in

الرئاسي يستنكر تدخل الإمارات في ليبيا… ومراقبون: “الاستنكار غير كافٍ”

في خطوة هي الأولى من نوعها يسمي المجلس الرئاسي الإمارات في بيان صادر عنه، ويستنكر تدخلها في الشأن الليبي، ويصف هذا التدخل بـ “الموقف العدائي” من هذه الدولة بعد أن جعلت من عاصمتها أبوظبي منصة إعلامية للمليشيات المعتدية على العاصمة طرابلس بعد أن سمحت للمساري بعقد مؤتمر صحفي من أبوظبي.

وأوضح المجلس أن الإمارات سمحت للناطق باسم عناصر حفتر “أحمد المسماري” بإقامة مؤتمر صحفي من وسط أبوظبي حمل الكثير من”الافتراءات والمفردات التي تنمّ عن الكراهية والتحريض على سفك دماء الليبيين”، معتبرا هذا الموقف إشارة إلى الاستمرار في ارتكاب الانتهاكات وجرائم الحرب، بالإضافة لدعم الانقلابيين وخرق قرارات مجلس الأمن.

بيانٌ لامتصاص الغضب

الكاتب والصحفي، عبدالسلام جويد، قال إن بيان الرئاسي كان فقط للاستهلاك الإعلامي وامتصاص الغضب المحلي؛ ما لم يتبع بخطوات دبلوماسية وإجراءات قانونية؛ كالتهديد بقطع العلاقات ومخاطبة الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكذلك جامعة الدول العربية.

وأضاف جويد على حسابه الرسمي بـ “فيسبوك” على الرئاسي رفع الأمر لمحكمة العدل الدولية؛ لعدم التزام الإمارات بميثاق الأمم المتحدة، ومبدأ عدم جواز التدخل في شؤون الدول في إطار القانون الدولي والإنساني، إضافة إلى مخالفتها لقررات مجلس الأمن، وفي مقدمتها القرار رقم 2259.

خطوة متأخرة

أما الكاتب والصحفي، محمد الشكري، فاعتبر تسمية المجلس الرئاسي هذه المرة الإمارات بالاسم خطوة جيدة، وإن جاءت متأخرة.

واستطرد الشكري في تصريح للرائد، بأن هذه الخطوة ليست كافية، فبيانات الاستنكار لا تكفي لإيقاف الدعم الإماراتي لحفتر، ويجب أن تتلوها خطوات ملموسة من الرئاسي كرفع دعاوى قضائية على هذا التدخل باعتبار أن الصراع، ليبي ليبي، فما شأن الإمارات به؟ وأضاف الشكري، أن على الرئاسي مخاطبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات تمنع هذا التدخل الإماراتي في ليبيا؛ لأنه كما هو معروف فإن ليبيا عليها حظر توريد أسلحة، والإمارات تمد حفتر بها، وهذا القرار يُسهل للرئاسي إدانة الإمارات بحجج قانونية.

غير مرضي

في المقابل وجه المحامي والمحلل، فيصل الشريف، حديثه لمن أعجبهم بيان الرئاسي، فقال “إن أبو ظبي باستقبالها المسماري تعلن صراحة عن تبنيها العدوان على العاصمة، والإحاطة الأخيرة لسلامة أغضبت ابن زايد وسامح شكري”.

ووجه الشريف في صفحته الشخصية، خطابه للمجلس الرئاسي: “ياراجل والله الي عنده رجال يهبون أرواحهم دفاعًا عن قضية وطنية بهكذا جسارة يفترض يفنص ويشخط ويرفع عقيرته مش يدفوا فيه دف بيش يشجب ويستنكر!!!”.

رفع للملام فقط

واختصر المحلل السياسي، محمد فؤاد في منشور له في صفحته الشخصية موقف المجلس الرئاسي بقوله “بيان المجلس الرئاسى موجه ضد من وإلى من .. وإلا رفع ملام وخلاص ؟!”

من يشارك حفتر شريك في العدوان؟

من جانبه الكاتب والمحلل السياسي علي أبوزيد رأى أن المجلس الرئاسي مطالب الآن باتخاذ إجراءات واضحة حول من يدعم حفتر وقواته، وينبغي اعتباره شريكا في العدوان على طرابلس، وليس منحازا فقط.

وقال أبوزيد، في تصريح للرائد، إن استقبال الإمارات للمسماري واحتضانه دليل واضح على مدى انحيازها ودعمها لحفتر، مؤكدا أن التصعيد الدبلوماسي بات ضروريا، وأن خروجه من أبوظبي لا يمكن اعتباره إلا إعلانا صريحا وواضحا من الإمارات لحقيقة موقفها ونواياها تجاه ليبيا.

وأضاف أبوزيد، أن التصعيد مع الإمارات ورفع مذكرة احتجاج لمجلس الأمن بالخصوص مهم، والسياق الدولي العام مناسب له، خاصةً أن الإمارات تنتهج سلوكا مشابها في اليمن ويمكن زيادة الضغط عليها دولياً.

وهكذا يعودنا الرئاسي دائماً على بيانات يغلب عليها استجداء المواقف، وبهذه المواقف الضعيفة منه لن يُحسب له حساب ولا وزن عند الدول المعتدية على طرابلس أو الدول التي تشارك العدوان.

الـ”إندبندنت”: الاستحواذ على ممتلكات الناس وبيع النفط والخردة هي مصادر تمويل حفتر

الطب الميداني يدين استهداف سيارة إسعاف بمنطقة عين زارة