in

مقابلة خاصة مع مدير مركز مصراتة الطبي

في مقابلة خاصة مع الرائد أفاد مدير مركز مصراتة الطبي الدكتور خالد بعيو أن المركز استقبل 420 جريحا من قوات الجيش الليبي، مشيرا إلى أن تعاقد وزارة الصحة مع المستشفيات الخاصة جعل الجرحى يتجهون إلى هذه المستشفيات ما تسبب في عزوف الجرحى في عملية بركان الغضب من تلقى العلاج بالمركز.

-لو أطلعتنا بداية عن جهود المركز خلال عملية بركان الغضب، عدد الجرحى الذين استقبلهم، وكذلك عدد العمليات الجراحية التي أجريت للجرحى؟

دور مركز مصراتة الطبي أو مستشفى مصراتة المركزي سابقاً معروف، فهو من يستقبل جرحى العمليات العسكرية منذ العام 2011م.

فمع بداية “عملية بركان الغضب” أعلنا حالة النفير، واتخذنا قراراً بوقف العمليات المبرمجة بالمركز، وآخر بإيقاف الإجازات لجميع العاملين بالمركز -إلا الطارئة- فقط.

ففي عملية “بركان الغضب” الأمر اختلف؛ بسبب تعاقد وزارة الصحة مع عدد من المستشفيات والمصحات الخاصة؛ لاستقبال جرحى العملية، وهذا ما جعل عدد الجرحى الذين وصلوا لمركز مصراتة الطبي قليلا جداً، فهو لم يتجاوز 420 جريحاً بينهم من أتمّ علاجه فعاد لبيته، ومنهم من تم إيواءه، ومنهم من أجريت له عملية جراحية.

والعمليات الجراحية غالباً إما أجريت بالمستشفيات الخاصة التي تعاقدت معها الوزارة أو في “المستشفى الميداني تاجوراء” الذي تشكل الأطقم الطبية والطبية المساعدة بمركز مصراتة الطبي 95% منه.

-أشرت إلى اتخاذكم قراراً بإيقاف العمليات المبرمجة، هل لا يزال القرار ساريا؟

حقيقة إيقافنا للعمليات كان لاعتقادنا أن جميع جرحى عملية “بركان الغضب” سيتم نقلهم لتلقي العلاج داخل مركز مصراتة الطبي، وبعد شهر ونصف من صدور قرار وزارة الصحة المتضمن تعاقدها مع المستشفيات الخاصة ؛ استأنفنا إجراء العمليات المبرمجة بالمركز؛ مراعاة لأهالي المدينة، وعدم ظلمهم، وتكبيدهم تكاليف إضافية، تكمن في إجراء تلك العمليات المبرمجة في المستشفيات الخاصة

-وزارة الصحة في مقابل دعمها للمستشفيات العامة وتخصيصها الميزانيات التسييرية، تعاقدت مع القطاع الخاص في استقبال الجرحى والمصابين، هل المستشفيات العامة غير قادرة أم ماذا؟

لا أعتقد، ولا أعرف خلفيات قرار وزارة الصحة، لكن كما أسلفت بالإشارة إلى دور المركز في السابق باستقبال حالات الجرحى والمصابين وتقديم الخدمات الممتازة وفق إمكانياته، ولكن ما يهمنا أولاً وأخيراً هو راحة الجريح والمصاب.

-تعاني المراكز الصحية والطبية نقصاً تمريضياً حادًا وواضحاً بعد مغادرة التمريض الأجنبي، كيف عالجتم نقص التمريض داخل المركز، أم أنكم تعولون على معهد التمريض التابع لكم في سد العجز؟

بالفعل نقص التمريض يعتبر مشكلة كبيرة في كل المستشفيات في ليبيا، من بينها مركز مصراتة الطبي، والسبب هو نقص العناصر الوطنية، إضافةً لمغادرة العناصر الأجنبية التي اضطرت لذلك؛ لغياب الأمن وعدم إجراء التحويلات لهم بسعر الدولار في المصرف المركزي.

وفي الحقيقة، جُل التمريض الذي يعمل بمركز مصراتة الطبي هم من المسعفين والمسعفات الذين تلقوا دورات تدريبية تكوينية، لكن ما يطمئننا أن معهد التمريض التابع للمركز سيخرّج أول دفعة خلال الشهر الجاري، تضم 52 ممرضاً وممرضة، وهم من الكفاءات وقد أثبثوا جدارتهم، حتى أن بعضاً منهم بدأ يعول عليه داخل المركز، إضافة إلى ذلك فنحن بصدد التعاقد مع 40 ممرضاً من دولة السودان، الذين اشترطنا في التعاقد معهم أن يكونوا تمريض تخصصي، وأن تكون أعمارهم صغيرة.

-لكن ألا تتخوفون من ذهاب الممرضين الذين سيتم تخريجهم في الدفعة الأولى للعمل بالمستشفيات الخاصة؟

من سيتخرجون من المعهد، اشترطنا عليهم العمل بالمركز لفترة معينة.

