in

مراكز الطب البديل لها روّادها بمصراتة…وتماثل عدة حالات للشفاء

رغم انتشار المستشفيات والعيادات والمصحات الطبية في مختلف التخصصات إلا أن دُور الطب البديل أو الشعبي أو التقليدي أو الأهلي لها روّادها وزوّارها الذين نجحت في علاج أمراضهم وأدوائهم.

بجانب باب منزلها الخارجي، وضعت الحاجة “مريم أبوزيد” لافتة بها مواعيد العمل، على فترتين صباحية ومسائية، ومن “مربوعة” المنزل اتخذت مقراً لعيادتها التي يرتادها مرضى من مختلف مناطق ليبيا، وتونس أيضاً.

قالت الحاجة “مريم” -64 عاماً – للرائد، إنها أخذت المهنة عن والدتها، وهي تعالج العديد من مرتادي عيادتها منذ قرابة 15 عاماً بوصفات عشبية وزيتية تعلّمت إعداد بعضها من والدتها، فيما أعدت أخرى باجتهاد منها دون أن تعجز عن علاج أي حالة أو تسبب مشكلة لأي منها.

ورغم ثقتها في العلاج الذي تقدمه للمترددين على عيادتها الذين يصل عددهم إلى 15 يومياً، بينهم أطباء بالمستشفيات يبحثون عن علاج لأبنائهم، إلا أنها ترى أن لكل مرض علاجه، إما بمتابعة الطبيب أو الحصول على وصفة علاجية منها.

“رُزقت بطفل على يد الحاجة “مريم” بعد تأجر الإنجاب لـ 9 سنوات وعجز الأطباء في تونس ومصر والأردن عن إيجاد العلاج لنا”، يقول الأربعيني “أحمد مصطفى” بسرور.

وأكد في حديثه لنا أنه نصح العديد من أصدقائه وشجعهم على العلاج لديها، دون أن يخفي أهمية المتابعة لدى الأطباء بالمستشفيات، فلكل منهما حالاته القادر على علاجها، حسب وصفه.

أما المواطن “عصام بعيو” – 39 عاماً – فقال إنه لا يزال يقصد عيادة الحاجة “مريم بوزيد” لعلاج أطفاله بطب الأعشاب، أو الطب الشعبي، وقال إنها نجحت في علاج أمراض أصيب بها أطفاله، بينها الفتق السري والتهاب الحلق.

ويؤكد “بعيو” ثقته في الطب الشعبي ويراه الأساس لأي طب آخر، إلا أنه شدد على ألّا بديل عن الطب الحديث في أغلب الحالات المرضية، مضيفاً أنه حفاظاً على مناعة أطفاله، يواصل تردده على “عيادة الحاجة مريم”؛ لأن الأخيرة تعالج بمستحضرات عشبية وليست كيماوية أو مضادات حيوية، وفق قوله.

وفيما يرى نائب رئيس نقابة الأطباء بمصراتة واستشاري الجراحة العامة بمركز مصراتة الطبي الدكتور “فتحي الزواوي”، أن الطب الشعبي أو الأهلي توارثه الأبناء عن الآباء قديما نتيجة عدم توفر الطب في ليبيا خلال ذلك الزمن.

إلا أن “الزواوي” أكد للرائد أن كثيراً من الأمراض لا يمكن علاجها إلا بالتدخل الجراحي، موضحاً أن لجوء بعض المرضى للتداوي بالطب الشعبي جاء بعد حصولهم على رأي الطب الحديث، أو خوفاً من إجراء عمليات جراحية، أو اعتقادًا منهم بأن الطب الحديث لم يوفق في علاجهم.

في عيادته التي تتخذ من وسط المدينة مقراً لها، ومن “دار الشجرة للعلاج بالأعشاب ومنتجات النحل” اسماً لها، يعكف الدكتور “الصديق على خشيم” على إجراء وصفات طبية يعالج بها مرضاه الذين وصل عددهم إلى 31 ألف مريضاً منذ تأسيس الدار في عام 2000م.

ويُصر الرجل الذي تحصل على الدكتوراه في الزراعة والنباتات الطبية من أمريكا عام 1986م، على تسمية الطب البديل بـ “الطب الأصيل” مؤكداً أن كلا من الطب البديل والطب الحديث يجب أن يمضيا جنباً إلى جنب بإثراء كل منهما الآخر.

ويعالج الدكتور “خشيم” مرضاه بالأعشاب والعسل ومنتجات النحل وسمه، موضحاً أن الطب البديل يعتمد بالدرجة الأولى على الأبحاث، وأن من بين الذين عالجهم مريضاً حال دون بتر ساقه، وآخرون مصابون بالروماتيزم والنقرس وضغط الدم.

ويتفق الصيدلاني ونائب رئيس مخزن الأزمات والطوارئ بوزارة الصحة “خليل لاغا” مع “خشيم”، على أهمية استعمال العسل في علاج عدد من الأمراض، مؤكداً أن الاتجاه بشكل كامل للطب البديل بدون التقيد بالمراجع العلمية وضبط المقادير لكل وصفة يعدّ إضرارا بالصحة العامة.

ولم ينكر “لاغا” أن الأعشاب والنباتات الطبية هي المصدر الأساسي للتداوي سابقاً.

ولم تتحصل الرائد على أي إحصائيات رسمية بعدد دُور الطب الشعبي في مصراتة بعد تواصلها مع مسؤول بوزارة الصحة، إلا أن تأكيد الحاجة “مريم” على نجاحها في علاج مرضاها بمبلغ رمزي سيدفع كثيرين إلى التردد على عيادتها.

لجنة الطوارئ تناقش عدداً من ملفات الخدمات الأساسية

الولايات المتحدة تعرب عن قلقها بشأن القصف الذي طال مدينة مرزق