in

هل سيتغلب صوت العقل في ترهونة على تحريض الفاندي؟

في ضربة موجعة جديدة تلقتها عناصر حفتر، أعلنت قوات الجيش الليبي مقتل قادة ميليشيا الكاني بعد استهداف سيارتهم في أحد المعسكرات في المدينة.

عقب هذا الخبر حاول بعض أهالي ترهونة التعبير على رغبتهم في الاستماع إلى صوت العقل وحقن دماء أبناء المدينة، إلا أن قادة عناصر حفتر بالمدينة أسكتوا هذه الأصوات بالقتل والتهجير، فقتلوا عائلة من 5 أفراد، وقاموا بتصفية عددا من الأسرى.

وبعد مضي ليلة مقتل الكاني في ترهونة وسط مشهد مربك شهدته المدينة؛ استمر رئيس أعيان ترهونة صالح الفاندي بتحريض أبناء المدينة على القتال ومزيد من المشاركة في عدوان حفتر على طرابلس، لكنه فشل وبقت الأمور كما هي عليه، ولم يستجب أهالي ترهونة إلى نداءات الفاندي؛ مما كشف أن المدينة بدأ يسود عليها صوت العقلاني الذي يصطدم مع صوت الرصاص الذي يريده الفاندي ومليشيا الكاني.

السعي للحوار

مصدر من أعيان ومشايخ ترهونة أكد أن المدينة تشهد حالة من الارتباك والفوضى، وأن الأهالي سئموا من الحرب والقتل التي جرتهم إليه مليشيا الكاني.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح للرائد أنهم يسعون إلى تحييد المدينة وتغليب صوت العقل، مشددا على أن الصراع الحالي لا يمكن أن يحل إلا بلغة العقل والتحاور بين أبناء الوطن الواحد.

الفاندي لا يمثل ترهونة

من جانبه استنكر الناطق باسم قوة حماية ترهونة يوسف المعمري تصريحات رئيس مشايخ وأعيان ترهونة صالح الفاندي مؤكدا أنها تصريحات لامسؤولة ووصفها بـ”البائسة”، والتي تظهر مستوى الهزيمة الذي وصلت له “المجموعات الضالة التي تسيطر على المدينة وقرارها”.

وقال المعمري في تصريح سابق للرائد أنه كان الأحرى بالفاندي أن ينصح الشباب بالتوقف عن الحرب وكف عدوانهم عن جيرانهم وأن يدعو للمصالحة والسلام حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي مرة أخرى.

وأشار المعمري إلى أن الفاندي لا يقاتل أي من أبنائه في هذه المحاور، ولا يزاحمون من غرر بهم أمثاله في ميادين القتال، وهو يدعو شباب ترهونة للفناء على أسوار طرابلس، لافتا أن ترهونة لها تاريخ عظيم وليس مثل هذه الشخصيات المحرضة ممن ضيعوا شبابها وأفسدوا أمنها.

الرئاسي يدين

اما المجلس الرئاسي فقد أدان بأقسى ما وصفه بـ “سلسلة الجرائم البشعة” في حق أهالي ترهونة من قبل عصابات إجرامية تابعة لما يعرف بـ “عملية الكرامة” التي قامت بتصفية العشرات الأهالي في المدينة فجر اليوم.

وأكد المجلس، أن هذه الأعمال المروعة التي قامت بها عناصر “الكرامة الإجرامية” لا يرتكبها إلا عتاة الإجرام المتجردين من القيم الدينية والإنسانية، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الإجرامية التي قامت بها هذه العناصر في حق الأهالي بترهونة لن تمر دون قصاص.

وطالب المجلس المجتمع الدولي ولجنة العقوبات الدولية باتخاذ موقف حازم تجاه هذه الجرائم المروعة التي تصل لمرتبة الإبادة الجماعية، داعيا البعثة الأممية إلى إجراء تحقيق عاجل والعمل الفوري على وقف هذه الانتهاكات.

وفي ظل ما تسعى إليه مليشيات الكاني المتحالفة مع حفتر من إسكات صوات العقل في ترهونة تواصل قوات الجيش تضيق الخناق على المدينة لتحريرها من قبضة من وصفوا بالمجرمين الذين ادخلوا ترهونة في حرب لا ناقة فيها وجمل.

صوان: حفتر يريد عودة داعش إلى سرت “تعويضا لهزيمته التي مُني بها”

درنة وبنغازي وسرت .. كيف أسهم حفتر في بقاء تنظيم الدولة في ليبيا؟