in

بعد سلامة… السراج يفصح عن تدخلات خارجية شجعت أطرافا على عدم الالتزام بالديمقراطية













 

بعد أن كشف مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة في تصريحاته الأخيرة عن تدخل عشر دول في الشأن السياسي لليبيا وتعرقل حل الأزمة دون أن يسمي أي دولة منهم، يأتي الدور على رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج خلال مشاركته بالقمة العربية المنعقدة في تونس فيقول، إن التدخلات السلبية الخارجية، الإقليمية والدولية فاقمت الوضع في ليبيا وشجعت بعض الأطراف على عدم الالتزام بالمسار الديموقراطي والابتعاد عن الحل السياسي السلمي.

السراج بعث رسالة واضحة للأطراف المدعومة من دول بعينها لكنه لم يسم هذه الدول أو الأطراف الأمر التى يطرح سؤالا، ما هي الأطراف والدول التي قصدها السراج في كلمته بالقمة العربية؟

المقصود خليفة حفتر

المحلل السياسي عبدالله الكبير قال، إن المقصود في كلمة السراج والمثال البارز والواضح هو خليفة حفتر المدعوم من فرنسا ومصر والإمارات وروسيا باعتباره يستقوي بالسلاح ولا يرى غير الحل العسكري.

وأضاف الكبير في تصريح للرائد، أن هذا الدعم شجع حفتر على التمرد وعدم قبول أي تسوية سياسية لا ينال فيها مبتغاه غير المحدود من السلطة.

الجميع انحاز

من جانبه اعتقد الكاتب والصحفي محمد الشكري أن كل الأطراف السياسية في ليبيا انحازت عن المسار الديمقراطي ومدعومة من دول خارجية ساندتها في بقائها في السلطة، منها “مصر، والإمارات، وفرنسا، وروسيا، وإيطاليا، وقطر، وتركيا”.

وأوضح الشكري في تصريح للرائد، أنه لو لامسنا الواقع في خطاب السراج بالجامعة العربية فنجد أنه يقصد قائد قوات الكرامة خليفة حفتر؛ لأنه هو من لديه القوة العسكرية ويفرض الأجندة التي تناسبه، مشيرا إلى أنه حتى السراج نفسه لولا الدعم الدولي لكان غير موجود الآن.

السراج يخرج من حالة الحياد والرمادية

اما الكاتب علي أبو زيد فرأى أن السراج بدأ يتخذ موقفا بعد اجتماع أبوظبي وخرج من حالة الحياد والرمادية في موقفه السياسي، وهذا يعكس حجم الدعم الدولي الذي يتلقاه.

وأكد أبو زيد في تصريح للرائد، أن السراج يشير بكل وضوح إلى مجلس النواب الذي وراءه خليفة حفتر ومشروعه العسكري وداعماه الرئيسيان مصر والإمارات.

وأشار أبو زيد، إلى أن خطاب السراج يعطي مؤشرا جيدا إلى إمكانية إلجام الشره العسكري إلى السلطة المتمثل في حفتر من خلال جعله داخل إطار دستوري يضمن مدنية الدولة ويحصر المؤسسة العسكرية في دورها الطبيعي.

الخوف من خلق أزمة داخل القمة العربية

وقال الكاتب ابراهيم عمر، إن الإطراف التي يلمح لها فائز السراج تعرف نفسها وهو لم يذكرها أثناء كلمته في القمة العربية؛ خوفا من خلق أزمة داخل القمة، وقد تسبب أزمة للدولة المضيفة.

وأضاف عمر في تصريح للرائد، أن السراج يرفض ذكر الدول في أوقات أخرى أيضا، ولكن ربما يذكرها سرا لبعض رؤوساء الوفود التي تزوره؛ لأنه يريد لمساعي وجهود بعض الدول والأطراف والمجتمع الدولي النجاح في مهمته وإقناع الطرف الذي يريد عسكرة الدولة للخضوع للسلطة المدنية.

وأكد عمر أنه إذا فشلت جهود المجتمع الدولي والأطراف الدولية في إقناع حفتر بالرضوخ للسلطة المدنية فإننا سنطالب بفضح تلك الدول علانية.

حرب بالوكالة

قال الكاتب والمحلل السياسي فرج فركاش، إن هناك دولًا عدة تتدخل في ليبيا بصورة مباشرة سياسيًّا وعسكريًّا، ولا يخفى على أحد دعم الإمارات لطرف عقيلة صالح ومن يتخندق معه، حسب وصفه.

وأضاف فركاش، في تصريح للرائد، أن هناك تصريحات من قيادات ليبية حول التدخل المصري أيضًا، وهذا لا يُعفي دولًا أخرى هي على خصومة مع هذه الدول، وفي مقدمتها قطر وتركيا، لتكون ليبيا بذلك أرض حرب بالوكالة بين هذه الدول على النفوذ.

وأشار فركاش كذلك إلى التدخل الفرنسي والإيطالي، والأنباء عن تدخلات روسية أيضًا، لتساعد هذه التدخلات بعض الأطراف، خاصة القلة المعرقلة في مجلس النواب، على عدم تقديم التنازلات اللازمة للوصول إلى تسوية سياسية من شأنها أن تخرجنا من الانسداد السياسي.

ورأى فركاش أن المعطيات الآن تغيرت، وأن هناك توافقًا دوليًّا على وقف هذا “العبث الذي رأيناه جليًّا” في تصريحات معظم الدول المنخرطة في الملف الليبي بدعمها لخطة سلامة والملتقى الوطني الجامع، متمنيًا أن يكون هذا بداية لتحقيق توافق بين الأطراف الفاعلة.

وبعد تسمية المراقبين لبعض الدول التي تعرقل الحل في ليبيا وتكتم سلامة عن ذكرهم واكتفائه بطلبه من الأمم المتحدة بمحاسبتهم فهل ينجح سلامة في وقف هذه التدخلات التى تعرقل الأزمة الليبية؟

مجلس النواب يقرر تشكيل لجنة للمشاركة في الملتقى الجامع

السراج: ندعم المؤتمر الذي اقترحه الاتحاد الإفريقي على أن يكون تحت مظلة أممية