in

إعلام حفتر يبث موجات الكراهية، ويزج بالشباب في محرقة طرابلس

بعد الهزيمة القاسية لقوات حفتر في غريان حاول إعلام حفتر إيهام مناصريه وصرف الأنظار عن هزيمته وفشله العسكري ـ بمعارك جانبية إعلامية وتلفيق للتهم بحجج واهية؛ كادعاء تصفية كثير من جرحاه، وتعرض قواته لخيانة وكأن قواته كانت ذاهبة لنزهة وليس إلى حرب هو من أشعلها.

إعلام حفتر دائما ما يستعرض قواته في مقاطع مرئية تظهرها على أنها جيش نظامي وقوة مدججة بكافة أنواع الأسلحة، وأنها لا تقهر، ولكنه على أرض الواقع لم يحصد شيئا سوى الهزائم والخذلان، والمزيد من الخراب والدمار للبلاد.

فظهرت أكبر قوة لحفتر إعلاميا عند إعلانه العدوان على طرابلس التي أعدّ لها طيلة أربع سنوات في وقت كان الليبيون ينتظرون الفرج السياسي في ملتقى غدامس برعاية الأمم المتحدة ـ فكانت أولى هزائمه بهذا الرتل في بوابة الـ 27 غرب طرابلس بعد أسر سرية كاملة من قواته فور ظهورها في مشهد تملؤه الخيبة.

اتجه بعد ذلك حفتر وسيطر على عاصمة الجبل غريان منذ 4 من أبريل المنصرم، وقد بث في أهلها الخوف والتهديد طيلة أكثر من 80 يوما إلى أن هزمته قوات الجيش الليبي في معركة خاطفة فر خلالها قائد عملياته عبد السلام الحاسي وترك مقاتليه بين قتيل وأسير وجريح.

بعد السيطرة على غريان والكشف عن كمية الأسلحة المتطورة التي عثر عليها الجيش في معسكرات قوات حفتر، والقبض على مرتزقة من تشاد والسودان كانوا يقاتلون إلى جانبه، واعتراف المقبوض عليهم بوجود قادة إماراتيين ومصريين وفرنسين في غرفة عملياته بالمدينة.

وقبل ذلك حاول إعلام حفتر التستر على تصفية قواته لأبناء غريان الذين ظهروا في مقاطع وهم أسرى ثم وجدوا في مقابر جماعية أو عثر على جثثهم متحللة بالمستشفيات، والقبض على عشرات من أبناء المدينة وتغييبهم قسريا.

وبعد تحرير المدينة اعتمد حفتر على بث خطاب الكراهية بين المدن والقبائل الليبية، فروج إعلامه رواية عن حدوث خيانة لهم، وأن أبناء المنطقة الشرقية قتلوا نتيجة لذلك، ليعلن رئيس البرلمان في طبرق عقيلة صالح حالة النفير، ويفتح باب التجنيد في صفوف قوات حفتر من خلال الحشد القبلي

في مشهد يعود بنا للعصور الوسطى، وامتد خطاب الكراهية والتحريض على القتل ليشمل بعض الكتاب والإعلاميين الفنانين في مدينة بنغازي الذين خرجوا في وقفة تضامنية حاملين صور حفتر لشكره ودعمه للاستمرار في القتل في طرابلس،

بل وصل خطاب الكراهية إلى دعوات لمنع نقل خراف العيد من المنطقة الشرقية إلى المنطقة الغربية، في مشهد أثار استغراب العديد من رواد التواصل الاجتماعي الذين تساءلوا أليس من الأجدى والأولى منع أبناء المنطقة الشرقية من الذهاب للمنطقة الغربية وقتل إخوانهم هناك بدلا من منع الأغنام؟

الحشد القبلي وخطاب التفرقة وصل حد تأليف أغاني شعبية واتهام مدينة عريقة كمدينة غريان بالخيانة، ونعتها بأبشع الكلمات والتشكيك في ماضيها وأعلامها، فخرج علينا أحد الأبواق بأغنية تحمل اسم غريان والخيانة في محاولة لبث سمومه في عقول البسطاء من عامة الناس.

وفي الأيام الأخيرة بدأ إعلام حفتر بالترويج مجددا للعدوان على طرابلس ولما سماه الموجة الثانية من “طوفان الكرامة “، ونشر مقاطع مصورة لقواته وهي تتسلل خلسة عبر طرق صحراوية بعد الكمائن التي أوقعتها فيها قوات الجيش الليبي.

المقاطع المصورة تظهر أعدادا من المركبات العسكرية مع أغانٍ حماسية لرفع معنوياتهم المتحطمة مع تركيز الحديث عن الثأر والتهديد بقتل أبناء مدينة غريان دون رحمة، ليبقى السؤال المطروح أين ذهبت الموجة الأولى من طوفان العدوان على طرابلس؟ وهل ستلقى الموجة الثانية المصير نفسه على أسوار العاصمة أم أنها ليست سوى موجة سراب إعلامية؟

مؤسسة النفط تتهم الموازية بمحاولة سرقة النفط الليبي، وتطالب بحلّها

6 فوائد صحية لفصل الصيف