in

حفتر خارج سياق مبادرة “تحالف القوى الوطنية”، هل خسر الرهان؟

لم يبدِ حزب التحالف القوة الوطنية أي تعليق في بداية عدوان حفتر على طرابلس والتزم الصمت حيال هذا العدوان؛ مما أثار جدلا في الوسط السياسي حول أسباب صمته عن هذا العدوان الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 700 شخص، وجرح قرابة 5 آلاف آخرين، ونزوح 22 ألف عائلة حسب آخر الإحصائيات.

وظل هذا الصمت حتى 8 من يونيو الحالي، عندما التقى لتحالف بلجنة الاطلاع بالاتحاد الأوروبي التي زات طرابلس آنذاك واجتمعت بممثلي الأحزاب السياسية في البلاد، حينها أكدت مصادر أن ممثل التحالف رفض استبعاد حفتر من أي حل مستقبلي وأيد عدوانه على طرابلس.

هذه التصريحات لممثل التحالف سرعان ما أكدها عضو حزب تحالف القوى الوطنية إبراهيم قرادة، الذي قال إنه إذا بقيت الأوضاع على حالها في ليبيا، ولم يحدث تغير مفاجئ ومؤثر سياسيا أو ميدانيا، محليا أو دوليا، على الأرض، فسير الأحداث يشير إلى أن “الجيش” بقيادة حفتر يسير نحو هدفه النهائي بتوحيد ليبيا وإقامة حكومة واحدة.

وأشار قرادة، على حسابه الرسمي بفيسبوك، إلى أن بعض من وصفهم بالفاعلين في المنطقة الغربية والشرقية يستعدون ويتجهزون للتواصل مع قوات الكرامة من أجل “الالتحام” بها حتى وإن لم يعلنوا ذلك أو أعلنوا العكس، واصفا معارضي حفتر بأنهم تحولوا تدريجيًّا إلى جيوب انفعالية وصوتية خاصة في غرب ليبيا، حسب تعبيره.

ورأى قرادة أن المجتمع الدولي يدفع باتجاه سيطرة حفتر، مضيفا أن الأطراف الخارجية تريد حسم الأمور، ولا تستطيع الانتظار في ظل استمرار الوضع في ليبيا على ما هو عليه، كما أن هذه الأطراف الدولية والإقليمية لها أولويات أهم من اللهو والعبث الليبي.

لكن المفاجأة التي ظهرت الآن هي تقديم حزب قرادة لمبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية تمحورت حول وقف الحرب واللجوء إلى طاولة الحوار التي تقودها البعثة الأممية للعدم في ليبيا.

المبادرة لها عدة مراحل وتدعو قوات حفتر إلى خلق منطقة عازلة من أجل فتح ممرات إنسانية للأسر العالقة في مناطق الاقتتال وتقديم المساعدات لها، كحل توافقي جراء إصرار الطرفين على عدم التراجع عن المواقع التي يسيطرون عليها، وبذل جهود لإيقاف الاقتتال على الأرض بالتزامن مع بدء عملية سياسية نشطة تراعي مواقف جميع الأطراف لتحقيق التوافق حولها، وفق مانقلته وكالة “آكي” الإيطالية و”الأناضول” التركية.

وبعد خلق المنطقة العازلة التي يسمح بامتدادها لأكثر من شهر، تُشكل قوة مشتركة من الطرفين لا يقل قوامها عن 10 آلاف مقاتل تتبع قيادة ميدانية مشتركة مستقلة عنهما وتنسق مع قوات القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا والاتحاد الأوروبي.

وتهدف القوة إلى محاربة الإرهاب والهجرة غير القانونية؛ وذلك لإثبات مدى مصداقية دعوات الطرفين المتكررة لمحاربة تلك الجرائم، كما أنها قد تكون أساساً لتطوير مؤسسة عسكرية موحدة.

وتتضمن مبادرة “القوى الوطنية” عقد عدة مؤتمرات تهدف لتثبيت إيقاف الاقتتال والسير نحو التسوية السياسية، ويركز المؤتمر الأول على دعوة قادة ليبيا السياسيين من أعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة ورؤساء الأحزاب والكيانات السياسية وبعض الشخصيات العامة المؤثرة إلى وضع خارطة طريق سياسية تتضمن الموقف من مسودة الدستور وتصور للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.

ولم يذكر الحزب في مبادرته التي طرحها اليوم اسم قائد قوات الكرامة خليفة حفتر؛ الأمر الذي بدا مستغربا بالنظر إلى مواقف الحزب السابقة المؤيدة له.

حفتر يتجه إلى الحل السياسي، فهل فشل عدوانه على العاصمة؟

عندما يُبادِر المُرجفون