-ماذا عن أبرز احتياجاتكم اليوم، وهل قدمت لكم حكومة الوفاق أي دعم؟

من أولى احتياجاتنا هو توفر التمريض بالشكل الكافي، ووزارة الصحة بإمكانها إيجاد الحلول لذلك، وللأسف نحن أصبحنا أمام مشكلة عزوف العناصر التمريضية الوطنية التي أصبحت تُفضّل العمل بالمراكز الصحية والمستوصفات بنفس المرتب وساعات عمل أقل.

أما عن دعم الحكومة، فنحن لم نتحصل على الدعم بالشكل المطلوب، كما أننا نحتاج إلى سيولة؛ لمعالجة عديد المختنقات داخل المركز، وللأسف حتى الآن لم نتحصل على ميزانية الطوارئ، صرفت لنا ميزانية العام الأول (المرتبات) 32 مليون من أصل 41 مليون طالبنا بها، أما الباب الثاني الذي من المفترض صرفه كل أربع أشهر بمبلغ إجمالي 4 ملايين، نحن الآن في الشهر الثامن ولم تصرف لنا سوى 4 ملايين فقط.

وبصراحة نحن نطالب وزارة الصحة بإيلاء مركز مصراتة الطبي أهمية ومكانة توازي الجهد الذي يقدمه المركز في علاج المرضى من مختلف مناطق ليبيا دون استثناء.

-ماذا بشأن أعمال صيانة المركز، إلى أين وصلت، ومتى ستنتهي؟

صيانة المركز أمر يخص أهالي مصراتة جميعاً، وقد تحدثت مع رئيس مجلس الشركة المنفذة لأعمال الصيانة، الذي أبلغني بتواصله مع محافظ مصرف ليبيا المركزي؛ لحلحلة الأمر والوصول إلى اتفاق، وآخر ما علمناه أنهم توصلوا إلى حل، ونحن لم يتسن لنا التأكد من ذلك، وبشكل عام فأعمال الصيانة بالمركز لم تتوقف ولكنها تسير ببطء.

-يتعرض قطاع الصحة للانتقاد من قبل المواطنين ؛ لأنه لا يلبي طموحهم في الحصول على رعاية صحية، فهل فشل قطاع الصحة في ذلك بالفعل؟

من المستحيل أن تكون جودة الخدمات الصحية 90% في بلاد غير مستقرة، فعدم توفر الخدمات بشكل كامل ليس في وزارة الصحة فقط، حتى في وزارة المالية وغيرها من الوزارات الأخرى، وهذا انعكس على وضع البلاد، مثلاً لدينا بالمركز 300 موظف لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ 3 سنوات؛ لتوقف إجراءاتهم في ديوان المحاسبة، ولكي لا نظلم أحداً، أي قصور في عمل أي مؤسسة، أو أي وزارة هو نتيجة انعكاسات الوضع العام في البلاد.

وأنت استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة قبل أن تكون مديراً لمركز مصراتة الطبي، زرعتم خلال المدة الماضية قواقع لأطفال فاقدين للسمع، هل تملك إحصائية بعدد القواقع التي زرعت، ومدن الأطفال الذين زرعت لهم؟

بدأنا في زراعة القوقعة في العام 2012م وأول مجموعة أجريت لها الزراعات كانت في الأردن، وقد ذهب فريق طبي من مصراتة وتابع كيفية إجراء العمليات، والمجموعة الثانية كانت في نفس العام في مصراتة بعد أن زارنا الطاقم الطبي الأردني، وشاركنا فيها كأطباء ليبيين بشكل بسيط، وفي العام 2014م زرعت 30 قوقعة أجراها أطباء ليبيون تحت إشراف أطباء من الأردن، . وفي عامي 2018و 2019 زرعنا 55 قوقعة، ونحن بانتظار وصول 100 قوقعة من وزارة الصحة لزراعتها لمرضى ينتظرون

ونحن لا نستثني أحداً من عمليات زراعة القوقعة، وقد زرعنا قواقع للمرضى من الأطفال والكبار من مختلف مدن مناطق ومدن ليبيا، ولمن يسأل عن آلية الاختيار فهي تتم وفق أسس علمية.

-هل من أقسام جديدة ستفتتحونها بالمركز؟

نحن بصدد التجهيز لافتتاح مبنى القسطرة، وسيتم خلال المدة المقبلة تركيب الجهاز، وبافتتاح “وحدة القسطرة” ستحل مشكلة كبيرة لأهالي مدينة مصراتة والمنطقة الوسطى بالكامل.

4554 طالبا وطالبة سيتقدمون لامتحانات الشهادة الثانوية بمصراتة

مخطوفة منذ شهر، وعائلتها محتجزة، وبوشناف: الفاعل “مجموعة إرهابية”، فأين سرقيوة؟