in

من أبوظبي…المسماري يستعرض نتائج العدوان المشترك على طرابلس

لا يخفى على الجميع أن خليفة حفتر يتلقى دعما عسكريا ولوجستيا في حربه على العاصمة طرابلس من الإمارات وغيرها من الدول المعروفة لدى الجميع.

لكن خروج الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري في مؤتمر صحفي من العاصمة الإماراتية أبوظبي بالزي العسكري متحدثا عن آخر تطورات عدوانهم على طرابلس قد كشف عن بلوغ التدخل الإماراتي ذروته فلا نكران بعد اليوم.

ويبدو أن تلقي عناصر حفتر ضربات موجعة من قوات الجيش الليبي أمس على أرض الواقع والسيطرة على عدة مواقع مهمة ـ لم يبق لحفتر إلا الاستنجاد بداعميه ومحركيه لينقذوه من مستنقع الهزيمة على أسوار طرابلس.

إعلان سافر

الكاتب الصحفي عبد الله الكبير قال، إن الدلالة الرئيسية لمؤتمر أحمد المسماري هو إعلان أبوظبي بشكل سافر وقوفها خلف العدوان على طرابلس، واستمرارها في دعمه ورفضها لأي مبادرات إقليمية أو دولية والبحث عن حل سياسي.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن أبوظبي لا ترى مستقبلا لليبيا والبلدان العربية إلا في ظل حكم شمولي جديد يستأنف الانحطاط العربي والتخلف بعيدا عن أي أمل في تحول ديمقراطي يطور المنطقة لكي لا تهدد عروشهم الواهنة.

وأشار الكبير إلى أن عقد المسماري مؤتمره الصحفي من أبوظبي يوضح استخفافه بمؤيديهم الذين سيكون دفاعهم عن “جيشهم الوطني” مثيرا للضحك.

شركاء في العدوان

الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد رأى أن المجلس الرئاسي مطالب الآن باتخاذ إجراءات واضحة حول من يدعم حفتر وقواته، وينبغي اعتباره شريكا في العدوان على طرابلس، وليس منحازا فقط.

وقال أبوزيد، في تصريح للرائد، إن استقبال الإمارات للمسماري واحتضانه دليل واضح على مدى انحيازها ودعمها لحفتر، مؤكدا أن التصعيد الدبلوماسي بات ضروريا، وأن خروجه من أبوظبي لا يمكن اعتباره إلا إعلانا صريحا وواضحا من الإمارات لحقيقة موقفها ونواياها تجاه ليبيا.

وأضاف أبوزيد، أن التصعيد مع الإمارات ورفع مذكرة احتجاج لمجلس الأمن بالخصوص مهم، والسياق الدولي العام مناسب له، خاصةً أن الإمارات تنتهج سلوكا مشابها في اليمن ويمكن زيادة الضغط عليها دولياً.

انتقال الملف إلى الإمارات

ورأى الصحفي المصري المهتم بالشأن الليبي علاء فاروق، من جهته، أن ظهور المسماري يعني أن الإمارات هي من تولت رسميا ملف حفتر نيابة عن مصر والسعودية اللتين تتعرضان لضغوط دولية خاصة من إدارة ترامب.

وقال فاروق، في تصريح للرائد، إن الرسالة من ذلك هي التأكيد على أن معسكر حفتر ما زال له داعمون إقليميون، وأنهم مصرون على استكمال مشروعه العسكري، وآخره العدوان على طرابلس؛ مما يؤكد فعليا أن أبوظبي هي من تخطط وتنفذ الضربات الجوية وتستمر في إمداد حفتر بالسلاح، في تحدٍّ واضح لقرار مجلس الأمن بحظر تسليح ليبيا.

فكيف يرضى قادة ما يسمونه “الجيش الوطني” أن يكونوا مجرد مقاولين وأداة لدولة أجنبية تستعملهم لتمرير أجندتها في بلادهم وقتل إخوانهم من أجل نزوات وأطماع حكام دول أخرى.

الأعلى للدولة: ظهور المسماري من أبوظبي شاهد آخر على سلوكها السياسي المشين

سياسيون: ظهور المسماري من أبوظبي يثبت تورط الإمارات في سفك دماء الليبيين