in

تقلبات الفاندي خلال 9 أشهر بين التعهد بالمصالحة والتحريض على القتال؟

أثناء الهجوم الثاني لــ “ميليشيا الكانيات” على العاصمة طرابلس، حاولت الجهات المسؤولة المتمثلة في المنطقة العسكرية طرابلس، مخاطبة صوت العقل في مدينة ترهونة لرد العدوان وسحب المقاتلين، قبل أن ترد على الهجوم بشكل قد يُكلف كافة الأطراف الكثير من الأرواح.

تحفظ الجهات الرسمية لم يدم طويلاً بعد أن تبين لهم بأن “الكانيات” مستمرين في محاولة اقتحامهم للعاصمة بحجة ظاهرها “إنقاذ الوطن” وباطنها “تسليمها لحفتر وعسكرة الدولة”.

اتفاق أغسطس 2018

بعد أن تولت القوات الرسمية مهمة الدفاع على العاصمة وصد أي عدوان عليها، لجأ مايعرف برئيس مشائخ وأعيان ترهونة صالح الفاندي أخيراً لصوت العقل منادياً بضرورة وقف إطلاق النار وإبعاد المدينة عن حرب لا رابح فيها.

الفاندي وبعد أن رأى بأن قوات حكومة الوفاق باتت قاب قوسين أو أدنى فرض صوت العقل وقرر رفقة أعيان المدن المجاورة وبعض المشائخ من العاصمة إنشاء معاهدة سلام بين كافة الأطراف بالإضافة لتسليم كافة البوابات الرئيسية للمدينة لمديرية أمن طرابلس وعودة كافة القوات لتمركزاتها السابقة.

أبريل 2019

في الرابع من أبريل وقبل حوار غدامس بأيام قرر حفتر ضرب كل السبل السياسية بعرض الحائط معلناً نفسه قائداً جديداً للوطن وسيحرر العاصمة مما دعاه “الإرهاب” واختار من الشعارات ما اختار لتبرير هجومه.

بعد قرار حفتر، نكث مسرعاً شيخ المشائخ ورئيس أعيان ترهونة صالح الفاندي بالعهد الذي قطعه مع باقي مشائخ طرابلس والمدن المجاورة معلناً انضمام ميدنته للعدوان على الآمنين في العاصمة وهو الذي قال قبل عدة أشهر ان أي هجوم يستهدف عاصمة الليبيين ستقف له ترهونة بالمرصاد.

سبتمبتر 2019

بعد 5 أشهر على بدء المعارك جنوب طرابلس وفشل حفتر في بسيط سيطرته حتى على المدن التي سيطر عليها في بداية أبريل، اتضح للفاندي أن العملية العسكرية التي أعطي لها الضوء الأخضر من السعودية ومولتها الإمارات لا يعول عليها.

بعد اكتشاف الفاندي أن ما كان مخطط له لم يسر كما تشتهى سفنه، خرج متهماً حكومة الوفاق بتنفيذ مؤامرة على مدينة ترهونة بسبب دعمها للجيش، تصريحات تحمل الكثير من المغالطات، فحتى هذه اللحظة مستمرة حكومة الوفاق ومجلسها الرئاسي في تنفيذ التزاماتها اتجاه المواطنين داخل ترهونة وتقديم الخدمات الأساسية لهم كـ “البنزين والكهرباء والمياه ومرتبات الموظفين”.

تصريحات الفاندي لم تأت جزافاً أو على الأقل هذا ما أظهره هو من خلال تقلباته، خصوصاً بعد سيطرة الجيش الليبي على كثير من المناطق التي كانت بحوزة عناصر حفتر، أراد بهذه التصريحات أن يرفع الحرج على نفسه ربما أو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سيما بعد مقتل “محسن الكاني” وآمر ما يُعرف باللواء التاسع والتي كان يعول عليها حفتر كثيراً باعتبارها قوته الرئيسية في المنطقة الغربية لاقتحام طرابلس.

الهيئة البرقاوية ومكونات الزنتان تطالبان الرئاسي ببسط سيطرته على البلاد كاملة

قوة حماية ترهونة تستنكر تصريحات الفاندي وتصفها باللامسؤولة