in ,

إقبال مُتباين على أسواق الأضاحي بمصراتة وتساؤل عن غياب الدولة؟

تشهد أسواق الأضاحي في مصراتة إقبالاً متبايناً قبل أسبوع من عيد الأضحى، رغم أن مربين وموردين رأوا أن أسعارها تُلائم القدرة الشرائية لدى المواطن

“بثمن خروفٍ وطني اشتريت خروفين مستوردين”، قال المواطن “عبد السلام العماري” – 41 عاماً، مؤكداً أن قدرته الشرائية لم تسعفه في شراء خروف وطني بسعر 1300 – 1400 دينار”.

وعزا “العماري” ارتفاع أسعار الأضاحي؛ لغياب الدولة وعدم دعمها مربي الأغنام الوطنية، إضافةً إلى عدم ثباث أسعار الدولار والتهريب الذي تسبب في ارتفاع أسعار الأضاحي.

وربط أستاذ الاقتصاد بجامعة مصراتة “عبد الحميد فضيل” في حديثه للرائد بين دخل المواطن ودوافع شرائه للخروف المستورد، فارتفاع سعر الخروف الوطني ووصوله إلى 1500 دينار، لا يتناسب مع متوسط دخل المواطنين الذين سيلجأون إلى شراء خروف مستورد بسعر لا يزيد عن 700 دينار.

واستعرض الاقتصادي تكلفة أسعار الأضاحي المستوردة، موضحاً أن تكلفة الخروف الواحد وزن 35 كجم هو 490 دينار، فيما أن ذو وزن 40 كجم= 560 دينار ليبي، مضافاً إليه مصاريف النقل والأكل والتحصين وغيرها.

بنبرة تعجبٍ، طَالَبَ مربي الأغنام والمواشي “علي غباق” بالإجابة عن سبب غياب دعم الدولة لهم كمربين قبل سؤاله عن ارتفاع أسعار أضاحي العيد لهذا العام الذي يتراوح أسعار الوطنية منها بين 1000 – 2000 دينار ليبي.

ويرى “غباق” أن أسعار الأضاحي المستوردة لهذا العام أقل منها في العام الماضي، وأصر على أن الدولة لم تقدم لهم أي دعم، ولا حتى تحصينات ضد مرض الحمي القلاعية التي تصيب الأغنام، وفق قوله.

يتفق مدير عام شركة مظلة الغذاء لاستيراد المواشي واللحوم “محمد رفيدة” مع سابقه على غياب دعم الدولة في عدم توفير الأعلاف للمربين والتجار، إلا أنه لم يخفِ مراعاتهم قدرات المواطن في بيع الأضاحي نقداً ومقابل صكوك مصرفية.

وأشار محدثنا إلى أن شركتهم وفرت هذا العام قرابة 7000 رأس من الأغنام تتراوح أسعارها بين 550 – 700 دينار للأضحية الواحدة، منوهاً بأن سبب ارتفاع الطلب على أضاحيه هو سعرها الذي يناسب المواطن.

وأفاد رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للصحة الحيوانية بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية “زكريا الختال” بأن 320 ألف رأس من الأغنام وصلت إلى ليبيا من مطلع يوليو وحتى التاسع والعشرين من ذات الشهر، مشدداً بأن العدد أكبر من العام الماضي.

وأشار في تصريحه للرائد بأن الأغنام ورّدتها 41 شركة، ووصلت عبر موانئ عبر موانئ مصراتة، الخمس، طبرق، طرابلس، وبنغازي

ورصد مراسل شبكة الرائد الإخبارية بمصراتة انتشار أسواق بيع الأضاحي المحلية والمستوردة في عدد من الأسواق بمناطق المدينة، ولاحظ بيعها بأسعار متفاوتة وسط طلب متباينٍ عليها.

وتواظب مؤسسات خيرية بمصراته سنوياً على إقامة حملات؛ لتوفير الأضاحي للأسر، فيما يشرع مكتب صندوق الزكاة بالمدينة في تجميع أضاحي العيد وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين المسجلين بمنظومته.

وقبل أسابيع، أعلنت نقابة عمال الشركة الليبية للحديد والصلب بمصراته لموظفيها عن تعاقدها مع شركة لتوفير الأضاحي بسعر 850 دينار للأضحية الواحدة، مقابل نصف القيمة نقداً، ونصفها الآخر بصك إلكتروني مصدق.

وقالت النقابة إن مبادرتها جاءت دعماً للعاملين بالشركة وزيادة ارتباطهم بمؤسستهم؛ بسبب الظروف المالية التي تمر بها البلاد ونقص السيولة المالية بالمصارف وارتفاع الأسعار بالسوق الليبي.

ومع استمرار وصول السفن التي تحمل أغناماً مستوردة ورسوها بميناء مصراتة البحري، لا يزال عدد من المواطنين يفضلون شراء أضاحيهم قبيل العيد؛ أملاً في انخفاض الأسعار.

مجلس الأمن يجدد دعوته لوقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية

من ضحايا طيران حفتر مجزرة مرزق “إنفوغراف”