عرقلة الطيران الحربي والمسير لحفتر الذي استهدف قوة حماية سرت في اليومين الماضيين وقوة مكافحة الإرهاب أثناء تجوالها في أودية سرت لملاحقة فلول تنظيم الدولة، معتبرا أن الخدمة التي يقدمها حفتر للتنظيم ليست عشوائية بل إنهما “وجهان لعملة واحدة”- وفق قوله

-قوة مكافحة الإرهاب تأسست لمهمة محددة، هي في حقيقتها مواصلة لدور سابق قامت به بقضائها على تنظيم الدولة في سرت، أين هذه القوة من مهامها بعد العدوان على طرابلس؟

الإرهاب، هذه المفردة المفزعة التي أرعبت العالم أجمع، وتعرضت ليبيا إلى كثير من ويلاته، وكانت أحد ضحاياه، ولاشك أنها واجهته بكل اقتدار وتحدّ، تمثلا في ملحمة البنيان المرصوص، ففي حقيقة الأمر قوة مكافحة الإرهاب لم تتأسس لغرض محدد ومدة محددة، بل إنها تأسست لمواجهة الإرهاب عملياً بكل أشكاله، وفقا للمعطيات والتحديات الواقعية، ونحن شريك حقيقي للعالم في مواجهة الإرهاب، رغم أن بعض دول العالم خذلت الليبيين ولم تقف إلى جانبهم في فرض الأمن والاستقرار، من خلال دعمها المتمرد والانقلابي “خليفة حفتر”.

-ما وجه التشابه والاختلاف بين ما يقوم به أتباع حفتر الآن في عدوانهم على طرابلس وما كانت يقوم به التنظيم في سرت الذي حاربتموه في 2016م؟

هما وجهان لعملة واحدة، فما قام به تنظيم الدولة وقتذاك كان من أجل إقامة حكمه القائم على التخلص من كل رافض له، وفي المواجهات معه ، رأينا كيف ينكل بالأسرى خلال المواجهات، وقطع رقابهم وسحلهم، الآن الأمر ذاته مع ميليشيات “حفتر” التي قطعت مئات الكيلومترات لترهيب الليبيين، تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وتأمين البلاد، فالليبيون الذين ذاقوا ويلات حكم ديكتاتوري لأربعة عقود لن يرضوا بخليفته، مهما كلفهم ذلك من ثمن باهض.

-كانت قوة مكافحة الإرهاب من أوائل القوى التي أوقفت حفتر وأتباعه قبل اقتحام طرابلس؛ استجابة لنداء النفير العاجل الذي أطلقه القائد الأعلى للجيش الليبي، هل تحدثنا عن تلك الأيام الأولى؟

قوة مكافحة الإرهاب من أوائل القوات التي واجهت العدوان على العاصمة طرابلس، وذلك بقواتنا المرابطة بالقرب من العاصمة لحمايتها، وقد أثبت المنضوون تحت لواء هذه القوة قدراتهم الكبيرة واحترافيتهم العالية في مقارعة “إرهاب حفتر” وعدوانه الغادر الغاشم، فكانت من أوائل من استجابوا لإعلان حالة النفير، ونداء القائد الأعلى للجيش الليبي، وهي حتى يومنا هذا تتواجد وتشارك قوة الجيش الليبي والقوات المساندة في التصدي لـ “إرهاب حفتر”، إضافة إلى مشاركتها في المواجهات الميدانية ضد العدوان، لا تزال بالتعاون مع الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بمهامها في تتبع البؤر الإرهابية في ليبيا، وملاحقة الإرهابيين فيما بعد والقبض عليهم، وخلال الشهرين الماضيين تمكنا من القبض على أربعة إرهابيين، وأحلناهم فيما بعد إلى الجهات المختصة.

-كيف تطورت المواجهات بعد ذلك؟

أفراد القوة وأبطالها، استطاعوا التعرف على قدرات وخطط الميليشيات الغازية، والتعامل معها وفق تحركاتها، بل إن قواتنا خلال الأيام الأولى للمعارك، وفي أكثر من مرة استبقت هجمات متوقعة للانقلابيين، وتمكنت من وأدها في مهدها، وقبضت على عدد من المقاتلين والمرتزقة، وغنمت أسلحتهم وآلياتهم.

-بعيدًا عن معارك اليوم، كيف سيكون مستقبل قوة مكافحة الإرهاب من حيث تشكيلاتها، وأعدادها، وتسليحها، وانتشارها على التراب الليبي؟

قوتنا مستمرة بكل ما أوتيت من قوة في مواجهة الإرهاب، إذ أننا نعمل في مسارين اثنين هما، بناء القدرات البشرية من خلال التدريب بالتعاون مع شركائنا، وملاحقة الإرهاب والإرهابيين أينما كانوا، فنحن كقوة لدينا استراتيجية كاملة، وساعون في توسعة القوة لتكون “جهاز مكافحة الإرهاب” معني بمواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وتجفيف منابعه.

