in

إدانات مباشرة لحفتر بعد قصفه معيتيقة، والبعثة ما تزال تتحفظ عن ذكر اسمه

لا يزال حفتر ينتهج سياسة ترويع وتخويف المدنيين العُزّل حتى يوهمَ مناصرية وداعميه أنه حقق انتصارات عسكرية، فمنذ عدوانه على طرابلس في أبريل المنصرم حطم الجيش الليبي أحلام حفتر وعناصره على أسوار العاصمة، واستنزف قدراته العسكرية وأجبره على التراجع والتقهقر؛ فلجأ إلى أسلوب القصف العشوائي، وكان للمدنيين الحصة الأكبر من هذا القصف.

واستمر حفتر في قصف مطار معيتيقة بالتزامن مع وصول رحلات حجاج بيت الله الحرام، وكان آخرها أمس عندما استهدفت عناصره المطار بالتزامن مع وصول فوج من الحجاج ليخلّف إصابات بشرية بينهم، ويلحق أضرارا مادية بطائرة الخطوط الجوية الليبية “أيرباص A330” وصالات الانتظار والمهبط، وسيارات المواطنين داخل المطار.

هذا القصف الذي أكد مراقبون أنه جريمة حرب تضاف إلى سجل حفتر الحافل بالجرائم ـ أثار ردود فعل واسعة ومطالبات للمجتمع الدولي بإدانة هذا العمل وتحمّل مسؤوليته تجاه المدنيين وتقديم مرتكبه للقضاء، لكن البعثة الأممية لا تزال تصر على إدانة القصف المتكرر دون ذكر اسم حفتر بالرغم من اعترافها سابقا بأن الصواريخ التي استهدفت معيتيقة انطلقت من جنوب طرابلس.

عمل إرهابي

المجلس الرئاسي بدروه وصف القصف بالعمل الإرهابي المجرد من الإنسانية، مشيرا إلى أن عددا من الحجاج، بينهم أطفال، أصيبوا إثر قصف عناصر حفتر لمطار معيتيقة.

وحمّل الرئاسي المسؤولية كاملة للبعثة الأممية وطالبها بإظهار الحقيقة الكاملة لمجلس الأمن، والإيفاء بالتزاماتها باتخاذ إجراءات رادعة لوقف الاعتداءات المتكررة على مطار معيتيقة، داعيا إياها للانحياز للعدالة، وعدم الاكتفاء ببيان لتطييب خواطر المتضررين، وفق البيان.

وعدّ المجلس القصف انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، واضعًا المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه حماية المدنيين، مشيرا إلى أن استهداف المطارات المدنية والطائرات جريمة حرب مكتملة الأركان، وفق وصفه.

جريمة حرب مكتملة الأركان

وأكد رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان أن قصف المطار وإصابة الحجيج جريمة حرب مكتملة الأركان، وأن استمرار سكوت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم ينذر بفوضى تهدد المنطقة كلها.

واستنكر صوان، على صفحته الرسمية، الاعتداءات المتكررة لعناصر حفتر على المرافق المدنية.

البعثة: سنحيل الأمر لمجلس الأمن

أما بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فأدانت بعد ساعات قليلة من الاعتداء على مطار معيتيقة، مطالبة بالوقف الفوري للهجمات على المرافق الحيوية والمدنية، مؤكدة أنها وثقت القصف، وستحيله إلى محكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن؛ لمحاسبة من يقف وراء هذه الهجمات.

وأكدت، في بيان لها، أنها تثبتت من إصابة موقف السيارات بالمطار بثلاثة صواريخ، ومدرج الطائرات بصاروخ آخر، مما أسفر عن وقوع أضرار في الطائرة التي كانت قد أوصلت عشرات الحجاج العائدين من أداء فريضة الحج، كما جُرح اثنان من طاقم الطائرة على الأقل أثناء إسراعهما لمغادرتها. وقالت البعثة، إن هذه هي المرة السابعة منذ أواخر أغسطس الماضي، التي يتعرض فيها مطار معيتيقة للقصف العشوائي “الوحشي” الذي يهدف لخلق الذعر والفوضى وتعطيل الرحلات في المطار الوحيد العامل في العاصمة، حسب البعثة.

تحميل المسؤولية للبعثة مجلس النواب بطرابلس أدان استهداف عناصر حفتر لمطار معيتيقة، وحجاج بيت الله الحرام، محمّلا بعثة الأمم المتحدة مسؤولية إيصال الصور الكاملة لمجلس الأمن بوضوح لا لبس فيه.

وطالب النواب، في بيان له، المجتمعَ الدولي بجميع هيئاته ومؤسساته بأن يكون على قدر مسؤوليته في حماية المدنيين، ومجلسَ الأمن باتخاذ الإجراءات الفورية الرادعة؛ لوقف الاعتداءات الإجرامية الممنهجة من قبل حفتر وداعميه على الليبيين.

السراج يبحث مع لجنة الأزمة آخر المستجدات

الجزائر تؤكد دعمها لاستقرار ليبيا عبر الحوار