in

كلمات في التعصب الديني

سيدي روح الله وبشرى مريم

عيسى بن مريم ابنة عمران أخت هارون

سلام الله عليك وعلى أمك البتول في الأولين والآخرين

في بداية ذكرى مولدك 2019 انتهز الفرصة الغالية الحبيبة كي أبثك بعض وجداني مما سمعته وتلقيته عن أخيك النبي الأمي الخاتم محمد عبد الله عبدالمطلب عليه الصلاة والسلام، الذي أوصاني بحبك وحب أمك الطاهرة النقية عليها السلام، ونزل عليه من الوحي بشأنها ما لم ينزل عليه بشأن أمه آمنة بنت وهب أو شأن بناته وزوجاته عليهن السلام، وبثنا من دلالات حبه لك وغيرته على أمك حتى صارت كلماته قرآنا لنا نتلوه بين يدي ربنا في صلاتنا تنضح بالطهر والبراءة والربانية الحانية.

فقص علينا القرآن القصص بشأن منبتها وتنشئتها مذ كانت جنينا في بطن جدتك زوجة عمران، حين قالت ” إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم”، ثم إعاذتها بالرحمن من شر الشيطان وليتكفلها من بعد جدك عمران زوج خالتك نبي الله زكريا عليه السلام، الذي أُلهم الدعاء بسببها حين دخل عليها المحراب فوجد عندنها من الأرزاق ما لا يعرف في قريته، ولما سألها “أنى لك هذا قالت هو من عند الله” هنالك دعا زكريا ربه ليهبه النبي يحيى عليه السلام وقد بلغ من الكبر عتيا وامرأته عاقر.

كل ذلك ما كان إلا إرهاصا بين يدي مقدمك إلى الدنيا حن خلقت على غير مثال وبدون أب روحا من روح الله، فاتهمت أمك بك فنطقت صبيا فأبهرت من حولك ممن شهد، ولتنشأ على عين الله ولتكون الرسول للخرفان الضالة تهديها سواء السبيل، وبرا بولدك ولم تكن جبارا عتيا.

عبد الله

حين سألت وأنت لم تزل في المهد صبيا من أنت قلت” إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت و أوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا” وهكذا وضعت بتلك الكلمات الخالدة حدا لحديث الإفك الذي تناقلته ألسنة السوء من قومك، وكان الدفاع الباهر من أخيك محمد صلى الله عليه وسلم وحملناه نحن من بعده ننافح عنها كما ننافح عن أمهاتنا وأخواتنا، ثم عقب القرآن بعد تلك الحوارية الخالدة بقوله ” ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون، ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم”

وأنك لم تقل للناس “كونوا عبادا لي من دون الله” وأجبت على سؤال الله لك إجابة واضحة قاطعة لا تلعثم ولا تردد ولا ريب فيها “وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله، قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد، إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم”

نعم وصدقا لقد كانت كلماتك نبراسا للموحدين المخلصين ونحن على ذلك من الشاهدين

في ذكرى مولدك نبثك حبنا وإيماننا بك نبيا من أنبياء الله و واحدا من خمسة من أولى العزم من الرسل نوح وموسى وعيسى وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ونعتبر شريعتك التي جئت بها من عند الله شريعة لنا ما لم يكن في شريعة محمد بن عبد الله التي جاء بها من عند الله ما يخالفها، وإنهما صنوان يسقيان من ماء واحد، وأنك بلغت ما أرسل به ربك إلى قومك خير البلاغ، وأقمت عليهم حجة الله، ورفعك الله إليه ولم يقتلك أعداؤك، وأنك ستعود لتطبق شرائع محمد صلى الله عليه وسلم.

يا روح الله سلام عليك ومحبة مغروسة في قلوبنا كمحبتنا لأخيك النبي الأمي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، لا نفرق بينكما ولا نفضل بعضكم على بعض، ولا نفرق بينكم وبين الله، سعدنا أيما سعادة بذكرى مولدك المجيد، ونهنئ كل أحبابك وأتباعك على الحق بهذه المناسبة المجيدة، ونترك التعصب الديني المقيت.

المصدر : الصفحة الشخصية للكاتب صلاح الشلوي

العامة للكهرباء: زيادة ساعات طرح الأحمال لانخفاض إنتاج الطاقة وزيادة الاستهلاك

الخيالي: سائقو شاحنات الوقود اشترطوا حمايتهم مقابل نقل الوقود للجنوب