-ما الذي تنتظرونه من دعم من الدولة الليبية خاصة للعنصر البشري من تدريب ورفع كفاءة وتسليح تقني إلخ؟

كما أسلفت، فنحن في القوة نُرّكز على بناء القدرات البشرية من خلال التدريب بالتعاون مع شركائنا الدوليين، أما فيما يتعلق بدعم الدولة الليبية فهو ضعيف إلى حد ما، وننتظر تقديم الدعم الأكبر لا سيما في جانب تقديم الدعم اللوجستي الذي يسهم في نجاح القوة لأداء مهامها كاملة.

-خضتم عمليات عسكرية ضد أعتى تنظيم إرهابي على وجه الأرض في مدينة سرت، واستطعتم أن تحرروا الإنسان قبل الأرض، فهل كان دور الدعم الدولي في المعركة حاسما؟

الدور الحاسم كان ولا يزال وسيظل ليبياً، فلولا وجود قواتنا على الأرض، لما استطاع الدعم الدولي الممثل في الإسناد الجوي القضاء على التنظيم، وقد دفع الليبيون في معركة القضاء على تنظيم الدولة في سرت ثمناً باهضاً لا يعرفه الليبيون فحسب، بل بات معروفاً للعالم أجمع.

-بقايا تنظيم الدولة لا تزال تنتشر في صحراء وجبال وأودية سرت، هل تملكون معلومات عن تحركات التنظيم، وماذا عن التعاون مع القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا” الإفريكوم” في ذلك؟

نحن نراقب تحركات فلول تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وتُساعدنا في ذلك القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا” الأفريكوم”، لكن ما قام به طيران حربي تابع وداعم لخليفة حفتر خلال الأيام الماضية من قصفٍ لتجمعات وغرفة عمليات “قوة حماية سرت” المشكلة من قوات عملية البنيان المرصوص، يُعيق دورنا وتحركاتنا في تتبع الفلول الهاربة.

-هل يمكن القول إن المعركة ضد بقايا تنظيم الدولة اليوم هي معركة استخباراتية، لا سيما أن بقايا التنظيم تتخفى في مناطق صعبة جغرافيا؟

المعركة شاملة ضد الإرهاب، أما جمع المعلومات والاستخبارات فهو جزء من المعركة.

-قبضتم على عدد من فلول التنظيم الإرهابي متخفية في بعض مناطق سرت وضواحيها، هل من قُبِض عليهم كانوا يشكلون خطرا؟

كل من يقبض عليه يشكل خطراً على ليبيا والعالم أجمع، ولو لم يشكل خطراً لما انتسب للتنظيم، وشارك في عملياته الإرهابية.

-الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في تقرير له إن عدد المقاتلين في صفوف التنظيم في ليبيا يتراوح بين 500- 700 ‪مقاتل بين ليبيين ورعايا أجانب هل يمتلك التنظيم اليوم هذا العدد بالفعل؟

الأمم المتحدة تتحدث عن توقعات، فالواقع يشير إلى أن العدد أقل من ذلك، إذ أن هناك ذئابا منفردة يتم اصطيادها بعد ورود معلومات بشأنها، وليبيا قادرة بالفعل على ملاحقة تلك الذئاب، ما يعيقنا فقط هو القصف الجوي لطيران تابع وداعم لخليفة حفتر على تجمعات قوة سرت المحاربة للإرهاب والمطاردة له.

-هناك من يقول بأن تنظيم الدولة أتى ليبيا وجمع قواته فيها من خلال حدود ليبيا المفتوحة وغير المؤمنة، ما مدى منطقية ذلك بالنسبة لكم؟

لولا الحدود المفتوحة والمستباحة وغير المؤمنة لما نشطت حركة الجماعات الإرهابية، وتسللت إلى ليبيا، ونفذت عملياتها، ونحن نعول على دور رئاسة أركان حرس الحدود التابعة لرئاسة الأركان العامد للجيش الليبي في تأمين الحدود، بالتعاون مع الدول الأوروبية التي ينتظر منها تقديم الدعم والإمكانيات اللازمة والإيفاء بوعودها في تأمين حدود ليبيا.

الإمارات تقصف بالطيران منشآت مدنية ليبية انتقاما لمقتل جنودها في الجفرة

قرار للرئاسي بتعيين سفراء جدد يضع تساؤلات عن توقيت القرار وآلية الاختيار